تم تحديث المقال في : 20/12/2023

يعلم غالبية مستخدمي السجائر الإلكترونية او الفيب حقيقة انها أقل ضررًا على الأقل بنسبة 95٪ من التدخين”. حيث تم الإعلان عنها رسميًا من قبل وزارة الصحة البريطانية، إلا أن الكثير منهم لايعرف السبب. سنقوم بالرجوع خطوة إلى الوراء لنرى الحقائق التي توصلت لها وزارة الصحة البريطانية والتي قادتها إلى هذا الاستنتاج.

لماذا السجائر الإلكترونية أقل خطورة من التدخين؟

  • قامت وزارة الصحة في المملكة المتحدة بإجراء العديد من الدراسات التي تهدف إلى فهم المخاطر التي تشكلها السجائر الإلكترونية مقارنة بالتدخين.
  • في حين أن التدخين يمثل خطرًا بنسبة 100%، فإن السجائر الإلكترونية تمثل 5 فقط من هذا الخطر. حيث قدمت الوزارة هذه الأرقام بشكل رسمي لتبين ان السجائر الالكترونية أقل خطورة بنسبة 95٪ من التدخين.
  • تختلف المركبات الموجودة في بخار السجائر الإلكترونية كثيرًا عن تلك الموجودة في دخان التبغ.
  • الغالبية العظمى من المركبات الضارة الموجودة في دخان التبغ ليست موجودة بخار السجائر الإلكترونية.
  • اهم نقطة تحدد الاختلاف بين االفيب والتدخين هو ان عمل السجائر الإلكترونية لا يتضمن أي عملية احتراق.
  • الغالبية العظمى من السوائل الإلكترونية لا تحتوي على التبغ.

في عام 2015 ، أعلنت هيئة الصحة العامة في إنجلترا (PHE) رسميًا أن “السجائر الإلكترونية أكثر أمانًا بنسبة 95٪ على الأقل من التدخين. بيان أكدته منظمة الصحة في 2018 تزامن مع اطلاق حملتها الجديدة المسماة “PHE’s Health Harms campaign”. ومع ذلك ، على الرغم من حقيقة الجزء “اكثر أمانًا بنسبة 95٪” فإن معظم مستخدمي الفيب لا يدركون الحقائق العلمية التي دفعت PHE إلى إصدار هذا الإعلان. دعنا نستكشف هذا معًا.

عملية طويلة مع العديد من الدراسات

بدأت القصة في عام 2014 عندما أمرت PHE بتقديم بتقرير [1] يهدف إلى دراسة تأثير التدخين الإلكتروني على الصحة. بعد عام واحد ، في 2015 تم تقديم تقرير، كتبه جون بريتون وإيلزي بوغدانوفيكا من مركز المملكة المتحدة لدراسات التبغ والكحول في جامعة نوتنغهام ، إلى المنظمة. بعد فحص التقرير ، أعلنت الـ PHE رسميًا أن “الخطر المرتبط باستخدام منتجات السجائر الالكترونية الموجودة في السوق حاليا من المرجح أن يكون منخفضًا للغاية ، وبالتأكيد أقل بكثير من التدخين ومن المرجح أن المخاطر الصحية للتعرض السلبي لبخار السجائر الإلكترونية منخفضة للغاية.

ماذا قال التقرير؟
يبدأ التقرير بالقول إن “السجائر الإلكترونية تحتوي على مواد سامة بما في ذلك كميات صغيرة من الفورمالديهايد والأسيتالديهيد” ومواد أخرى ، ولكن “مستويات هذه المواد أقل بكثير من تلك الموجودة في السجائر التقليدية .

يمضي التقرير في شرح الحد من الضرر الناتج عن التدخين الإلكتروني – الـ Vaping ، مقارنةً بالتدخين ، ويتابع التقرير لوصف بعض مزايا استخدام السجائر الإلكترونية بدلاً من العلاجات البديلة للنيكوتين (NRTs). “تقدم السجائر الإلكترونية توصيل النيكوتين بشكل يحاكي التدخين ، ولها صورة غير طبية مقبولة اجتماعيًا تمكن المستخدمين من الاحتفاظ بهويتهم كمدخنين ولكن دون التعرض لخطر التدخين.

وأضاف مؤلفو التقرير: “على عكس العلاج ببدائل النيكوتين ، وخاصة إذا كان من الممكن تحسين توصيل النيكوتين لتقليد السجائر اكثر ، فإن هذه المنتجات لديها جاذبية كبيرة من شئنها التغلب على التبغ المدخن باعتباره المنتج المفضل لمستخدمي النيكوتين”. “خيار التحول إلى السجائر الإلكترونية كمصدر بديل وأكثر أمانًا للنيكوتين ، وكخيار نمط حياة شخصي بدلاً من الخدمة الطبية ، لديه إمكانيات هائلة للوصول إلى المدخنين الذين يعانون من الحرمان في الوقت الحالي من الأساليب التفليدية الحالية.”

بعد ذلك ، شرعت PHE في إصدار تقريرها الخاص [2]. “تتوافق هذه الاستنتاجات مع مراجعة قام بها فريق دولي من الخبراء ، والتي قدرت مخاطر التدخين الإلكتروني بأقل من 5٪ من مخاطر التدخين [3] ، ومراجعة شاملة للدراسات ذات الصلة من قبل فريق دولي آخر خلص إلى أن التانكات الموجودة بالسجائر الالكترونية يمكن أن تحتوي على بعض المواد السامة الموجودة في دخان التبغ ، ولكن بمستويات أقل بكثير [4]. الآثار الصحية طويلة المدى لاستخدام السجائر الالكترونية غير معروفة ولكن بالمقارنة مع السجائر ، من المحتمل أن تكون السجائر الالكترونية أقل بكثير ، إن وجدت ، فهي ضارة للمستخدمين أو من حولهم

أصل الرقم 95٪

السجائر الإلكترونية أكثر أمانًا بنسبة 95٪

من أجل فهم أفضل للمصدر الذي نشأت منه عبارة “أكثر أمانًا بنسبة 95٪” ، نحتاج إلى إلقاء نظرة على دراسة أخرى أجرتها “لجنة خبراء دولية عقدتها اللجنة العلمية المستقلة للدواء “الباحثون في هذة اللجنة “طوروا نموذج تحليل متعدد المعايير للأهمية النسبية لأنواع مختلفة من الضرر المرتبط باستخدام المنتجات المحتوية على النيكوتين“.

من خلال تحليل اثني عشر منتجًا ، تم تحديد أربعة عشر معيارًا للضرر ، سبعة منها تلحق الضرر بالمستخدمين ، بينما تلحق السبعة الأخرى ضررًا بالمحيطين . سجل مؤلفو الدراسة جميع المنتجات على معيار لمتوسط ضررهم في جميع أنحاء العالم باستخدام مقياس من 100. حيث الـ 100 تعني بأنه المنتج الأكثر ضررًا وفقًا لمعيار معين ، ودرجة الصفر المحددة على أنها لا ضرر.

كانت النتائج على النحو التالي:

كما هو موضح أعلاه ، حصلت السجائر الالكترونية على درجة أقل من 5 ، مما يعني أن الأجهزة تحمل ما يقارب الـ 5٪ من مخاطر التدخين. بعبارة أخرى ، “الـ Vaping أكثر أمانًا بنسبة 95٪ على الأقل من التدخين”.

خلاصة القول : بعد مراجعة التقرير الذي تم التكليف به في عام 2015، بالإضافة إلى جميع الدراسات المتاحة المتعلقة بالسجائر الإلكترونية، تشير وزارة الصحة في المملكة المتحدة إلى أن الخطر المرتبط باستخدام اجهزة السجائر الإلكترونية “منخفضًا للغاية” مقارنة بالتدخين. وفيما يتعلق بالآثار طويلة المدى، تشير PHE إلى أنه على الرغم من أنها غير معروفة الان ، فمن المرجح أن تكون “أقل ضررًا بكثير، هذا إن كانت ضارة على الإطلاق” مقارنة بتدخين سجائر التبغ. ليتم بعدها الإعلان بشكل رسمي على أن السجائر الإلكترونية أقل ضررًا بنسبة 95٪ على الأقل من التدخين. واستمرت الدراسات بعدها بأثبات هذه الحقيقة.

الفورمالديهايد والاكرولين

لضمان دقة النتائج ، نظرت حكومة المملكة المتحدة أيضًا في المركبات الموجودة في البخار ، وخاصة الفورمالديهايد والأكرولين.

من أول البحوث في هذه الانبعاثات هي الدراسة اليابانية التي نشرت لأول مرة في عام 2014 من قبل The Japan Times ، والتي تنص على أنه “خلال اختبارات السجائر الإلكترونية المختلفة ، كان أحدهم مسؤولاً عن انبعاثات الفورمالديهايد 10 مرات أعلى من سجائر التبغ”.

ومع ذلك ، أوضحت PHE أن هذه الانبعاثات السامة تحدث فقط عندما يتم تسخين السائل الإلكتروني. ومع ذلك لم يتم نشر الدراسة المعنية بهذة النتائج.

انبعاثات سامة منخفضة للغاية عند استخدام السجائر الالكترونية بشكل طبيعي

بعد بضعة أشهر ، في يناير 2015 ، تم إصدار دراسة مماثلة [5] ، وفقا لهذة الددراسة ، عند استخدام مبخر شخصي السيجارة الالكترونية الشخصية من الجيل الثالث ، كان معدل الفورمالديهايد الموجود في الهواء “5 إلى 15 مرة أعلى من سيجارة التبغ ، عند استخدام السيجارة الالكترونية الشخصية بأقصى طاقة ، لمدة 3 إلى 4 ثوانٍ “، مما تسبب في جفاف القطن والحصول على ما يسمى بالـ dry hit.

رداً على ذلك ، أوضحت الـ PHE أنه يجب على المرء أن يضع في اعتباره أن هذه النتائج تم الحصول عليها عن طريق الاختبار على آلات خاصة بسجائر التبغ ، وبالحقيقة لن يستغرق مستخدم السيجارة الالكترونية مثل هذه السحبات الطويلة وبهذه القوة . علاوة على ذلك ، عندما يتعرض مستخدموا السجائر الالكترونية ل dry hit ، فإنهم غريزيًا لن يستطيعوا ابتلاع البخار بسبب الطعم الذي لا يطاق (قطن محروق) ، وهو طعم لا تكتشفه آلات التدخين . لذلك ، على الرغم من أن وجود هذه المواد السامة أمر لا يمكن إنكاره في حالة ارتفاع درجة حرارة السائل الإلكتروني ، فلن يستنشقها الـ vaper .

الفيب و الـ Dry Hits

بعد بضعة أشهر ، تم تأكيد هذه التصريحات من خلال دراسة [6] أجراها خبير في مكافحة التدخين وزميل باحث في مركز أوناسيس لجراحة القلب في أثينا وفي جامعة باتراس في اليونان ، والذي كان قد أجرى أبحاثًا معملية وسريرية على السجائر الإلكترونية منذ عام 2011 ، د. كونستانتينوس فارسالينوس. خلال بحثه ، أعاد إنتاج نفس شروط استخدام السجائر الالكترونية وبنفس الظروف التي اجريت بها المرة الاولى ، حين اكتشفت هذه المستويات العالية من الفورمالديهايد.

أفاد د.فارسالينوس أنه لم يكن أي من المستخدمين المشاركين في الدراسة قادرين على استنشاق بخار السجائر الإلكترونية في نفس الظروف كآلات فحص سجائر التبغ . حيث حال الطعم (طعم القطن المحروق) والـ Dry Hits من ذلك . بالإضافة إلى ذلك ، قال ، في ظل الاستخدام العادي ، كانت مستويات المركبات السامة الموجودة في الهواء “غائبة أو لا تذكر”.

وبالمثل ، فيما يتعلق بمادة الأكرولين ، أظهر علماء آخرون [7] أن السجائر الإلكترونية تحتوي على “مستويات أقل بكثير من الأكرولين وكروتون ألدهيد في تحاليل البول مقارنة بمدخني التبغ”.

ملحوظة : اجهزة السجائر الالكترونية تنتج مستويات أعلى من الفورمالديهايد مقارنة بالتدخين ، فقط عند استخدامه في ظروف سيئة وغير واقعية. في الاستخدام العادي ، يحتوي البخار الذي تنتجه السيجارة الإلكترونية على مستويات “غائبة أو لا تذكر” من المركبات السامة.

السجائر الالكترونية و مشاكل الرئة

أجريت دراسة رئيسية أخرى [8] حددت المشاكل الصحية الناجمة عن التدخين الإلكتروني – الـ Vaping في فبراير 2015. من خلال حبس الفئران في صندوق وتعريضها لبخار السيجارة الإلكترونية ، خلص فريق البحث إلى أن التدخين الإلكتروني – الـ Vaping – يسبب التهابًا وعدوى في الرئتين. ، وحتى السرطان “.

أشار الـ PHE مرة أخرى إلى وجود العديد من المشكلات في هذه الدراسة. اولها هو أنه يجب اعتبار السيجارة الإلكترونية أداة لتقليل المخاطر المرتبطة بالتدخين. لذلك ، فإن أي دراسة تسعى إلى إبراز المشكلات التي يسببها التدخين الإلكتروني – الـ Vaping – يجب مقارنتها بالمشكلات التي يسببها التدخين ، وهو ما لم تفعله هذه الدراسة.

كانت المشكلة الثانية في هذه الدراسة هي أن مجموعة الفئران التي تعرضت لبخار السيجارة الإلكترونية كانت “أكثر إجهادًا” ومن المعروف أن الإجهاد يؤثر على “الاستجابات البكتيرية والفيروسية”. لذلك ، مرة أخرى ، اعتبرت نتائج هذه الدراسة غير موثوقة.

علاوة على ذلك ، ونظرًا لحبس الفئران لفترات طويلة ، فقد “عانت أيضًا من التسمم المتكرر بالنيكوتين”. توضح وزارة الصحة البريطانية أن فقدان الوزن المتسارع ، وانخفاض المناعة ، والموت المبكر للحيوانات “من المرجح أن سببه هو الإجهاد لفترات طويلة والتسمم بالنيكوتين وليس التعرض للجذور الحرة التي في البخار” ، اما بما يخص الجذور الحرة ، فكانت بمستويات 1000 مرة أقل من سجائر التبغ”.

ما هي الجذور الحرة؟

الجذور الحرة هي جزيئات غير مستقرة وعالية التفاعل. ببساطة ، ينقسم الأكسجين في الجسم إلى ذرات مفردة مصحوبة بإلكترونات . تكمن المشكلة في أن الإلكترونات تعمل في أزواج ، لذا فإن تلك المعزولة او المنفردة (ومن هنا جاء اسم الجذور الحرة) ستبحث عن إلكترونات أخرى لتكوين زوج – وهي عملية تتلف الخلايا والحمض النووي والبروتينات.

توجد هذة الجذور الحرة بكميات كبيرة جدًا في دخان السجائر (التبغ) ومن المعروف أنها تسبب العديد من أنواع السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية وشيخوخة الجلد.

في نفس العام ، كشفت دراسة أخرى [9] عن نتائج مماثلة. ومع ذلك ، وكما أشارت وزارة الصحة في المملكة المتحدة ، “لم يتم إجراء المقارنة مع التدخين (التبغ)”.

ملاحظة : الأعراض الوحيدة التي تم الإبلاغ عنها حاليًا [10] عند استخدام السيجارة الإلكترونية هي التهيج الموضعي للفم وجفاف الفم. فيما يتعلق بالجهاز التنفسي ، أظهرت الأبحاث [11] تحسنًا في حالة المدخنين المصابين بالربو. لم تجد اي دراسة أخرى [12] أي تأثير كبير على جسم الإنسان بعد استخدام السيجارة الإلكترونية بمعدل سنة ونصف.

المصادر :

[1] Britton, J. and Bogdanovica, I., Electronic cigarettes: A report commissioned by Public Health England. London: Public Health England, 2014

[2] McNeill, A., Brose, L.S., Calder, R., Hitchman, S.C., Hajek, P., and McRobbie, H., E-cigarettes: an evidence update – A report commissioned by Public Health England, 2015

[3] Nutt, D. J., et al., Estimating the harms of nicotine-containing products using the MCDA approach.European addiction research, 2014. 20(5): p. 218-225

[4] Hajek, P., et al., Electronic cigarettes: review of use, content, safety, effects on smokers and potential for harm and benefit. Addiction, 2014. 109(11): p. 1801-1810

[5] Jensen, R. P., et al., Hidden Formaldehyde in E-Cigarette Aerosols. New England Journal of Medicine, 2015. 372(4): p. 392-394

[6] Farsalinos, C., E-cigarette aerosols generates high levels of formaldehyde only in ‘dry puff’ conditions. Addiction, (in press)

[7] Hecht, S.S., et al., Evaluation of toxicant and carcinogen metabolites in the urine of e-cigarette users versus cigarette smokers. Nicotine & Tobacco Research, 2014: p. ntu218

[8] Sussan, T. E., et al., Exposure to Electronic Cigarettes Impairs Pulmonary Anti-Bacterial and Anti-Viral Defenses in a Mouse Model. PLoS One, 2015. 10(2): p. e0116861

[9] Lerner, C.A., et al., Vapors produced by electronic cigarettes and e-juices with flavorings induce toxicity, oxidative stress, and inflammatory response in lung epithelial cells and in mouse lung.PLoS One, 2015. 10: p. e0116732

[10] Hajek, P., et al., Electronic cigarettes: review of use, content, safety, effects on smokers and potential for harm and benefit. Addiction, 2014. 109(11): p. 1801-1810

[11] Polosa, R., et al., Effect of smoking abstinence and reduction in asthmatic smokers switching to electronic cigarettes: evidence for harm reversal. Int J Environ Res Public Health, 2014. 11(5): p. 4965-4977

[12] McRobbie, H., et al., Electronic cigarettes for smoking cessation and reduction.Cochrane Database Syst Rev, 2014. 12: p. CD010216

اشترك في النشرة الإخبارية

انضم إلى اكثر من 8000 مشترك في نشرة اخبار Vaping Post. لتبقى على اطلاع بجميع أخبار السجائر الالكترونية