بعد آلاف الدراسات والأبحاث أصبحنا نعلم جميعاً أن سجائر التبغ تشكل خطرا على صحة الإنسان. وانها المسبب الرئيسي للعديد من الأمراض لكن وبشكل أدق، ما الذي نخاطر به فعلاً عند التدخين؟ ما هي مخاطر التدخين على أعضاء الجسم؟
يهاجم التدخين معظم أجزاء الجسم مثل الأسنان، الجهاز التنفسي، الجلد، العينين، والخصوبة. يجب أن نتذكر أيضا أن التدخين مسؤول عن أكثر من 80٪ من سرطانات الرئة، و70٪ من سرطانات الجهاز الهضمي العلوي، و50٪ من سرطانات المثانة، وكذلك 33٪ من سرطانات البنكرياس.
التدخين قاتل
من المعروف أن تدخين سجائر التبغ مضر بصحتنا. لكن ما الذي نخاطر به حقًا؟ في وقت اصبحت فيه المعلومات غير دقيقة ، بالاضافة إلى الأخبار المزيفة والدراسات المغلوطة. اعد لكم طاقم من الخبراء في المجال الطبي وعدد من الصحفيين المتمرسين ، ملخص قصير للمخاطر التي تمثلها سجائر التبغ بشكل دقيق وحقيقي. حقائق يجب أن تدفع كل مدخن الاقلاع في أسرع وقت ممكن.
التدخين مسؤول عن العديد من أنواع السرطانات
من أبرز مخاطر التدخين أنه مسؤول عن العديد من أنواع السرطان. في الواقع، من بين 73000 حالة وفاة مبكرة يتم تسجيلها كل عام بسبب التبغ، هناك أكثر من 45000 حالة بسبب السرطان. التدخين مسؤول عن 8 من أصل 10 أنواع من سرطان الرئة، وعلى ما يقارب الـ 70 ٪ من سرطانات الجهاز الهضمي العلوي (الفم والحنجرة والبلعوم والمريء)، ونصف سرطانات المثانة، وما يقارب من ثلث سرطانات البنكرياس. التدخين يتسبب أيضا في العديد من أنواع السرطانات الأخرى كسرطان الكلى والمعدة وعنق الرحم والمسالك البولية والمبايض والقولون والمستقيم. وأن التدخين يمكن أن يكون المسؤول عن ما لا يقل عن 17 نوع مختلف من السرطان.
التدخين السلبي خطر أيضا!
التدخين السلبي أحد المخاطر الأخرى التي يمكن أن تعزى إلى تدخين سجائر التبغ. بشكل أوضح، أي شخص يستنشق دخان سيجارة يستهلكها طرف ثالث هو ضحية للتدخين السلبي وجميع المخاطر المرتبطة به. في فرنسا، توفي ما يقدر بنحو 1100 شخص بسبب التدخين السلبي في السنة الاخيرة، بما في ذلك 150 شخص بسبب سرطان الرئة.
الجسم كله في خطر
في حين أن السرطان هو الخطر الأعظم عند التدخين لكن مضاره لاتقتصر على الاصابة بهذا المرض فقط ، حيث ان التدخين يؤثر على كامل جسم ويصيب تقريبا معظم أعضائه.
الجهاز التنفسي
يحتوي دخان السجائر على أكثر من 4000 مادة (50 منها على الأقل معترف بها رسميا على أنها مادة مسرطنة)، فإن الجهاز التنفسي للمدخن بأكمله في خطر. عندما يترسب القطران على الشعب الهوائية والرئتين للمدخن تقل فعالية التنفس بشكل كبير. يدخل أول أكسيد الكربون في خلايا الدم الحمراء وبالتالي يعطل عملية نقل الأوكسجين لكامل الجسم. مما يؤدي إلى فقدان مقاومة الجهد وانخفاض القدرات البدنية بشكل عام. يحتوي دخان السجائر أيضا على العديد من المواد المهيجة (مثل الأسيتون)، وهو المسؤول عن السعال العنيف في بعض الأحيان. كل هذا يجعل المدخنين أكثر عرضة لأن يكونوا ضحايا للأمراض المعدية المختلفة مثل التهاب الأذن والتهاب الجيوب الأنفية والذبحة الصدرية والأنفلونزا والتهاب الشعب الهوائية وغيرها الكثير. أخيرا، قد يؤدي التدخين أيضا إلى تفاقم حالات الحساسية وأزمات الربو.
القلب
القلب واحد من أكثر الأعضاء التي تتأثر بالتدخين، وهذا يعني أن التدخين أحد الأسباب الرئيسية لأمراض القلب والسكتة الدماغية. يزيد التدخين من خطر الاصابة بالجلطات الدموية، وذلك بسبب تراكم البلاك وهو نفسه المسؤول عن النوبات القلبية. كما يجبر استخدام التبغ القلب على العمل بجهد أكبر وذلك بسبب قلة إمدادات الأكسجين. ونجد أن أول أكسيد الكربون بدأ بحل محل بعض الأكسجين الموجود في خلايا الدم الحمراء. تتأثر الشرايين أيضاً لأنها تكون قادرة على التمدد بشكل بسيط. والنتيجة هي تشنج يقلل من حجم الشريان وبالتالي قدرته على نقل الدم إلى الأعضاء. يتأثر الدم كذلك لأن التدخين يغير من لزوجته ، مما يزيد من خطر الإصابة بالجلطات.
الأسنان
بالإضافة إلى أن التدخين يترك رائحة كريهة في الفم ، فهو يسبب أضرار مختلفة على صحة الفم والأسنان. يغير التدخين من تركيبة اللعاب والذي هو سبب رئيسي لالتهابات اللثة، والذي يعرض الأسنان لمشاكل مختلفة مثل التسوس أو التهاب اللثة الذي يسبب الى فقدان الاسنان.
الجلد
يؤثر التدخين أيضاً على صحة بشرة المدخنين. بالإضافة إلى أنه يسرع من الشيخوخة، فإنه يقلل أيضا من مرونة الجلد ويبهت لون البشرة ويؤدي الى جفافها. التدخين من شأنه أيضا أن يؤخر عملية الشفاء. وهو أحد الأسباب التي تجعل الجراحين يطلبون عادة من مرضاهم عدم التدخين قبل العمليات الجراحية. أخيرًا ، أثبتت الأبحاث الحديثة وجود علاقة بين تسريع ظهور سرطانات الجلد و استهلاك سجائر التبغ خلال التعرض الطويل لأشعة الشمس.
العيون
لا يتصور معظم المدخنين أن للتدخين أضرار على العيون ، لكن أثبتت الأبحاث وجود علاقة مباشرة بين التدخين وأمراض العيون. المواد الضارة التي يحتوي عليها دخان السجائر، تجعله مسؤولاً عن العديد من أمراض العيون، بالإضافة إلى اضطرابات الرؤية مثل إعتام عدسة العين فهو يسرع من الإصابة بمرض AMD (الضمور البقعي المرتبط بالعمر).
الخصوبة
إضافة إلى جميع الأضرار المذكورة أعلاه، فإن التدخين يؤثر أيضا على الخصوبة وبالتالي العلاقة الجنسية. بالنسبة للرجال، التدخين مسؤول عن ضعف الانتصاب، مما يضاعف خطر العجز الجنسي المزمن بمقدار 27 مرة. ويحدث هذا بسبب المواد الكيميائية التي يستنشقها المدخن التي من شأنها أن تقلل من ضغط الدم، ويؤدي ذلك إلى صعوبة وصول الدم للأعضاء التناسلية وبالتالي حدوث العجز. بالإضافة إلى مضاعفة خطر العجز الجنسي بمقدار 27 مرة، فإن التدخين سيكون مسؤولاً أيضا عن انخفاض إفراز هرمون التستوستيرون (الهرمون الذكري). بالإضافة الى أن التدخين له آثار ضارة مختلفة على الحيوانات المنوية، مما يؤدي إلى قتل وتشويه أعداد كبيرة منها ، مع التأثير على سرعة حركتها. أما بالنسبة للنساء، من شأن التدخين أن يقلل من الخصوبة بنحو 33 ٪. بالإضافة إلى ذلك، فإن الجمع بين حبوب منع الحمل والتبغ من شأنه أن يزيد من خطر الإصابة بمشاكل القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية. إضافةً الى أن التدخين من شأنه أيضا أن يسرع من فترة انقطاع الطمث بمقدار سنتين تقريبا.
الشعر
هل سمعت عن اضرار التدخين على الشعر من قبل؟ التأثير على الشعر هو أيضاً جزء من مخاطر التدخين. وذلك عن طريق تقليل الدورة الدموية في فروة الرأس، مما يؤدي إلى انخفاض كبير في التروية ونمو الشعر مما يؤدي إلى تساقط الشعر. حتى انه يؤثر على نجاح عمليات زراعة الشعر ، لهذا ينصح الأطباء بقطع التدخين قبل وبعد عملية زراعة الشعر بعدة أسابيع. يمكن أن يسبب أيضاً مشاكل في لون الشعر وملمسه، وبالتالي يزيد من خطر تساقط الشعر.
الجهاز الهضمي
تفاقم العديد من الأمراض بسبب التدخين
إن لم تكن قائمة المخاطر التي ذكرناها كافية ، فإن التدخين مسؤول أيضا عن تفاقم العديد من الأمراض مثل “التهاب المعدة، القرحة الهضمية، مرض السكري من النوع الثاني،زيادة الكوليسترول في الدم، ارتفاع نسبة الدهون بأنواعها في الدم، الأكزيما، الصدفية، داء الثعلبة وحتى التهابات الأنف والأذن والحنجرة.
