الشيشة الإلكترونية

على مدى العقد الماضي، أصبحت السجائر الإلكترونية واحدة من أكثر الابتكارات شيوعًا في العالم، حيث تقدم بديلاً عصريًا وأقل ضررًا من التدخين التقليدي. وطرق استخدام التبغ مختلفة ولا يقتصر على تدخين السجائر فقط. يوجد ايضا الشيشة، المعروفة أيضًا باسم النرجيلة، أو الأركيلة، وهي واحدة من أقدم الطرق لتدخين التبغ. تعود جذورها إلى ثقافات انتشرت في الشرق الأوسط وجنوب آسيا. وعلى مر السنين، تحولت إلى تقليد ثقافي عالمي، يحظى بشعبية كبيرة خاصة في الشرق الاوسط.

وكما نعلم ان هدف التبخير الالكتروني هو مكافحة التدخين بجميع أشكاله. ظهرت الشيشة الإلكترونية لتقدم تجربة مماثلة للتدخين التقليدي، ولكن دون الحاجة إلى عملية الاحتراق التي تنتج مواد سامة تؤثر على صحة المستخدمين. على الرغم من التشابه الكبير بين الشيشة التقليدية والإلكترونية في تجربة التدخين، إلا أن استخدام التكنولوجيا في الشيشة الإلكترونية يقلل من التعرض للمركبات الكيميائية الخطيرة مثل القطران وأول أكسيد الكربون، مما يجعلها خيارًا أكثر أمانًا.

هذا المقال يستعرض بشكل مفصل الشيشة الإلكترونية، كيف تعمل ، أنواعها، فوائدها الصحية مقارنة بالشيشة التقليدية، مع التركيز على تقليل المخاطر الصحية الناتجة عن الاحتراق.

ما هي الشيشة الإلكترونية؟

الشيشة الإلكترونية، المعروفة أيضًا بـ “vape hookah”، هي جهاز يستخدم تقنية تسخين السائل الإلكتروني بدلاً من حرق التبغ. السائل الإلكتروني المستخدم في هذه الأجهزة عادةً ما يتكون من الجلسرين النباتي، والبروبيلين غليكول، والنكهات المختلفة، والنيكوتين (اختياري). يمكن للمستخدمين اختيار سوائل خالية من النيكوتين أو بنسب متفاوتة منه، وفقًا لتفضيلاتهم الشخصية. تُعد الشيشة الإلكترونية تطورًا كبيرًا في عالم التدخين، حيث توفر تجربة ممتعة ومثيرة للتدخين دون الانبعاثات الضارة الناتجة عن عملية الاحتراق. يتم تسخين السائل الإلكتروني داخل الجهاز بواسطة عنصر حراري مدعوم ببطارية قابلة للشحن. وعند استنشاق المستخدم، يتحول السائل إلى بخار يمكن استنشاقه.

أنواع الشيشة الإلكترونية

تأتي الشيشة الإلكترونية بأشكال مختلفة، ويمكن تقسيمها الى نوعين رئيسيين، نوع لا يحتاج إلى الماء ونوع آخر يحتاج إلى الماء لتتمكن من استخدامها :

الشيشة الإلكترونية بدون الماء :

هذا النوع من الشيشة وهو الأبسط من حيث الاستخدام وسهولة الحركة. في الحقيقة هذا النوع عبارة سيجارة الإلكترونية تقليدية لكن لها شكل يشبه الى حد كبير شكل نهاية خرطوم الشيشة التقليدية. وهي عبارة عن جهاز فيب أسطواني يتكون من بطارية وخرطوشة فيها خزان السائل الإلكتروني وكويل ومبسم يحاكي مبسم الارجيلة التقليدية. يمكن استخدام هذا النوع من الشيشة الإلكترونية مباشرة بعد فتحها من العلبة ولا تتطلب وجود الدورق الذي يحتوي على الماء كما في الشيشة التقليدية. ومن مميزاتها صغر حجمها وسهولة الاستخدام والحركة، حيث يمكن حملها واستخدامها في اي مكان كما هو الحال مع السجائر الإلكترونية التقليدية.

الشيشة الإلكترونية مع الماء :

نأتي إلى النوع الثاني من الشيشة الإلكترونية، النوع الذي يحتاج إلى وجود دورق الماء ليتم استخدامها. وهو أقرب أنواع  الشيشة الإلكترونية للارجيلة التقليدية. فبدلا من مرور الدخان (في الارجيلة التقليدية) عبر الخرطوم ليتم تصفيته في الماء، يمر البخار بدلا عنه عند استخدام الشيشة الإلكترونية. وهذا النوع يأتي بشكلين أو تصميمين:

  • طقم كامل : يوفر طقم الشيشة الإلكترونية جميع القطع التي تحتاجها لاستخدامها، بدأ من الخرطوم والدورق والمبسم مع وجود جهاز بود يتم تثبيته في الداخل.
  • رأس الشيشة : هذا النوع يحاكي شكل وعاء أو رأس الارجيلة الذي يتم وضع المعسل فيه، حيث يجب تثبيته على ارجيلة او شيشة تقليدية تحتوي على  (الدورق أو القاعدة مع الانبوب والخرطوم والمبسم) من دون الرأس.

كيف تعمل الشيشة الإلكترونية؟

الشيشة الإلكترونية تتكون من عدة مكونات أساسية تعمل معًا لتحويل السائل الإلكتروني إلى بخار يتم استنشاقه. هذه المكونات تشمل:

  1. البطارية: وهي مصدر الطاقة الرئيسي للجهاز. تقوم البطارية بتزويد العنصر الحراري بالطاقة لتسخين السائل الإلكتروني.
  2. العنصر الحراري (الملف): يحوّل الطاقة الكهربائية إلى حرارة. عند تشغيل البطارية، يتم تسخين العنصر الحراري إلى درجة حرارة معينة تتراوح عادةً بين 200 إلى 300 درجة مئوية.
  3. الخزان أو الكارتريدج: هو الجزء الذي يحتوي على السائل الإلكتروني. يمكن استبدال الخزان أو إعادة ملئه بسهولة، مما يجعل الجهاز أكثر ملاءمة للاستخدام المتكرر.
  4. التانك: هو الجزء المسؤول عن تحويل السائل الإلكتروني إلى بخار عندما يتم تسخينه.
  5. الفوهة: وهي المكان الذي يستنشق منه المستخدم البخار الناتج عن الجهاز.

عند استنشاق المستخدم من الفوهة، يتم تشغيل البطارية التي تسخن العنصر الحراري. بعد تسخين السائل، يتحول إلى بخار يتم استنشاقه بدلاً من الدخان الناتج عن عملية الاحتراق في الشيشة التقليدية.

مميزات الشيشة الإلكترونية مقارنة بـ الشيشة التقليدية

–  تقليل المخاطر الصحية

تعتمد الشيشة التقليدية على حرق التبغ باستخدام الفحم، مما يؤدي إلى إنتاج مواد سامة مثل القطران وأول أكسيد الكربون. هذه المواد ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالعديد من الأمراض مثل سرطان الرئة وأمراض القلب. من ناحية أخرى، الشيشة الإلكترونية لا تعتمد على عملية الاحتراق، مما يقلل بشكل كبير من التعرض للمواد السامة. في دراسة أجرتها Public Health England عام 2018، وُجد أن استخدام الأجهزة الإلكترونية مثل الشيشة الإلكترونية يقلل من المخاطر الصحية بنسبة تصل إلى 95% مقارنة بتدخين التبغ التقليدي.

– تنوع النكهات

تقدم الشيشة الإلكترونية مجموعة واسعة من النكهات التي تتراوح بين نكهات الفواكه، والحلويات، والمشروبات، وحتى النكهات الغريبة. هذا التنوع يجعل تجربة الشيشة الإلكترونية أكثر متعة للمستخدمين، خاصة لأولئك الذين يفضلون نكهات مميزة تختلف عن التبغ التقليدي.

– سهولة الاستخدام والتنقل

بالمقارنة مع الشيشة التقليدية، تعتبر الشيشة الإلكترونية أسهل في الاستخدام. لا يحتاج المستخدم إلى إعداد الفحم أو تنظيف الأنابيب باستمرار. كما أن الأجهزة الإلكترونية أصغر حجمًا وأكثر سهولة في الحمل، مما يجعلها مريحة للاستخدام في أي مكان.

– تقليل الروائح الكثيفة

الشيشة الإلكترونية تنتج بخارًا خفيفًا ذو رائحة لطيفة وسرعان ما تتلاشى، مما يجعلها أقل إزعاجًا مقارنة بالدخان الكثيف والرائحة النفاذة التي تنتجها الشيشة التقليدية. هذا يتيح للمستخدمين استخدام الشيشة الإلكترونية في الأماكن المغلقة دون إزعاج الآخرين.

تقليل المخاطر من خلال التخلص من الاحتراق

إحدى الفوائد الرئيسية لاستخدام الشيشة الإلكترونية هي التخلص من عملية الاحتراق التي تشكل خطرًا كبيرًا على الصحة. في الشيشة التقليدية، يتم حرق التبغ باستخدام الفحم، مما يؤدي إلى إنتاج العديد من المواد الكيميائية الضارة مثل:

  • القطران: مادة لزجة تتراكم في الرئتين وتزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة.
  • أول أكسيد الكربون: غاز سام ينتج عن احتراق الفحم ويؤثر على قدرة الدم على نقل الأكسجين، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
  • الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات: وهي مجموعة من المركبات الكيميائية التي تتشكل أثناء الاحتراق، وتُعد من المواد المسرطنة المعروفة.

في المقابل، تعتمد الشيشة الإلكترونية على عملية التسخين بدلاً من الاحتراق. عند استخدام الشيشة الإلكترونية، يتم تسخين السائل الإلكتروني بواسطة العنصر الحراري داخل الجهاز بدلاً من حرقه. هذه العملية تقلل بشكل كبير من إنتاج المواد السامة والمسرطنة المرتبطة بالشيشة التقليدية.

الدراسات التي تدعم الشيشة الإلكترونية

دراسة “Public Health England” (2018)

  • النتيجة: أكدت الدراسة أن الأجهزة الإلكترونية مثل الشيشة الإلكترونية تقلل من المخاطر الصحية بنسبة تصل إلى 95% مقارنة بتدخين التبغ التقليدي. كما أوصت الدراسة باستخدام الشيشة الإلكترونية كبديل للتدخين لمن يسعون لتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بالتبغ.
  • المصدر: Public Health England

دراسة لإدارة الصحة العامة بولاية كاليفورنيا (CDPH)

دراسة Harm Reduction Journal

  • النتيجة: خلصت هذه المراجعة المنهجية إلى أن استبدال السجائر التقليدية بالشيشة الإلكترونية يمكن أن يؤدي إلى تحسين وظائف الجهاز التنفسي وتقليل الأمراض المرتبطة بالتدخين.
  • المصدر : Harm Reduction Journal

دراسة Cochrane Tobacco Control Group

  • النتيجة: وجدت هذه المراجعة الشاملة التي شملت 124 دراسة ان السجائر الإلكترونية واحدة من أفضل 3 طرق للإقلاع عن التدخين.
  • المصدر: Cochrane Tobacco Control Group

دراسة : النيكوتين لا يسبب أمراض القلب والأوعية الدموية

  • النتيجة:بعد تحليل نتائج 42 دراسة من قبل فريق من الباحثين أشاروا إلى أنه لا يوجد ارتباط كبير بين استهلاك النيكوتين وحدوث أمراض القلب والأوعية الدموية.
  • المصدر: General Cardiovascular Medicine

في النهاية، تعتبر الشيشة الإلكترونية خيارًا مبتكرًا وأكثر أمانًا للمستخدمين الذين يرغبون في تقليل المخاطر الصحية المرتبطة بتدخين الشيشة التقليدية. من خلال التخلص من عملية الاحتراق، تقلل الشيشة الإلكترونية من إنتاج المواد السامة مثل القطران وأول أكسيد الكربون، مما يجعلها بديلاًتعتبر الشيشة الإلكترونية خيارًا مبتكرًا وأكثر أمانًا للمستخدمين الذين يرغبون في تقليل المخاطر الصحية المرتبطة بتدخين الشيشة التقليدية.

من خلال التخلص من عملية الاحتراق، تقلل الشيشة الإلكترونية من إنتاج المواد السامة مثل القطران وأول أكسيد الكربون، مما يجعلها بديلاً أكثر أمانًا لمستخدمي الشيشة التقليدية. استنادًا إلى الدراسات الحديثة، يبدو أن الشيشة الإلكترونية تقلل من التعرض للمواد السامة وتقدم تجربة تدخين مماثلة من حيث النكهة والإحساس.

أكثر 10 أسئلة شائعة حول الشيشة الإلكترونية

فيما يلي قائمة بالأسئلة المتداولة حول الشيشة الإلكترونية. إذا لم تتمكن من العثور على إجابة لسؤالك ، فلا تتردد في طرحه علينا.

ما هي الشيشة الإلكترونية؟

    • الشيشة الإلكترونية هي جهاز يستخدم لتوليد بخار من السائل الإلكتروني بدلاً من حرق التبغ، مما يقلل من المخاطر الصحية المرتبطة بالدخان.

هل الشيشة الإلكترونية أقل ضررًا من الشيشة التقليدية؟

      • نعم، الشيشة الإلكترونية تعتبر أقل ضررًا لأنها لا تعتمد على عملية الاحتراق التي تنتج مواد سامة مثل القطران وأول أكسيد الكربون.

هل تحتوي الشيشة الإلكترونية على النيكوتين؟

    • يمكن أن تحتوي الشيشة الإلكترونية على نيكوتين أو تكون خالية منه، حسب نوع السائل المستخدم.

هل الشيشة الإلكترونية تسبب الإدمان؟

    • إذا كانت تحتوي على النيكوتين، فمن الممكن أن تسبب إدمانًا مشابهًا لإدمان السجائر أو الشيشة التقليدية.

هل الشيشة الإلكترونية آمنة للاستخدام في الأماكن المغلقة؟

    • نعم، لأن الشيشة الإلكترونية لا تنتج الدخان الكثيف ورائحتها أقل حدة من الشيشة التقليدية، مما يجعلها مقبولة في العديد من الأماكن المغلقة.

ما هي مدة عمل بطارية الشيشة الإلكترونية؟

    • تعتمد مدة البطارية على حجم الجهاز ونمط الاستخدام، لكنها عادة تدوم لبضع ساعات قبل الحاجة إلى إعادة الشحن.

هل يمكن للشيشة الإلكترونية مساعدتي في الإقلاع عن التدخين؟

    • بعض الدراسات تشير إلى أن الشيشة الإلكترونية قد تساعد في تقليل الاعتماد على التبغ، لكنها ليست طريقة مضمونة للإقلاع.

ما هي المخاطر الصحية المرتبطة باستخدام الشيشة الإلكترونية؟

    • على الرغم من أنها أقل ضررًا من الشيشة التقليدية، إلا أن الشيشة الإلكترونية قد تحتوي على مواد كيميائية ضارة في السائل الإلكتروني.

هل تتوفر نكهات مختلفة للشيشة الإلكترونية؟

    • نعم، هناك مجموعة واسعة من النكهات المتاحة، بدءًا من نكهات الفواكه إلى الحلويات والمشروبات.

هل الشيشة الإلكترونية قانونية؟

    • الشيشة الإلكترونية قانونية في معظم البلدان، ولكن القوانين قد تختلف من مكان لآخر، لذا يُنصح بالتحقق من القوانين المحلية.

دليل الفيب

احدث المقالات

دراسة سعودية : السجائر الإلكترونية خطوة فعّالة للإقلاع عن التدخين

0
أظهرت دراسة سعودية حديثة، أجراها مركز الملك عبدالله الدولي للأبحاث الطبية بالتعاون مع جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية مع وزارة الحرس الوطني...