في ظل تزايد استخدام الشيشة، كشفت دراسة أجراها مركز جامعة بيتسبرغ للطب في الولايات المتحدة أن جلسة واحدة من تدخين الشيشة تُنتج مستويات نيكوتين قد تتجاوز ضعفي ما يحتويها دخان السيجارة التقليدية.
توفر الشيشة او الارجيلة حوالي 4.1 ملغ من النيكوتين مقارنة بـ 1.8 ملغ في السيجارة الواحدة، ما يؤدي إلى احتمالات إدمان مرتفعة وتبعات صحية طويلة الأمد. هذا يجدد الجدل حول ما إذا كانت الشيشة بديلاً أفضل للسجائر التقليدية.
كمية الدخان أكبر و مكونات سامة خطيرة
تُظهِر الدراسة أن جلسة واحدة من الشيشة تعرض المستخدمين لكمية دخان أكبر بكثير مقارنة بتدخين السجائر التقليدية. حيث تنتج السيجارة الواحدة حوالي 0.6 لتر من الدخان، بينما تنتج جلسة الشيشة الواحدة 74.1 لترًا من الدخان، مما يمثل فرقاً هائلاً. يشير هذا إلى أن مدخني الشيشة يستنشقون كميات هائلة من الدخان بما يحتويه من نيكوتين وقطران وأول أكسيد الكربون، وهي مكونات تحمل خطراً حقيقياً على الصحة.
يحتوي دخان الشيشة او الارجيلة على 4.1 ملغ من النيكوتين، مقارنة بـ 1.8 ملغ في السيجارة الواحدة. هذا المستوى العالي من النيكوتين يزيد من احتمالية الإدمان لدى المستخدمين، وأن استهلاك النيكوتين بهذه الكميات يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة به مثل أمراض القلب والأوعية الدموية.
أما بالنسبة لمستويات القطران وأول أكسيد الكربون في الشيشة، فهي من أبرز المؤشرات على خطورتها. حيث تحتوي جلسة الشيشة الواحدة على نحو 619 ملغ من القطران، وهي مادة مسرطنة معروفة. بالمقارنة، تنتج السيجارة حوالي 24.5 ملغ فقط من القطران. وهذه المستويات المرتفعة تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الرئة وأمراض الجهاز التنفسي، خاصة عند تدخينها بشكل متكرر.
فيما يتعلق بأول أكسيد الكربون، يحتوي دخان الشيشة على حوالي 192 ملغ من هذه المادة السامة، مقارنة بـ 17.7 ملغ من السيجارة. أول أكسيد الكربون من الغازات السامة التي يمكن أن تسبب التسمم، وقد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، وفي حالات معينة قد يؤدي إلى الوفاة بسبب التسمم الحاد. يُنتج أول أكسيد الكربون في الشيشة بشكل رئيسي بسبب حرق الفحم المستخدم، مما يزيد من مستوى التعرض له لدى المستخدمين.
الشيشة مقابل السجائر الإلكترونية
السجائر الإلكترونية، على عكس الشيشة والسجائر، تسمح للمستخدمين بالتحكم الكامل في مستويات النيكوتين. حيث توفر السجائر الإلكترونية للمستخدمين مرونةً تامة في اختيار السائل الإلكتروني وتحديد نسبة النيكوتين فيه، مما يُمكِّن المدخنين من تقليل مستويات النيكوتين تدريجياً أو حتى استخدام سوائل خالية منه. يتيح هذا التحكم بديلا أقل ضرراً، ويعتبر خياراً جذاباً لمن يسعون لتقليل الأضرار المرتبطة بتدخين الشيشة والسجائر.
وبينما لا يمكن القول إن السجائر الإلكترونية خالية تماماً من المخاطر، إلا أن غياب عملية الاحتراق يجعل المواد السامة، مثل القطران وأول أكسيد الكربون، غير موجودة ولهذا تعتبر خيارًا أكثر أماناً لمن يسعون إلى تقليل التدخين أو الإقلاع عنه.