أصدرت الحكومة الأردنية يوم الخميس 12 سبتمبر الجاري القرار رقم (62) لسنة 2024 الذي يفرض تعديلات ( زيادات ) في قيمة الجمارك و الضرائب المفروضة على منتجات السجائر الإلكترونية. وقد شملت التعديلات السجائر التقليدية، معسل الأرجيلة، منتجات التبغ المسخن أيضا.
-
- السوائل الإلكترونية: الضريبة تبلغ 1000 فلس (ما يعادل 1.5 دولار أمريكي تقريباً) لكل ملليلتر. وبالتالي، للعبوة التي تحتوي على 10 ملليلتر، تبلغ رسوم الجمارك 15 دولار.
-
- السجائر الإلكترونية مع السوائل (الاستخدام لمرة واحدة): الضريبة هي 5000 فلس (أي 7.5 دولار أمريكي تقريباً) لكل ملليلتر. وبذلك، يصبح سعر الجمارك للجهاز الذي يحتوي على 10 ملليلتر من السائل حوالي 75 دولار. هذه الأجهزة عادةً ما تعطي من 7000 إلى 9000 نفس.
-
- السجائر الإلكترونية بدون سوائل (الأجهزة فقط): الضريبة المفروضة هي 15 دينار (أي حوالي 21 دولار أمريكي) للجهاز الواحد.
هذه الزيادات تجعل من منتجات السجائر الإلكترونية أكثر تكلفة بكثير، مما يؤثر على السوق المحلية ويضع ضغوطاً على المستهلكين بالمقام الأول وعلى الشركات التي توفر منتجات التبخير الإلكتروني في الأردن.
مقابلة مع المدير التنفيذي لشركة Haze Vape
تعتبر شركة Haze Vape، واحدة من أهم الشركات التي فرضت وجودها في قطاع السجائر الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط. تخصصت في استيراد وتوزيع منتجات الفيب في دول عربية عديدة، مثل العراق والأردن ومصر وغيرها الكثير من دول المنطقة.
مع جميع التغيرات والصعوبات التي يشهدها هذا القطاع منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، تحاول الكثير من الشركات تحدي هذه العقبات والاستمرار بأداء عملها. وان القرارات الأخيرة التي أصدرتها الحكومة الأردنية تثير الكثير من التساؤلات حول امكانية الاستمرار والتأثيرات التي ستطال ليس فقط على المستهلك الأردني بل الشركات التي تعمل بهذا القطاع أيضا.
لهذا قمنا بإجراء مقابلة مع الدكتور محمد معين، المدير التنفيذي لشركة Haze Vape ليجيب عن هذه التساؤلات:
فريق الاعداد في Vaping Post:
في البداية، نود أن نتعرف عليك بشكل أكبر. هل يمكنك أن تخبرنا عن خلفيتك المهنية ودورك في شركة Haze Vape؟
د. محمد معين:
بالطبع. أنا محمد معين، صيدلي ورائد أعمال. أعمل في مجالات الأدوية ومنتجات التبخير الإلكتروني و الاستثمارات العامة ، بصفتي المدير التنفيذي لشركة Haze Vape، أسعى لتقديم حلول مبتكرة للسوق من خلال توفير بدائل أقل ضررًا من التدخين التقليدي الذي بات آفة في أغلب المجتمعات.
فريق الاعداد في Vaping Post:
كيف تجمع بين العمل في مجال الأدوية والتبخير الإلكتروني؟ وكيف تؤثر رؤيتك في كلا المجالين؟
د. محمد معين:
رؤيتي هي تحسين حياة المدخنين عبر إيجاد بديل آمن وفعّال للإقلاع عن التدخين. بفضل خلفيتي الصيدلانية، أؤمن بأهمية إيجاد حلول علمية وصحية للمشكلات المرتبطة بالتدخين التقليدي. الأدوية والتبخير الإلكتروني يشتركان في هدف واحد: تعزيز الصحة العامة وتقليل الأضرار. لهذا السبب، أعمل في كلا المجالين لتقديم خيارات تساعد المدخنين على التحول إلى خيارات أقل خطورة.
فريق الاعداد في Vaping Post:
ننتقل الآن إلى القرارات الأخيرة التي أصدرتها الحكومة الأردنية بشأن تعديل الضريبة على منتجات السجائر الإلكترونية. كيف أثر ذلك على أعمالكم بشكل عام؟
د. محمد معين:
تأثير تعديل الضريبة كان فوريًا وسلبيًا للغاية. الزيادة التي تمت بدون أي إنذارات مسبقة تسببت في خسائر مالية مباشرة. عملياتنا التجارية في الأردن كانت مستقرة وتسير بشكل جيد، لكن هذا القرار غير المتوقع أثّر بشكل كبير على قدرتنا على مواصلة الاستثمار في هذا السوق. الأردن كانت حتى وقت قريب أرضًا خصبة للاستثمار، لكن الآن الوضع تغير.
فريق الاعداد في Vaping Post:
هل واجهتم تحديات في التأقلم مع هذه الضريبة الجديدة؟ وما مدى صعوبة ذلك؟
د. محمد معين:
نعم، واجهنا تحديات كبيرة في التأقلم. الزيادة في الضريبة تفرض عبئًا إضافيًا على عملياتنا، مما يجعل من الصعب تلبية احتياجات السوق وتوقعات المستهلكين. التأقلم مع هذه الزيادة المفاجئة دون تحذير مسبق ليس أمرًا بسيطًا، لأننا نعتمد على استقرار التكلفة في وضع خططنا طويلة الأمد. ومع هذا التعديل الضريبي، بات من الصعب توفير منتجات بأسعار معقولة للمستهلكين الأردنيين.
فريق الاعداد في Vaping Post:
هل لديكم تقديرات حول حجم التأثير المادي المباشر الذي تعرضتم له بسبب هذا التعديل؟
د. محمد معين:
بالتأكيد، فقد شهدنا تأثيرات مادية ملموسة. الإيرادات انخفضت بشكل ملحوظ، وذلك نتيجة لزيادة الأسعار التي فرضت علينا بسبب الضريبة. العملاء الذين كانوا يعتمدون على منتجاتنا بدأوا يواجهون صعوبة في تقبل الزيادات في الأسعار، وهذا يؤدي إلى تراجع الطلب. الآثار المالية ليست مستقبلية فقط، بل نشعر بها بالفعل على أرض الواقع.
فريق الاعداد في Vaping Post:
كيف تُناقش شركة Haze Vape الآن خيار سحب استثماراتها من الأردن؟ وما هي الأسواق البديلة التي تنظرون إليها؟
د. محمد معين:
نحن حاليًا ندرس هذا الخيار بجدية. قرار سحب الاستثمارات ليس سهلاً، خاصةً أن الأردن كانت سوقًا واعدًا جدًا لنا، لكن البيئة الضريبية الحالية تجعل من الصعب علينا الاستمرار. إذا استمرت هذه السياسات الضريبية دون تعديل، قد نضطر إلى تحويل استثماراتنا إلى أسواق أكثر استقرارًا مثل الإمارات، مصر , العراق, المملكه العربيه السعوديه والولايات المتحده الامريكيه. هذه الأسواق تتمتع باستقرار ضريبي وتنظيمي يتيح لنا التخطيط لنمو طويل الأمد.
فريق الاعداد في Vaping Post:
هل هناك فرص للحوار مع الجهات الحكومية لحل هذه المشكلة؟
د. محمد معين:
نحن نأمل في فتح باب الحوار مع الحكومة الأردنية. الهدف ليس فقط تحسين الظروف الاستثمارية، بل أيضًا حماية الصحة العامة. السجائر الإلكترونية تُعتبر بديلاً أقل ضررًا مقارنة بالتدخين التقليدي، ولذلك نعتقد أن الحوار مع الحكومة قد يساعد في إيجاد حلول تلبي احتياجات جميع الأطراف، من المستثمرين إلى المستهلكين.
فريق الاعداد في Vaping Post:
بعض الخبراء يعتقدون أن مثل هذه الضرائب قد تُشجع الابتكار في صناعة السجائر الإلكترونية. هل تعتقد أن هذا ممكن؟
د. محمد معين:
في الظروف العادية، الابتكار جزء أساسي من أي صناعة، لكن عندما تكون التعديلات الضريبية غير متوقعة وبهذا الحجم، تصبح الشركات أكثر انشغالًا في التعامل مع الضغوط المالية والضرائب بدلًا من التركيز على الابتكار. الزيادات المفاجئة في الضرائب تعرقل فرص الشركات للاستثمار في البحث والتطوير.
فريق الاعداد في Vaping Post:
كيف ترى مستقبل سوق السجائر الإلكترونية في الأردن إذا استمرت هذه السياسات الضريبية؟
د. محمد معين:
للأسف، إذا استمرت هذه السياسات، أعتقد أن السوق سيواجه تراجعًا ملحوظًا. العديد من الشركات قد تفكر في الانسحاب، والطلب على السجائر الإلكترونية قد ينخفض بشكل حاد نتيجة الأسعار المرتفعة. وهذا قد يؤدي إلى عودة المدخنين إلى السجائر التقليدية،، وهو ما يتعارض مع أهداف تحسين الصحة العامة.
فريق الاعداد في Vaping Post:
ما هي رسالتك الأخيرة للحكومة الأردنية والمستثمرين في هذا القطاع؟
د. محمد معين:
رسالتي للحكومة هي ضرورة إعادة النظر في هذه السياسات الضريبية لتحقيق توازن بين تشجيع الاستثمار وحماية الصحة العامة. و للمستثمرين، أقول إن من المهم مراقبة التغيرات التنظيمية والتكيف معها، ولكن في نفس الوقت يجب أن نعمل سويًا لضمان بيئة مستقرة ومستدامة لجميع الأطراف.
التضييق الذي تمارسه الحكومة الأردنية على قطاع السجائر الإلكترونية عبر رفع الضرائب، قد مارسته من قبل الكثير من الحكومات. كانت نتائجه كارثية، حيث أثبتت السجائر الالكترونية قدرتها على خفض معدلات التدخين في الكثير من دول العالم. وأنها واحدة من أكثر الوسائل فعالية في الإقلاع عن التدخين.
هذا التضييق من شأنه تضييع مساعي الحكومة الأردنية في خفض معدلات التدخين في البلاد، خاصة وأن معدلات التدخين في الأردن تعتبر الأعلى في العالم.
ياترى، هل ستعيد الحكومة الاردنية النظر في قراراتها الاخيرة بخصوص زيادة الضريبة على منتجات السجائر الإلكترونية؟ شاركنا رأيك.