قدمت الكلية الملكية للأطباء بحثها الجديد حول استخدام السجائر الإلكترونية، في تقرير من 218 صفحة (بصيغة PDF)، بالإضافة إلى توصيات عديدة للحكومة للاستفادة منها.

في حين ترتفع الأصوات ضد استخدام السجائر الإلكترونية في جميع أنحاء العالم، إلا أنه في المملكة المتحدة، الدولة التي دائمًا مادعمت السجائر الإلكترونية، تواصل هذا الدعم وبشكل علني.

حمل التقرير الأخير الذي أصدرته الكلية الملكية للأطباء (RCP)، توصيات للحكومة من أجل استغلال الجوانب الايجابية التي يمكن أن تقدمها السجائر الالكترونية كأداة فعالة للإقلاع عن التدخين.

وفي هذا المقال نقدم لكم ملخصاً عن التوصيات الرئيسية التي صدرت وضُمنت في التقرير.

في بلد حيث بيئة مكافحة التبغ ناضجة ومنظمة للغاية، يظل من الممكن، من خلال التخطيط والتصرف بحذر، استخدام السجائر الإلكترونية كـ اداة تجعل من التدخين أمراً من الماضي.الدكتورة سارة كلارك، رئيسة الكلية الملكية للأطباء

تقرير الكلية الملكية للطب

تحليل مكونات السجائر الالكترونية

على الرغم من أن الأطباء يشيرون إلى أن الأضرار الصحية الناجمة عن استخدام السجائر الإلكترونية أقل بكثير من أضرار التدخين، إلا أن استخدام السجائر الإلكترونية لا يخلو من المخاطر بشكل تام. ويؤكدون أن غالبية المكونات الضارة الموجودة في بخار السجائر الإلكترونية تأتي من التحلل الحراري للمركبات الناتجة أثناء عملية التبخير.

التوصيات :

  • الحاجة الى إجراء المزيد من البحوث لتحديد التأثيرات طويلة الأمد بخصوص التعرض للنيكوتين دون الخلط بينه وبين التدخين.
  • ينبغي لحكومة المملكة المتحدة أن تضع لوائح توضح أن السجائر الإلكترونية لا تنتج مركبات سامة.
  • يجب تقديم النصائح لمستخدمي السجائر الإلكترونية بشأن الأجهزة التي تقلل من التعرض للمركبات الناتجة من التحلل الحراري.
“تكون مستويات السمية عالية عند استخدام الأجهزة ذات القوة الكهربائية العالية (المودات) والتي تستخدم نكهات ذات تراكيز منخفضة من النيكوتين، وتنخفض هذه السمية عند استخدام الأجهزة ذات القوة الكهربائية المنخفضة والتي تستخدم نكهات بنسب نيكوتين عالية.”
جزء من التقرير

الترويج للسجائر الالكترونية كوسيلة للإقلاع عن التدخين

الأدلة على أن السجائر الإلكترونية هي أداة فعالة للإقلاع عن التدخين كثيرة، كما يذكر مؤلفو التقرير، مستشهدين على وجه الخصوص بالدراستين التي قامت بها منظمة كوكرين (انظر هنا و هنا). لكن الحكومة البريطانية، على الرغم من تأييدها الشديد لاستخدامها، إلا أنها لا تفعل ما يكفي حتى الآن.

التوصيات :

  • ينبغي الترويج للسجائر الإلكترونية باعتبارها وسيلة فعالة لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين.
  • يجب أن تشمل الحملات التي توصي باستخدام السجائر الإلكترونية للإقلاع عن التدخين السكان الذين من المرجح أن يستفيدوا أكثر من غيرهم، بما في ذلك الأشخاص الذين يعانون من المشاكل الصحية.
  • ينبغي تقديم السجائر الإلكترونية كعلاج فعال للإقلاع عن التدخين في جميع هيئات الخدمات الصحية الوطنية، إلى جانب العلاج الدوائي المعتمد.
  • يجب ان تشمل البحوث دور السجائر الإلكترونية في الوقاية من الانتكاس والعودة الى التدخين، وفعالية الإقلاع عن التدخين بحسب الأنواع المختلفة من أجهزة السجائر الإلكترونية وخصائصها، بما في ذلك نكهات السوائل الإلكترونية.
“هناك الكثير من الأدلة على أن السجائر الإلكترونية قد تكون مفيدة للإقلاع عن التدخين وتقليل الضرر بين المدخنين المصابين بأمراض عقلية، بما في ذلك أولئك الذين ليس لديهم الدافع للإقلاع عن التدخين.”جزء من التقرير

تحسين الدراسات حول استخدام السجائر الالكترونية

نظر الباحثون في أحدث الدراسات المنشورة حول الآثار الصحية لاستخدام السجائر الإلكترونية. و باستخدام البيانات المنشورة بين عامي 2021 و2023، يشيرون إلى أن مستويات النيكوتين في الدم لدى مستخدمي السجائر الإلكترونية مماثلة أو أقل منها لدى المدخنين، وأن مستويات أول أكسيد الكربون أقل.

فيما يتعلق بمستويات النتروزامين الخاصة بالتبغ، والمركبات العضوية المتطايرة والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، فإن الأخيرة ستكون أقل لدى مستخدمي الفيب منها لدى المدخنين و مساوية لتلك الموجودة لدى غير المدخنين.

التوصيات :

  • يجب التوصل إلى اتفاق بشأن طرق البحث في المخاطر الصحية للسجائر الإلكترونية، بما في ذلك المؤشرات الحيوية التي تتعلق بالمخاطر النسبية والمطلقة لاستخدام السجائر الإلكترونية.
  • هناك حاجة لدراسات كبيرة: على الأشخاص الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية ولم يدخنوا أبدًا من ناحية، وعلى المدخنين السابقين الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية من ناحية أخرى. مع الأخذ في الاعتبار تاريخ تدخينهم.
“يعتمد استخدام السجائر الإلكترونية للحد من الضرر من خلال تقليل معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات الناجمة عن التبغ القابل للاحتراق على أدلة واضحة على أن السجائر الإلكترونية أقل ضررًا على الصحة من التبغ القابل للاحتراق.”جزء من التقرير

فرض تشريعات أكثر تقييدًا، ولكن عادلة

كما يشير مؤلفو التقرير، فقد تميزت المملكة المتحدة بشكل أساسي بتقديم الدعم الكبير لاستخدام السجائر الإلكترونية منذ سنواتها الأولى. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير فيما يتعلق بتشريعات السجائر الإلكترونية.

التوصيات :

  • منذ مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي، افتقر البرلمان البريطاني إلى السلطات التشريعية اللازمة لتغيير اللوائح البريطانية المتعلقة بالتبغ والمنتجات ذات الصلة. ويجب على الحكومة أن تسن تشريعات لتأخذ هذه الصلاحيات. وهذه أولوية.
  • يجب أن تكون القيود التنظيمية المفروضة على الترويج لجميع منتجات النيكوتين الاستهلاكية وتسعيرها وتوافرها متناسبة مع المخاطر الصحية التي تشكلها، وأن تكون مصممة لتقليل استخدامها بين الشباب والحد من التدخين.
  • ينبغي مراجعة جميع اللوائح للسماح للسلطات ذات الصلة مثل MHRA لجمع العينات وتحليلها وتمويل هذه الأنشطة.
  • ينبغي وضع لوائح بشأن الإعلان عن السجائر الإلكترونية والترويج لها لتقييد المنصات عبر الإنترنت وإعلانات نقاط البيع للحد من تسويق منتجات السجائر الإلكترونية للشباب.
  • يجب فرض تدرج في الضرائب إلى مستويات تتناسب مع الضرر المحتمل أو المتسبب فيه على منتجات النيكوتين في المملكة المتحدة.
  • يجب أن تستهدف استراتيجيات التسعير والضرائب الخاصة بالسجائر الإلكترونية أرخص المنتجات الأكثر استخدامًا من قبل مستخدمي السجائر الإلكترونية الشباب، مع ضمان أن تظل المنتجات التي من المرجح أن يستخدمها المدخنون البالغون الذين يرغبون في الإقلاع عن التدخين في متناول الجميع.
  • يجب على الحكومة النظر في سياسة إعادة تدوير السجائر الإلكترونية من منظور بيئي، بما في ذلك تغيير معايير المنتجات وتقديم التقارير إلى MHRA لدعم إعادة التدوير والتسجيل لدى الوكالات البيئية كعنصر إلزامي. إضافة الى تعديل لوائح النفايات الكهربائية والبطاريات لتشمل السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة والتأكد من احترام البائعين لتكاليف إعادة تدوير منتجات السجائر الإلكترونية وتوفير نقاط جمع لهذه البطاريات يمكن الوصول إليها بسهولة.
“يجب تنظيم تدوير السجائر الإلكترونية لحماية المستخدمين من الضرر ولمنع الأطفال غير المدخنين من أن يصبحوا مدمنين على السجائر الإلكترونية.”جزء من التقرير

دعم استخدام السجائر الإلكترونية للتوقف عن التدخين

على الرغم من توافر منتجات السجائر الالكترونية على نطاق واسع في المملكة المتحدة، إلا أن عدد مستخدميها لا يزال محدودًا نسبيًا. لا يزال السكان البريطانيين يمتلكون معلومات خاطئة بموضوع الحد من مخاطر التدخين. على سبيل المثال، يعتقد جزء كبير من السكان أن استخدام السجائر الإلكترونية أكثر ضررًا من التدخين.

التوصيات :

  • ينبغي توسيع التدابير التي تشجع استخدام السجائر الإلكترونية للإقلاع عن التدخين، والتي تشمل السياسات المتعلقة بتوافر ها والقدرة على تحمل تكاليفها والحصول عليها، فضلاً عن المعلومات والدعم لاستخدام هذه المنتجات لتحسين معدلات الإقلاع عن التدخين في المملكة المتحدة.
  • يجب التفرقة بين التدابير التي تهدف إلى تشجيع استخدام السجائر الإلكترونية من قبل المدخنين و التدابير التي تهدف إلى تقليل استخدامها لغير المدخنين، وخاصة الأطفال والشباب.
  • هناك حاجة إلى مزيد من البحوث والدراسات الخاصة بتأثيرات أنواع الأجهزة وتركيز النيكوتين والخصائص الأخرى بشكل مباشر على الإقلاع عن التدخين.
  • يجب أن تظهر الرسائل حول مخاطر التدخين مقابل المخاطر النسبية للتدخين الإلكتروني على علب السجائر وفي النشرات الداخلية للعبوة، للوصول إلى المدخنين.
  • اهمية توفير مجموعة من النكهات لتسهيل الإقلاع عن التدخين بين البالغين الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية للإقلاع عن التدخين.
  • في جميع أماكن الرعاية الصحية، يجب على المتخصصين المدربين تقديم المساعدة للإقلاع عن التدخين باستخدام السجائر الإلكترونية.
  • يجب تشجيع المدخنين الذين يحاولون الإقلاع باستخدام السجائر الإلكترونية ودعمهم لتبني أنماط استخدام الفيب الذي من المرجح أن يؤدي إلى اقلاعهم عن التدخين.
“تعد السجائر الإلكترونية علاجًا فعالًا لإدمان التبغ، ولكن، على الرغم من سهولة الوصول إليها من مجموعة واسعة من منافذ البيع في المملكة المتحدة، إلا أنها لا تستخدم من قبل الأشخاص الذين يرغبون في الإقلاع عن التدخين أو تقليل استخدامهم للتبغ.”جزء من التقرير

التشجيع على عدم استخدام السجائر الإلكترونية لغير المدخنين

هنا يكمن الخوف الأكبر، أن يتم اعتماد السجائر الإلكترونية من قبل الأشخاص الذين لا يدخنون أساساً.

التوصيات :

  • ينبغي اتخاذ تدابير لإبعاد الأشخاص الغير مدخنين عن استخدام السجائر الإلكترونية.
  • يجب أن تكون التغييرات في السياسات التي تهدف إلى الحد من اعتماد السجائر الإلكترونية بين الأشخاص الذين لم يدخنوا أبدًا مستهدفة بعناية لتقليل تأثيرها وحصر استخدامها بهدف الإقلاع عن التدخين. ويجب أن يكون الهدف المشترك هو الحد من الوفيات والأمراض.
  • اهمية توفير المعلومات للشباب والأشخاص الذين لم يدخنوا سابقاً حول المخاطر الصحية للسجائر الإلكترونية وبعناية حتى لا يتم تضليل الناس حول الأضرار النسبية للتدخين.
  • يجب تقديم عبوات بسيطة موحدة مع تقليل النكهة وأوصاف العلامة التجارية، بالإضافة إلى حظر العرض بالتجزئة، لتقليل اهتمام الشباب بتجربة السجائر الالكترونية.
  • يجب أن تقلل استراتيجيات التسعير والضرائب الخاصة بالسجائر الإلكترونية من إمكانية الوصول إلى منتجات بسعر رخيص من قبل الشباب، مع ضمان أن المنتجات التي من المرجح أن يستخدمها البالغين الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين بأسعار معقولة.
  • هناك حاجة إلى مراجعة اللوائح الحالية المتعلقة بإعلانات السجائر الإلكترونية، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي ومنتجات البيع بالتجزئة، لضمان توفير الحماية الكافية للشباب والبالغين من المدخنين.
“تشير النتائج الحالية إلى أن تقييد النكهات يمكن أن يؤدي إلى استمرار المزيد من الأشخاص في التدخين أو العودة إلى التدخين، وبهذه الحالة تكون النتائج عكسية.”جزء من التقرير

صناعة التبغ والسجائر الإلكترونية

نشأت السجائر الالكترونية وتطورت بسرعة في جميع أنحاء العالم كـ منتج استهلاكي شائع. على مر السنين، وظهرت ايضا العديد من الشركات المصنعة.

بعد سنوات قليلة من إنشائها، أصبح اعتماد السجائر الإلكترونية متزايدًا من قبل المدخنين في جميع أنحاء العالم، الذي تعدى على صناعة التبغ التي شهدت مبيعاتها تناقص مستمر.

وفقًا لتقرير RCP، تمتلك صناعة التبغ 26٪ من حصة سوق السجائر الإلكترونية. وكما يشير الباحثون في هذا التقرير، سرعان ما استحوذت شركات التبغ الكبرى على مفهوم الحد من مخاطر التدخين إلى درجة جعلته الحجة الرئيسية لمحاولتها تغيير نموذج أعمالها، والذي تسميه “التحول”.

التوصيات :

  • إذا أردنا تحقيق فوائد الصحة العامة للسجائر الإلكترونية، فمن الضروري النظر في سلوك شركات التبغ الكبرى.
  • الحاجة إلى وضع أطر تنظيمية قوية و صارمة لضمان عدم قيام الشركات التي تستفيد من تصنيع وبيع التبغ بأي دور في صنع السياسات.
  • إن الحاجة إلى إعادة صناعة التبغ إلى طبيعتها، بما يتوافق مع المادة 5.3 من الاتفاقية الإطارية بشأن مكافحة التبغ (FCTC)، أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى؛ ويشير تراجع مكانة المملكة المتحدة في مؤشر التدخل العالمي لصناعة التبغ إلى أن هذه قضية رئيسية في المملكة المتحدة.
“تمثل الدراسات التي تمولها صناعة التبغ جزءًا مهمًا من العلوم المتعلقة بالمنتجات الجديدة وأساليب الحد من الضرر؛ ومع ذلك، هناك أدلة تشير إلى أنهم ربما كانوا منخرطين في العديد من الممارسات العلمية الشكلية في الماضي، مما يثير المخاوف بشأن جودة هذا العمل وصحته.”جزء من التقرير

المصدر :

The Royal College of Physicians (RCP) has published a new report that looks at the part e-cigarettes can play in preventing death, disability and inequalities from tobacco use.

اشترك في النشرة الإخبارية

انضم إلى اكثر من 8000 مشترك في نشرة اخبار Vaping Post. لتبقى على اطلاع بجميع أخبار السجائر الالكترونية