هل سبق لك أن مرت عليك العديد من الدراسات التي تقول أن السجائر الإلكترونية تساعد على الإقلاع عن التدخين، وأخرى تقول عكس ذلك؟ لا تقلق .. الامر طبيعي. ليست جميع الأبحاث متساوية. إن فهم الفرق بين الدراسة المقطعية والتجربة العشوائية المُحكمة يُغير تمامًا كيفية تفسير النتائج.

فهم نوعية الدراسات سيساعدك على تمييز الأخبار العلمية الموثوقة من العناوين المضللة التي تنتشر في وسائل الإعلام. ولهذا يحاول هذا المقال تقريب الصورة لك لتكون واضحة.

نقاط مهمة قبل البدء:

  • ليست جميع الدراسات متساوية: بعضها قائم على الملاحظة، ونوع واحد فقط يُمكنه إثبات العلاقة السببية: التجارب العشوائية المُحكمة (RCTs).
  • تُظهر الدراسات المقطعية والبيئية ارتباطات، وليس علاقات سببية.
  • تتتبع دراسات الأتراب والدراسات الطولية التغيرات بمرور الوقت، ولكنها تبقى قائمة على الملاحظة.
  • تُثبت التجارب العشوائية المُحكمة العلاقة السببية من خلال التوزيع العشوائي والتحكم في العوامل الخارجية.
  • تُقدم المراجعات المنهجية والتحليلات التلوية أقوى الرؤى، لكن موثوقيتها تعتمد على الدراسات المُدرجة.

فهم المنهجيات لتفسير النتائج بشكل أفضل (وتجنب الأخطاء)

الدراسات العلمية المطبقة على السجائر الإلكترونية.يشهد مجتمع البحث العلمي حول السجائر الإلكترونية تطورًا مستمرًا. ومع ذلك، نادرًا ما تُجيب الدراسات على أسئلة مُحددة، قد تبدو بسيطة أحيانًا. على سبيل المثال، هل تُساعد السجائر الإلكترونية الناس على الإقلاع عن التدخين؟ هل يزيد التدخين الإلكتروني من خطر الإصابة بأمراض مُعينة؟ وغيرها الكثير.

بعد مقالنا “هل ما زال بإمكاننا الوثوق بالدراسات العلمية“، الذي سلّط الضوء على العديد من أوجه الخلل في النظام العلمي الحالي، دعونا الآن نتناول أنواع الأبحاث المختلفة. ما هي الفروق بين الدراسة المقطعية والدراسة الطولية؟ هل يُمكن للتجربة العشوائية المُحكمة إثبات العلاقة السببية؟ هل يُمكن تطبيق استنتاجات الدراسة البيئية على المستوى الفردي؟ نُقدّم لمحة عامة عن الأنواع الرئيسية للدراسات العلمية، وكيفية عملها، ومزاياها وعيوبها.

للتوضيح، تُبسّط هذه المقالة بعض المفاهيم العلمية. الأرقام المُقدمة ليست من دراسات حقيقية: إنها أمثلة مُبتكرة تهدف فقط إلى توضيح كيفية عمل كل منهجية بحثية.

الدراسات الرصدية

الدراسات الرصدية

تشمل الدراسات الرصدية الأبحاث التي لا يتدخل فيها الباحثون، بل يكتفون بمراقبة ما يحدث. يمكن مقارنة هذا النوع من الأبحاث بعمل الصحفي الذي يراقب ويسجل ويحلل، دون أن يُغيّر مسار الأحداث. تشمل الدراسات الرصدية الدراسات المقطعية، والطولية، ودراسات الأتراب (مجموعة من الأشخاص يشتركون في صفة أو تجربة معينة)، والدراسات البيئية، وغيرها.

الدراسات المقطعية

هي لمحة عامة عن مجموعة سكانية في وقت معين، مثل الاستبيان. يُسأل المشاركون مرة واحدة فقط عن خصائصهم وحالتهم الصحية. تسمح هذه الدراسات بقياس انتشار مرض أو سلوك ما، ولكن من المستحيل إقامة علاقة سببية لأن التسلسل الزمني للأحداث غير معروف. إنها سريعة وغير مكلفة، ولكنها تقتصر على الارتباطات الإحصائية.

كيف تعمل : يُسأل عينة من الأشخاص في وقت معين: “هل ما زلت تدخن؟” هل تستخدم السجائر الإلكترونية؟ هل ساعدتك على الإقلاع عنها؟

النتائج : أقلع 40% من المشاركين الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية عن التدخين، مقارنةً بـ 15% ممن لا يستخدمونها.

الخلاصة : يمكن ملاحظة وجود علاقة، إذ إن عدد المدخنين السابقين في مجموعة مستخدمي السجائر الإلكترونية أكبر من عدد المدخنين في مجموعة غير مستخدميها. ولكن هذا كل ما في الأمر! لا نعلم ما إذا كان التدخين الإلكتروني هو سبب الإقلاع عن التدخين. ربما استخدم هؤلاء الأشخاص أيضًا وسائل مختلفة للإقلاع عن التدخين، أو ربما بدأوا التدخين الإلكتروني بعد الإقلاع لتجنب الانتكاس، إلخ.

الدراسات الطولية

وهي متابعة مجموعة من الأشخاص على مدار فترة زمنية دون هيكلية أولية محددة مسبقًا. يتطور المشاركون بشكل طبيعي: بعضهم يتبنى سلوكيات محفوفة بالمخاطر، والبعض الآخر لا يفعل. يسمح هذا بمراقبة التغيرات وإقامة رابط زمني، ولكنه لا يُثبت العلاقة السببية نظرًا لتأثير العديد من العوامل على النتائج. هذه الدراسة أكثر إفادة من الدراسة المقطعية، ولكنها تبقى قائمة على الملاحظة.

كيف تعمل: تتم متابعة مجموعة من المدخنين على مدار فترة زمنية. بعضهم يبدأ الفيب – التدخين الإلكتروني، والبعض الآخر لا يفعل، ونراقب عدد الذين أقلعوا عن التدخين بعد (X) أشهر أو سنوات.

النتائج: بعد ١٢ شهرًا، أقلع ٢٥٪ من المدخنين الذين بدأوا الفيب – التدخين الإلكتروني عن التدخين، مقارنةً بـ ١٠٪ من غير المُستخدمين.

الخلاصة: يمكن إثبات وجود رابط زمني، ولكن لا تزال العلاقة السببية غائبة. كما هو الحال في الدراسة المقطعية، ربما كان المدخنون الذين بدأوا اليفب – التدخين الإلكتروني جزءًا من برامج الإقلاع عن التدخين المتزامنة، أو تلقوا دعمًا طبيًا أفضل، أو ينتمون إلى فئات اجتماعية أكثر عرضة للإقلاع عن التدخين، إلخ.

دراسات الأتراب – Cohorte

معنى الأتراب هنا هو مجموعة من الأشخاص يشتركون في صفة أو تجربة معينة. نسخة مُهيكلة من الدراسة الطولية: تُنشأ مجموعتان عمدًا منذ البداية (معرضون/غير معرضين) ثم تُتابع مع مرور الوقت. على سبيل المثال: تُتابع مجموعة من المدخنين مقابل مجموعة من غير المدخنين لمدة 10 سنوات لمراقبة من يُصاب بالسرطان. تُعتبر هذه الدراسة أكثر دقة من الدراسة الطولية البسيطة، ولكنها لا تزال غير قادرة على استبعاد جميع عوامل الخطأ (العمر، نمط الحياة، العوامل الوراثية، إلخ).

كيفية عملها: تُختار مجموعتان: مدخنون يستخدمون السجائر الإلكترونية ومدخنون لا يستخدمونها. تُتابع كل مجموعة مع مرور الوقت لمعرفة من يُقلع عن التدخين.

النتائج: مُشابهة للدراسة الطولية.

الخلاصة: مُشابهة أيضًا. ربما كانت فئة المدخنين الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية أصغر سنًا وأكثر حماسًا للإقلاع عن التدخين، إلخ. لا يزال من غير الممكن تأكيد أن السجائر الإلكترونية هي التي تسببت في الإقلاع.

الدراسات البيئية

مقارنة البيانات المجمعة بين مختلف البلدان والمناطق والفترات الزمنية. على سبيل المثال: “في البلدان التي يزداد فيها استهلاك الشوكولاتة، تزداد أيضًا جوائز نوبل”. يكمن الخطر الرئيسي في التحيز البيئي. ما هو صحيح على مستوى السكان ليس بالضرورة صحيحًا على مستوى الأفراد. هناك خطر كبير من الخلط بين الارتباط والسببية بسبب عوامل خارجية.

كيف تعمل: نقارن عدد المدخنين ومستخدمي السجائر الإلكترونية في عدة دول على مدار عدة سنوات.

النتائج: في سويسرا، انخفض عدد المدخنين بنسبة 15% بين عامي 2010 و2015. في الوقت نفسه، زاد عدد مستخدمي السجائر الإلكترونية بنسبة 5%.

الخلاصة: قد يشير انخفاض التدخين إلى جانب زيادة استخدام السجائر الإلكترونية إلى وجود صلة، ولكن، مرة أخرى، لا يمكن إثبات السببية. ربما قامت سويسرا، خلال هذه السنوات نفسها، بزيادة الضرائب على منتجات التبغ، وأطلقت حملات وقائية واسعة النطاق، وما إلى ذلك. لذلك، لا يمكن إرجاع انخفاض التدخين مباشرةً إلى الفيب – التدخين الإلكتروني. فمجرد أن بلدًا يزداد فيه استهلاك الثلج يشهد أيضًا زيادة في حالات الغرق، لا يعني بالضرورة أن الثلج يسبب الغرق.

لكن الملاحظة ليست كافية دائمًا. لاختبار فرضية ما، يجب على الباحثين التدخل مباشرةً.

الدراسات التجريبية

الدراسات التجريبية

على عكس الدراسات القائمة على الملاحظة، يتدخل الباحثون مباشرةً مع المشاركين. مثال بسيط على ذلك هو شيف معجنات يستبدل مكونًا بآخر عند تحضير كعكة، ويراقب ما يحدث.

التجارب العشوائية المُحكمة

التجربة العشوائية المُحكمة (RCT) هي دراسة تجريبية يُوزّع فيها المشاركون عشوائيًا على مجموعتين: مجموعة تتلقى التدخل المُختبر (السجائر الإلكترونية) ومجموعة ضابطة تتلقى بديلًا (مثل لصقات النيكوتين). يُزيل هذا التوزيع العشوائي عوامل الالتباس ويُتيح إثبات العلاقة السببية.

كيفية العمل: يُختار المدخنون ثم يُوزّعون عشوائيًا على مجموعتين. المجموعة الأولى تتلقى السجائر الإلكترونية، والثانية تتلقى لصقات النيكوتين.

النتائج: أقلع 20% من المدخنين الذين استخدموا السجائر الإلكترونية عن التدخين، مُقارنةً بـ 10% فقط من المدخنين الذين استخدموا اللصقات.

الاستنتاجات: بما أن بيئة الدراسة كانت تحت سيطرة الباحثين، فمن المؤكد أن جميع المدخنين المشاركين حصلوا على نفس الرعاية والأدوات، وما إلى ذلك. لا يمكن لأي عوامل خارجية أن تؤثر على النتائج. لذلك، من الممكن إثبات العلاقة السببية. في هذه الحالة تحديدًا، نعم، ساهم الفيب – التدخين الإلكتروني في إقلاع عدد أكبر من الناس عن التدخين مقارنةً بلصقات النيكوتين.

لكن التجارب العشوائية المُحكمة ليست مثالية. جميع المدخنين الذين استخدموا سيجارة إلكترونية تلقوا نفس النموذج، و استخدموا نفس السائل الإلكتروني، وكان لديهم نفس مستوى النيكوتين. في الوقت الذي تتطور أجهزة السجائر الإلكترونية بسرعة كبيرة. التجارب العشوائية المُحكمة التي أُجريت عام ٢٠١٣ أصبحت أقل أهمية اليوم، لأن التقنيات الحديثة جعلت السجائر الإلكترونية الحالية أكثر فعالية من تلك المستخدمة في التجارب العشوائية السابقة. للمقارنة، يشبه الأمر مقارنة استخدام هاتفين محمولين: نوكيا ٣٣١٠ وآيفون ١٧.

هذه هي مفارقة التجارب العشوائية المُحكمة: كلما زادت دقتها، قلّت مُطابقتها للواقع.

دراسات المراجعة

دراسات المراجعة

دراسات المراجعة عملية تحليلية. يجمع الباحثون ويحللون نتائج دراسات أخرى.

المراجعات المنهجية

تحليل شامل ومنهجي لجميع الأبحاث العلمية المتاحة حول موضوع محدد. يتبع هذا التحليل بروتوكولًا دقيقًا: البحث في جميع قواعد البيانات، ومعايير اختيار محددة مسبقًا، وتقييم نقدي لجودة الدراسة. يقدم هذا التحليل نظرة عامة على الإجماع العلمي، لكن جودته تعتمد كليًا على الدراسات التي يتضمنها. مراجعة نوعية وليست كمية.

كيفية العمل: يتم البحث في قواعد بيانات طبية مختلفة عن جميع الدراسات التي رصدت ما إذا كان الفيب – التدخين الإلكتروني يساعد الأشخاص على الإقلاع عن التدخين.

النتائج: من بين 20 دراسة، خلصت 15 دراسة إلى أن السجائر الإلكترونية تساعد الأشخاص على الإقلاع عن التدخين.

الاستنتاجات: تُظهر غالبية الدراسات أن التدخين الإلكتروني يساعد الأشخاص على الإقلاع عن التدخين. لكن هذه النتيجة تعتمد بشكل مباشر على الدراسات المشمولة في المراجعة. هل كانت ذات جودة جيدة؟ إذا كانت الدراسات المشمولة متحيزة، فستكون المراجعة المنهجية كذلك. ومن الصعب أيضًا الجمع بين استنتاجات العديد من الدراسات، التي تستخدم في بعض الأحيان منهجيات مختلفة للغاية.

التحليلات التلوية

تدمج هذه الطريقة رياضيًا النتائج العددية لعدة دراسات متشابهة (ويفضل أن تكون تجارب عشوائية محكومة) للحصول على نتيجة إجمالية أكثر دقة. على سبيل المثال: يتم دمج ٢٠ دراسة، شارك في كل منها ١٠٠٠ مشارك، للحصول على قوة إحصائية قدرها ٢٠٠٠٠ مشارك. يمثل هذا أعلى مستوى من الأدلة العلمية لأنه يزيد من دقة الإحصاءات، ولكنه يعتمد على جودة الدراسات المشمولة.

كيفية العمل: يتم اختيار ٢٠ دراسة قابلة للمقارنة (ويفضل أن تكون تجارب عشوائية محكومة)، تقدم كل منها عددًا من المدخنين الذين أقلعوا عن التدخين في مجموعة السجائر الإلكترونية ومجموعة لصقات النيكوتين.

النتائج: بلغ إجمالي عدد المدخنين ٢٥٠٠٠ مدخن (١٢٥٠ مدخنًا في كل دراسة من الدراسات العشرين). من بين هؤلاء المدخنين الـ ٢٥٠٠٠، نجح ٣٧٥٠ في الإقلاع عن التدخين. في مجموعة السجائر الإلكترونية، أقلع ١٨٪ عن التدخين، مقارنة بـ ١٢٪ في مجموعة لصقات النيكوتين، بفارق ٦٪. P < 0.001.

الاستنتاجات: نسبة الأرجحية (OR): 1.8 [فاصل ثقة 95%: 1.4-2.3]، مما يعني أن السجائر الإلكترونية تزيد من فرص الإقلاع عن التدخين بنسبة 80%. ويعني مصطلح فاصل ثقة 95% أن الباحثين واثقون بنسبة 95% من أن نسبة الأرجحية الحقيقية تتراوح بين 1.4 و2.3 (لأنه من المستحيل التأكد بنسبة 100%).

وأخيرًا، P < 0.001 يعني أن احتمالية أن تكون هذه النتيجة مجرد صدفة أقل من 1%. ستوضح قراءة مقالنا السابق، الذي يشرح مبدأ اختراق P، هذه النقطة الأخيرة.

لذلك، تُعد التحليلات التلوية من أكثر الدراسات موثوقية، مع أن استنتاجاتها تعتمد بشكل مباشر على جودة الدراسات المشمولة. طُوّرت طريقة GRADE، المستخدمة في التحليلات التلوية، لتقييم الجودة العامة للأدلة العلمية، من “منخفضة جدًا” إلى “عالية”. وبالتالي، فإن التحليل التلوي الذي يجمع غالبية الدراسات التي تُعتبر منخفضة الموثوقية سيكون في حد ذاته منخفض الجودة.

يمكن للتحليل التلوي، نظرًا لطريقة تعامله مع البيانات، أن يُخفي بعض الاختلافات بين المجموعات الفرعية. كما قد يكون من الصعب دمج نتائج تجربة عشوائية مُحكمة أُجريت عام ٢٠١٣ باستخدام أجهزة سيجارة إلكترونية معينة مع نتائج دراسة أُجريت عام ٢٠٢٤ باستخدام أجهزة حديثة. وأخيرًا، قد تُنتج التحليلات التلوية أحيانًا متوسطًا مُصطنعًا لا يتوافق مع أي موقف واقعي.

نظام التسلسل الهرمي للأدلة

نظام التسلسل الهرمي للأدلة

تستخدم جميع الدراسات التي اطلعنا عليها أعلاه منهجيات مختلفة، وتسمح بنوع مُحدد من الاستنتاجات. هذه الاختلافات تُساهم في تحديد موقعها في التسلسل الهرمي للأدلة. من أعلى مستوى للأدلة إلى أدنى مستوى، نجد:

التحليلات التلوية – أعلى مستوى من الأدلة

لماذا تُعتبر أعلى مستوى؟

  • التركيب الكمي: يجمع إحصائيًا تجارب عشوائية متعددة.
  • أقصى قوة إحصائية: ٢٥٠٠٠ مدخن مقابل ١٢٥٠ لكل دراسة.
  • دقة استثنائية: نسبة الأرجحية = ١.٨ [فاصل ثقة ٩٥٪: ١.٤-٢.٣] -> نطاق ضيق.
  • اليقين الإحصائي: P < ٠.٠٠١ = أقل من ٠.١٪.

نقاط القوة المحددة:

  • يُزيل خصوصيات كل دراسة على حدة.
  • يكشف عن آثار طفيفة يستحيل رصدها في دراسة واحدة.
  • المتانة: ٢٠ دراسة متقاربة = نتيجة قوية.

القيود:

  • تعتمد جودة التحليل التلوي بشكل مباشر على جودة الدراسات المشمولة
  • التطور التكنولوجي: خلط السجائر الإلكترونية ٢٠١٣ + ٢٠٢٤ = إشكالي.
  • متوسط ​​افتراضي لا يتوافق مع أي حالة واقعية.
  • تحيز النشر: دراسات سلبية منشورة بشكل أقل.
  • مثال على التحليل التلوي: كوكرين: تأكيد فعالية السجائر الإلكترونية (vaping) أكثر من بدائل النيكوتين الاخرى.

التجارب العشوائية المُحكمة (RCTs) – الوحيدة القادرة على إثبات العلاقة السببية.

لماذا المستوى الثاني؟

  • النوع الوحيد القادر على إثبات علاقة سببية حقيقية
  • ظروف مُتحكم بها: يتلقى الجميع نفس الرعاية والأدوات
  • التوزيع العشوائي: يُزيل جميع العوامل المُربكة او عوامل الخطأ
  • مقارنة مباشرة: السجائر الإلكترونية مقابل اللاصقات في ظل ظروف متطابقة

نقاط القوة المحددة:

  • تدخل مُتحكم به: يُحدد الباحثون من يتلقى ماذا
  • إطار زمني مُتحكم به: العلاج ← التأثير
  • ابعاد العوامل الخارجية

القيود:

  • ظروف مُصطنعة: نفس جهاز الفيب، نفس السائل الإلكتروني، نفس مستوى النيكوتين
  • تطور تكنولوجي سريع: تجربة عشوائية مُتحكم بها عام ٢٠١٣ لا قيمة لها اليوم
  • لا تُمثل الحياة الواقعية: الاستخدام المُوحد ≠ الاستخدام الفعلي
  • إمكانية تعميم محدودة: فعالة فقط في ظل هذه الظروف المُحددة

مراجعات منهجية – توليفة نوعية شاملة

لماذا المستوى الثالث؟

  • نظرة عامة شاملة على جميع المؤلفات والأبحاث العلمية
  • منهجية دقيقة: بحث شامل في قواعد البيانات
  • تحليل نقدي: تقييم جودة الدراسة
  • الشفافية: معايير اختيار محددة مسبقًا

نقاط القوة المحددة:

  • الاكتمال: لم يتم ترك أي دراسات ذات صلة
  • تحديد الاتجاهات: تقارب أو تباعد النتائج
  • التقييم النقدي: يُميز الدراسات الجيدة عن الدراسات الرديئة

لماذا المستوى الثالث وليس الثاني؟

  • لا توجد حسابات إحصائية مُجمّعة مثل التحليلات التلوية
  • التوليف النوعي -> أكثر ذاتية في التفسير
  • الاعتماد على الدراسات الحالية: لا يمكن تصحيح عيوبها
  • التباين: صعوبة مقارنة المنهجيات المختلفة جدًا

دراسات الأتراب – أفضل نوع من الدراسات الرصدية المنظمة

لماذا المستوى الرابع؟

  • هيكل واضح: مجموعتان محددتان جيدًا (مستخدمو السجائر الإلكترونية مقابل غير المستخدمين).
  • متابعة مستقبلية: ملاحظة على مدار الوقت.
  • مراعاة الإطار الزمني: التعرض ← التأثير.
  • إمكانية حساب المخاطر.

نقاط القوة المحددة:

  • أكثر تنظيمًا من الدراسة الطولية البسيطة.
  • مجموعات قابلة للمقارنة (نظريًا).
  • تتجنب بعض تحيزات الاختيار.

لماذا لا تُصنّف في مراتب أعلى؟

  • عوامل مُربكة: قد تكون مجموعة مستخدمي السجائر الإلكترونية أصغر سنًا، وأكثر تحفيزًا، إلخ.
  • لا عشوائية: اختيار ذاتي للمشاركين.
  • الملاحظة = استحالة إثبات السببية.
  • مكلفة وطويلة الأمد.

دراسات طولية – متابعة زمنية غير منظمة

لماذا المستوى الخامس؟

  • المتابعة على مدار الوقت: وضع جدول زمني
  • رابط زمني يمكن ملاحظته: التدخين الإلكتروني -> الإقلاع
  • التطور الطبيعي: رصد ما يحدث بالفعل
  • أقل تصنعا من التجارب العشوائية المُحكمة

نقاط القوة المحددة:

  • الزمنية: على عكس الدراسات المقطعية.
  • الظروف الطبيعية: لا تدخل
  • يمكن اكتشاف أنماط معقدة

القيود :

  • أقل تنظيمًا من المجموعة: مجموعات غير محددة مسبقًا
  • عوامل مُربكة متعددة: برامج الإقلاع عن التدخين، والدعم الطبي، إلخ.
  • الاختيار الذاتي: قد يختلف مُستخدمو الفيب – التدخين الإلكتروني في البداية
  • استحالة تحديد السببية بشكل قاطع

دراسات بيئية – مُقارنة بسيطة بين السكان

لماذا المستوى السادس؟

  • نظرة عامة: الاتجاهات على مستوى الدولة
  • بيانات مهمة للسياسات العامة
  • وضع فرضيات: تحديد الارتباطات التي يجب استكشافها
  • استخدام البيانات المتاحة: سريع وغير مكلف

نقاط القوة المحددة:

  • النطاق السكاني: التأثير على المستوى المجتمعي
  • بيانات طولية: التغيرات على مدى عدة سنوات
  • غير مكلف: استخدام الإحصاءات المتاحة

لماذا المستوى قبل الأخير؟

  • تحيز بيئي كبير: يستحيل استنتاجه على المستوى الفردي
  • عوامل مربكة ضخمة: الضرائب، حملات الوقاية، القوانين، إلخ.
  • الارتباط ≠ السببية
  • البيانات المجمعة: تفقد المعلومات الفردية

الدراسات المقطعية – أدنى مستوى من الأدلة

لماذا المستوى الأخير؟

  • لمحة عامة: لا يوجد ارتباط زمني
  • الارتباط فقط: استحالة إثبات السببية
  • انحيازات اختيار متعددة واحتمالية وجود عوامل تداخل

نقاط القوة المحددة:

  • سريعة جدًا: تظهر النتائج في غضون أسابيع قليلة
  • غير مكلفة
  • مناسبة لانتشار المعلومات: “كم عدد مستخدمي السجائر الإلكترونية الذين أقلعوا؟”
  • إنشاء العديد من الفرضيات

القيود :

  • لا يوجد ارتباط زمني: لا نعرف من بدأ أولًا
  • علاقة سببية عكسية محتملة: أولئك الذين يرغبون في الإقلاع عن التدخين يختارون التدخين الإلكتروني
  • عوامل تداخل: برامج الإقلاع عن التدخين، والدعم الطبي، إلخ.
  • انحياز الاختيار: من يجيب على الاستبيانات؟

الأساليب التكميلية

في حين أن بعض أنواع الدراسات قد تبدو أكثر أهمية من غيرها، إلا أن الدراسات الرصدية والتجريبية ودراسات المراجعة تتكامل مع بعضها البعض بشكل جيد للغاية.

غالبًا ما تُشكّل الدراسات الرصدية نقطة انطلاق لأبحاث أخرى أكثر تعمقًا. فهي تُمكّننا من رصد الارتباطات وبناء فرضيات. “مهلاً، يبدو أن مُستخدمي السجائر الإلكترونية يُقلعون عن التدخين بوتيرة أكبر.”

ثم تبدأ المرحلة التجريبية: “لنختبر ما إذا كان إعطاء المُدخنين جهاز فيب هل يُساعدهم حقًا على الإقلاع عن التدخين.”

ثم تأتي دراسات المراجعة، التي تُفحص نتائج الدراسات البحثية المُختلفة، وتُؤكد النظريات أو تُدحضها، وتُساعد الجهات الحكومية في اتخاذ القرار.

دليل عملي: كيفية قراءة, فهم وتقييم دراسة علمية عن السجائر الإلكترونية

خطوات لفهم دراسة عن السجائر الإلكترونية

  • . انتقل إلى المصدر: من الضروري الرجوع إلى الدراسة الأصلية. إذا وُجدت النتائج في مقال صحفي، فتجاهلها! انتقل إلى الدراسة نفسها، والتي عادةً ما يُستشهد بها في المقال.
  • تحقق من التمويل (المُشار إليه أسفل الدراسة، في قسم التمويل): من موّل الدراسة؟ هل للباحثين صلة بالقطاع المعني بالعمل؟ هل تدعم الدراسة مصالح الجهة الممولة؟ إذا كانت الإجابة نعم، فتذكر أن النتائج قد تكون متحيزة.
  • حدد نوع الدراسة: ما نوعها؟ دراسة مقطعية، دراسة جماعية، دراسة عشوائية محكمة، إلخ.
  • تحقق من ملاءمة السؤال/المنهجية: هل يُجيب هذا النوع من الدراسة على السؤال المطروح؟
  • ضع النتائج في سياقها في الابحاث المتوفرة: هل هذه أول دراسة تتوصل إلى هذا الاستنتاج؟ هل نتائجها مدعومة بأبحاث أخرى؟

أي سؤال لأي دراسة؟

أسئلة حول الانتشار: “كم عدد مستخدمي السجائر الإلكترونية الذين أقلعوا عن التدخين؟” -> دراسة مقطعية كافية. لمحة عامة مناسبة لقياس النسبة المئوية.

أسئلة حول التوجهات: “هل يتزايد عدد مستخدمي السجائر الإلكترونية في بلد معين؟” -> دراسات بيئية باستخدام البيانات الوطنية المتوفرة.

أسئلة حول عوامل الخطر: “هل يؤثر التدخين الإلكتروني أثناء الحمل على الجنين؟” -> الحد الأدنى من المجموعة المستهدفة. المتابعة الزمنية إلزامية لأن التعرض يجب أن يسبق التأثير.

أسئلة سببية: “هل تُسبب السجائر الإلكترونية الإقلاع عن التدخين؟” -> تجارب عشوائية مُحكمة حصريًا. تصميم يُستبعد فيه عوامل التداخل فقط. استثناء: في حال عدم توفر تجربة عشوائية مُحكمة حديثة، يُقبل مؤقتًا استخدام مجموعة عالية الجودة.

أسئلة مُلخصة: “ما رأي العلم في فعالية الفيب – التدخين الإلكتروني؟” -> تحليلات تلوية أو مراجعات منهجية للحصول على نظرة عامة.

أسئلة مُخصصة لفئات مُحددة: “هل يُساعد الفيب – التدخين الإلكتروني المُدخنين فوق سن 65؟” -> تحليلات فرعية لتجارب عشوائية مُحكمة أو مجموعات مُستهدفة. لتجنب الاستقراء من عامة السكان.

أسئلة حول المنتجات الجديدة: “هل أحدث جيل من أجهزة الفيب – التدخين الإلكترونية فعّالة؟” -> تُعطى الأولوية للتجارب العشوائية المُحكمة الحديثة. ستكون التحليلات التلوية القديمة غير مناسبة نظرًا للتطور التكنولوجي للمعدات.

علامات تحذيرية يجب الانتباه لها

  • دراسة مقطعية تدّعي إثبات علاقة سببية أو تأثير زمني.
  • تجربة عشوائية مُحكمة أُجريت باستخدام معدات قديمة.
  • تجربة عشوائية مُحكمة (RCT) بدون مجموعة ضابطة مناسبة (مقارنة السجائر الإلكترونية مع بدائلها).
  • مجموعة تفقد أكثر من 50% من المشاركين أثناء الدراسة دون توضيح السبب.
  • دراسة ممولة من قِبل شخص أو شركة مرتبطة اقتصاديًا بسوق المنتج قيد الدراسة.
  • تعميم نتائج لدراسة أُجريت على فئة سكانية محددة (المراهقين، المرضى النفسيين، إلخ) على عامة السكان.
  • حجم العينة صغير جدًا.
  • مدة المتابعة قصيرة جدًا.

التحيزات المحتملة

التحيز هو خطأ في المنطق أو الإجراءات من شأنه أن يُشوّه نتائج دراسة سريرية. يصبح الخطأ منهجيًا وليس صدفة أو عدم دقة النتيجة. على سبيل المثال، لنفترض أن مصورًا يريد التقاط صورة لحشد ينتظر قبل حفل موسيقي. بدون تحيز، كان سيضع نفسه في وسط الحشد ويلتقط صورته. أما إذا وضع نفسه أمام مدخل كبار الشخصيات، فسيصور فقط الأشخاص الذين يرتدون ملابس أنيقة. وبالتالي، ستكون صورته متحيزة ولا تُمثل جميع الحاضرين في الحدث. في الدراسات، يكون المبدأ واحدًا: إنه خطأ في المنهجية يجعل العينة لا تُمثل الفئة المستهدفة. فيما يلي التحيزات الرئيسية الثلاثة (وهناك العديد من التحيزات الأخرى):

  • تحيز الاختيار: مشكلة في تكوين العينة، والتي قد لا تُمثل الفئة المستهدفة. على سبيل المثال، اختيار المشاركين من متجر سجائر إلكترونية فقط. عندها سيكونون بالضرورة أكثر وعيًا أو أكثر تحفيزًا من عامة السكان.
  • تحيز القياس/التصنيف: خطأ في قياس عامل الخطر أو في التأكد من الإصابة بالمرض. على سبيل المثال، سؤال مستخدمي السجائر الإلكترونية عما إذا كانوا قد أقلعوا عن التدخين، ولكن ليس مستخدمي لصقات النيكوتين. باختصار، تُجرى القياسات بشكل مختلف باختلاف المجموعات.
  • التحيز المُربك: وجود عامل مُربك، أي وجود اختلاف بين المجموعات المُقارنة بخلاف العلاج المُختبر: العمر، الأمراض المُصاحبة الأخرى، مرحلة المرض، إلخ. مثال: مجموعة التدخين الإلكتروني أصغر سنًا من مجموعة لصقات النيكوتين -> ربما يؤثر العمر على نجاح نوع مُعين من المُساعدات.

تصنيف أنواع الدراسات العلمية حسب القوة

هل تجد صعوبة في التعامل مع تعقيدات المناهج العلمية؟ يقدم هذا الجدول لك لمحة عامة: مزايا ونقاط ضعف كل نوع من الدراسات، من الأقوى إلى الأضعف.

نوع الدراسة مستوى الأدلة نقاط القوة القيود
التحليل التلوي 1 أعلى مستوى من الأدلة، يجمع إحصائيًا بين عدة دراسات متشابهة (التجارب العشوائية المُحكمة)، قوة إحصائية عالية، متانة. يعتمد على جودة الدراسات المشمولة، ويمزج بين بيئات غير متجانسة، مع احتمال وجود تحيز في النشر.
التجارب العشوائية المُحكمة 2 النوع الوحيد الذي يُثبت السببية، ويعتمد على التحكم الصارم، ويزيل العوامل المُربكة. ظروف مُصطنعة، ومواد قديمة مُحتملة، ونتائج غير قابلة للتعميم على مواقف الحياة الواقعية.
المراجعات المنهجية 3 نظرة شاملة وشاملة، وتحليل نقدي للأدبيات، وتحديد الاتجاهات المتقاربة أو المتباينة. يعتمد كليًا على الدراسات المتاحة، ولا يوجد توليف رقمي، وتباين في المنهجيات.
دراسات الأتراب 4 مراقبة منظمة، مع مراعاة الإطار الزمني، وإمكانية حساب المخاطر. لا توجد عشوائية، وعوامل ارتباك متعددة، ومكلفة وتستغرق وقتًا طويلاً، ولا تثبت السببية.
دراسات طولية 5 متابعة على مدار الوقت، تُثبت رابطًا زمنيًا، وظروفًا طبيعية. مجموعات غير محددة مسبقًا، وعوامل ارتباك، واختيار ذاتي للمشاركين، وعدم وجود سببية مؤكدة.
دراسات بيئية 6 نظرة قائمة على السكان، بيانات مفيدة للسياسات العامة، سريعة وغير مكلفة. تحيز بيئي، وعوامل ارتباك هائلة، وارتباط ≠ سببية، وبيانات مجمعة فقط.
دراسات مقطعية 7 سريعة جدًا، وغير مكلفة، ومفيدة لقياس معدل الانتشار، وتولد فرضيات. لقطة سريعة بدون تحيز زمني، وتحيز في الاختيار، واحتمالية حدوث ارتباك، وسببية مستحيلة.

باختصار، لا توجد دراسة مثالية بمعزل عن غيرها. ولكن عند وضعها ضمن تسلسل الأدلة، تُشكل هذه الدراسات بنيانا مُتماسكًا يمكن الاستناد عليه.

اسئلة مهمة حول الدراسات والابحاث

لماذا لا تتمتع جميع الدراسات المتعلقة بالسجائر الإلكترونية بنفس القيمة العلمية؟
لأن كل نوع من الدراسات يعتمد على منهجية مختلفة. بعضها، مثل الدراسات المقطعية أو البيئية، يكتفي برصد الارتباطات في وقت معين أو عبر بلد معين. تُفيد هذه الدراسات في اكتشاف الاتجاهات، لكنها لا تستطيع إثبات علاقة السبب والنتيجة. على العكس من ذلك، تُقدم التجارب العشوائية المُحكمة (RCTs) تدخلاً وتُعين المشاركين عشوائيًا، مما يسمح بإثبات العلاقة السببية الحقيقية. يوجد التسلسل الهرمي للأدلة بدقة لتمييز قوة الاستنتاجات بناءً على الطريقة المستخدمة.
ماذا تُقدم الدراسة المقطعية، وما هي حدودها؟
تُقدم الدراسة المقطعية “صورة سريعة” لمجتمع ما. إجراؤها سريع جدًا وغير مُكلف، مما يجعلها شائعة في مسوحات الصحة العامة. على سبيل المثال، يُمكنها تحديد عدد المدخنين الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية في وقت معين. لكنها لا تسمح لنا بمعرفة ما إذا كان التدخين الإلكتروني قد دفع الناس إلى الإقلاع عن التدين. لذا، فهي أداة وصفية، وليست دليلاً على العلاقة السببية.
لماذا تُعدّ الدراسة الطولية أكثر إفادة من الدراسة المقطعية؟
تتابع الدراسة الطولية المشاركين أنفسهم على مدى عدة أشهر أو سنوات. وبالتالي، فهي تتيح لنا إدخال بُعد زمني ومعرفة ما إذا كان أحد السلوكين يسبق الآخر. على سبيل المثال، يمكننا ملاحظة ما إذا كان المدخنون الذين يبدأون التدخين الإلكتروني يقلعون عنه أكثر من غيرهم. لذا، يوفر هذا النوع من الدراسات مؤشرًا أقوى من مجرد لمحة عامة. ولكن نظرًا لعدم مشاركة الباحثين، فهناك دائمًا عوامل خارجية غير خاضعة للرقابة (الدافع الشخصي، والدعم الطبي، والسياق الاجتماعي، إلخ) والتي تحد من نطاق الاستنتاجات.
ماذا يمكن أن تُظهر دراسات الأتراب؟
دراسات الأتراب هي دراسات متابعة منظمة: تُختار مجموعتان متميزتان منذ البداية (مثل المدخنين الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية مقابل المدخنين الذين لا يستخدمونها)، وتُلاحظ تغيراتهما مع مرور الوقت. تتيح هذه الدراسات حساب المخاطر النسبية وإجراء مقارنات مباشرة بين مسارات المجموعتين. تُعد هذه الدراسات من أفضل التصاميم الرصدية. مع ذلك، فبدون التوزيع العشوائي، لا يمكننا الجزم بأن الاختلاف الملحوظ ناتج فقط عن التدخين الإلكتروني. قد يختلف المشاركون في أي مجموعة في جوانب أخرى عديدة (العمر، الدافع، الصحة، إلخ).
لماذا تُعتبر الدراسات البيئية مفيدة ولكنها محدودة؟
تقارن الدراسات البيئية البيانات المجمعة بين البلدان أو المناطق. وهي مفيدة لتحديد الاتجاهات العامة وتوجيه السياسات العامة. على سبيل المثال، ملاحظة أن انخفاض التدخين يتزامن مع زيادة التدخين الإلكتروني في بلد ما. ولكن هذا على مستوى كلي (واسع النطاق): من المستحيل الادعاء بأن فردًا واحدًا أقلع عن التدخين لأنه يستخدم السجائر الإلكترونية. يُسمى هذا “التحيز البيئي”: لا يمكننا استنتاج ما يحدث للأفراد من الإحصاءات التي تجمع مجتمعًا بأكمله.
لماذا تُعتبر التجارب العشوائية المُحكمة (RCTs) المعيار الذهبي؟
تُعدّ التجارب العشوائية المُحكمة النوع الوحيد من الدراسات الذي يُمكنه إثبات علاقة السبب والنتيجة. من خلال توزيع المشاركين عشوائيًا على مجموعة تتلقى التدخل (مثل السجائر الإلكترونية) ومجموعة ضابطة (مثل اللاصقات)، يتم التحكم في تأثير العوامل الأخرى. إذا اختلفت النتائج، يُمكن أن يُعزى هذا الاختلاف إلى التدخل المُختبر. يكمن قصور هذه الدراسات في أن الظروف مُحكمة ومُوحدة للغاية، مما يُضعف أحيانًا من دقة الاستخدام الفعلي في الحياة اليومية.
ما الفرق بين المراجعة المنهجية والتحليل التلوي؟
تُجري المراجعة المنهجية جردًا نقديًا لجميع الدراسات المُتاحة حول مسألة مُعينة. وتضمن عدم إغفال أي بيانات ذات صلة. أما التحليل التلوي، فيذهب إلى أبعد من ذلك: فهو يجمع رياضيًا نتائج العديد من الدراسات المُقارنة لإنتاج تقدير عددي إجمالي (على سبيل المثال، متوسط ​​النسبة المئوية للمدخنين الذين أقلعوا عن التدخين بفضل التدخين الإلكتروني). تُقدم الأولى الصورة العامة، بينما تُقدم الثانية القوة الإحصائية.
ما هو أعلى مستوى من الأدلة في العلوم الطبية؟
التحليلات التلوية للتجارب السريرية العشوائية المُحكمة. تجمع هذه التحليلات نتائج مستقلة عديدة، مما يقلل من خطر تحريف الاستنتاجات بسبب تحيزات معزولة. توفر هذه التحليلات دقة إحصائية عالية جدًا، وغالبًا ما تُشكل معيارًا للتوصيات الصحية. ومع ذلك، تعتمد موثوقيتها بشكل مباشر على جودة الدراسات المشمولة وأهمية البيانات (على سبيل المثال، قد يكون خلط التجارب التي تُجرى باستخدام معدات قديمة وأجهزة حديثة مُضلِّلاً).
ما هي أهم علامات التي يجب ان تحذر منها عند قراءة دراسة ما؟
صغر حجم العينة، أو قصر فترة المتابعة، أو ارتفاع معدل انسحاب المشاركين، أو التمويل من جهة ذات مصلحة خاصة، كلها علامات تحذير. وبالمثل، ينبغي الحذر من الدراسات المقطعية التي تدّعي إثبات العلاقة السببية، أو التجارب السريرية التي تُجرى بمعدات قديمة. هذه العوامل لا تُبطل جدوى الدراسة، لكنها تُقلل (أحيانًا بشكل كبير) من ثقة الشخص في استنتاجاتها.
كيف يُمكن لغير المُختصّ الحكم على موثوقية دراسة حول السجائر الإلكترونية؟
يكفي اتباع بضع خطوات بسيطة: التحقق من نوع الدراسة (لا تُضاهي قيمة الاستبيانات الدراسة العشوائية المُحكمة)، والنظر في الجهة المُموِّلة للبحث، والتأكد من توافق المنهج المُختار مع السؤال المطروح، ومقارنة النتائج بنتائج دراسات أخرى. إذا تقاربت عدة دراسات قوية، تكون الاستنتاجات أكثر موثوقية. على العكس من ذلك، اذا توصلت دراسة واحدة إلى نتيجة مختلفة عن الباقي، فيُنصح بتوخي الحذر.

اشترك في النشرة الإخبارية

انضم إلى اكثر من 8000 مشترك في نشرة اخبار Vaping Post. لتبقى على اطلاع بجميع أخبار السجائر الالكترونية

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments