يبقى تأثير السجائر الإلكترونية على صحة القلب والرئة موضوعًا يشغل بال الكثير. فقد ربطت بعض الدراسات استخدام السجائر الإلكترونية بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب وتلف الرئة وضعف وظائف الجهاز التنفسي (أو حاولت فعل ذلك). في حين تشير مجموعة كبيرة من الأدلة إلى أن المدخنين الذين يتحولون إلى السجائر الإلكترونية يقللون بالفعل من هذه المخاطر.
حصلت جامعة ويسكونسن (UW) على منحة قدرها 5.7 مليون دولار من المعهد الوطني للصحة (NIH) لإجراء دراسة مدتها خمس سنوات لفحص التأثير الطويل الأمد للتدخين الإلكتروني على صحة القلب والرئة. تهدف الدراسة المسماة “Vape Check” إلى تقديم الدليل الأكثر شمولاً حتى الآن حول كيفية تأثير السجائر الإلكترونية على أنظمة القلب والأوعية الدموية والرئتين ومخاطر الأمراض المرتبطة بها.
بالتعاون مع مركز أمراض القلب الوقائية التابع لجامعة ويسكونسن ومركز أبحاث التبغ والتدخل (UW-CTRI) التابع لجامعة ويسكونسن. سيقوم الباحثون بتجنيد 600 مشارك، بما في ذلك 400 بالغ يستخدمون السجائر الإلكترونية بانتظام لمدة عام على الأقل و200 مشارك غير مدخنين وليسوا من مستخدمي السجائر الإلكترونية. ويتم اختيارهم حسب العمر والجنس.
على مدار ثلاث سنوات، سيخضع المشاركون لتقييمات صحية دورية في جامعة ويسكونسن ماديسون، بما في ذلك اختبار العلامات الحيوية، والعلامات الحيوية للالتهابات وصحة القلب والأيض، وصحة الشرايين من خلال فحوصات الموجات فوق الصوتية. سيتم تقييم وظائف الرئة من خلال فحوصات التصوير المقطعي المحوسب، وسيتم جمع البيانات حول استخدام النيكوتين وأنماط استخدام السجائر الإلكترونية لفهم علاقتها بالتغيرات البيولوجية.
تكرار نفس الخطأ
من بين المشاكل المنهجية التي تبرز في تصميم هذه الدراسة، أنه قد تم التركيز على أن يكونوا المشاركين البالغ عددهم 400 شخص قد استخدموا السجائر الإلكترونية بانتظام لمدة عام أو أكثر، وألا يكونوا مدخنين حاليين. ولن يؤخذ تاريخ التدخين الخاص بهم في الاعتبار. وهو عامل مهم في هذه الحالة حيث يميل معظم المدخنين الحاليين إلى أن يكونوا من المدخنين السابقين. لأن أي ضرر في القلب والرئة موجود لدى هؤلاء المشاركين بسبب تاريخ التدخين، سيؤثر بشكل كبير على النتائج.
ولتحقيق هذه الغاية، قام فريق البحث بتحليل بيانات أكثر من 5600 بالغ في الولايات المتحدة الأمريكية لا يعانون من أمراض الرئة مسبقا. وتم تصنيف المشاركين على أساس شدة أعراض الجهاز التنفسي لديهم، باستخدام مؤشر صعوبة التنفس والسعال الليلي. وقارنت الدراسة النتائج بين أولئك الذين استمروا في التدخين، والذين انتقلوا إلى السجائر الإلكترونية، و الذين أقلعوا عن التدخين تمامًا.
وجد فريق البحث أن المدخنين الذين يعانون من أعراض معتدلة والذين تحولوا إلى السجائر الإلكترونية شهدوا تحسنا في الأعراض مقارنة بمن استمروا في التدخين بنسبة 31%. في حين أن المدخنين الذين أقلعوا تمامًا كانت النسبة أعلى 36%.
الأدلة العلمية لا يمكن إنكارها
الأدلة العلمية التي قدمها باحثين مشهورين مثل طبيب القلب الدكتور كونستانتينوس فارسالينوس وطبيب الجهاز التنفسي الدكتور ريكاردو بولوسا، تؤكد على انخفاض المخاطر الصحية عند التحول إلى السجائر الالكترونية مقارنة بالتدخين. وتسلط الدراسات التي أجراها هؤلاء الخبراء وغيرهم الكثيرون الضوء على التحسن الكبير في صحة القلب والأوعية الدموية والرئتين بين المدخنين الذين يتحولون إلى السجائر الإلكترونية.
يؤدي الانخفاض الكبير في التعرض للسموم عند الانتقال لـ السجائر الإلكترونية إلى تحسين وظائف الجهاز التنفسي، وتحسين أداء الأوعية الدموية، وانخفاض خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالتدخين.
على الرغم من أن الدراسات طويلة الأجل ضرورية، إلا إن البيانات الحالية تدعم بقوة السجائر الإلكترونية كأداة للحد من الضرر، حيث تقدم للمدخنين مسارًا قابلاً للتطبيق لتحسين صحتهم مع تقليل السموم والمواد المسرطنة الموجودة في السجائر التقليدية.