نشر موقع Mordor Intelligence، وهي مؤسسة متخصصة في تحليل الأسواق العالمية. تقريرا يسلط الضوء على نمو وتطور سوق السجائر الإلكترونية في الشرق الاوسط وافريقيا.
يشهد سوق السجائر الإلكترونية في الشرق الأوسط وإفريقيا طفرة كبيرة، حيث تشير التوقعات إلى أن حجم السوق سيصل إلى 296.92 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2029. يقدر سوق السجائر الالكترونية بـ 128.70 مليون دولار أمريكي في عام 2024، بمعدل نمو سنوي مركب قوي يبلغ 18.20%.
يعود هذا النمو إلى الوعي المتزايد بالمخاطر الصحية المرتبطة بتدخين التبغ التقليدي، والتي تم تسليط الضوء عليها بشكل خاص خلال جائحة كوفد-19. حيث أصبحت فترة الوباء فترة محورية للعديد من المدخنين، مما أدى إلى زيادة الطلب على بدائل أكثر أمانًا مثل السجائر الإلكترونية، مما أدى بدوره إلى تعزيز المبيعات عبر الإنترنت.
فعالية السجائر الإلكترونية في الإقلاع عن التدخين
بحسب الدراسات والأبحاث يمكن الوقاية من 180 مليون حالة وفاة مبكرة عن طريق خفض تدخين التبغ إلى النصف بحلول عام 2027، وهنا يُنظر إلى السجائر الإلكترونية على أنها خطوة حاسمة نحو تحقيق هذا الهدف.
تعتبر السجائر الإلكترونية أقل ضررًا من التدخين بحسب وزارة الصحة البريطانية. ففي عام 2015 ، أعلنت هيئة الصحة العامة في إنجلترا (PHE) رسميًا أن “السجائر الإلكترونية أكثر أمانًا بنسبة 95٪ على الأقل من التدخين. بيان أكدته منظمة الصحة في 2018 تزامن مع إطلاق حملتها الجديدة المسماة “PHE’s Health Harms campaign”.
كما أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث أن السجائر الإلكترونية أداة مهمة وفعالة في الاقلاع التدخين. بعد ان قامت منظمة كوكرين بمراجعة 319 دراسة. يشير الباحثون في استنتاجاتهم إلى أنهم وجدوا بيانات مقنعة تحمل مستوى عال من الثقة أن السجائر الإلكترونية التي تحتوي على النيكوتين كانت مرتبطة بارتفاع معدلات الإقلاع عن التدخين بشكل كبير مقارنة ببدائل النيكوتين الأخرى.
دور مصر الرائد في سوق السجائر الإلكترونية
بحسب موقع Mordor Intelligence مصر حاليا تحتل المركز الأول في سوق السجائر الإلكترونية في المنطقة. وتظهر الدراسات الاستقصائية الأخيرة في مصر أن 41.6% من الناس يعتقدون أن السجائر الإلكترونية تساعد في الإقلاع عن التدخين، وأن 31.9% يعتبرونها أقل ضررًا من السجائر التقليدية. وقد حفز هذا التصور إطلاق منتجات السجائر الإلكترونية المبتكرة من حيث الوظيفة والنكهات والمكونات والتغليف.
بالاضافة الى تنوع المنتجات وتوفير خدمة ما بعد البيع وخدمة العملاء، وهو أمر جديد على هذا القطاع في المنطقة. حيث يضع هذا المستوى من الخدمة معايير جديدة في الصناعة، مما يشجع المدخنين على التحول إلى السجائر الإلكترونية كبديل أقل ضررًا.
أهمية تجارة التجزئة المنظمة
لعب نمو تجارة التجزئة المنظمة دورًا حاسمًا في إمكانية الوصول إلى السجائر الإلكترونية وتوزيعها. مع تطور سبل البيع بالتجزئة، وخاصة في الدول النامية، كان هناك ظهور أشكال متنوعة للبيع بالتجزئة مثل محلات السوبر ماركت ومحطات الوقود والمتاجر المتخصصة. يتيح هذا التنوع للمستهلكين الوصول بسهولة إلى المعلومات المتعلقة بمختلف العلامات التجارية، ومقارنة الأسعار والجودة، واتخاذ قرارات شراء صحيحة.
علاوة على ذلك، استخدام استراتيجيات التسويق التقليدية والرقمية بقوة. لا تقوم الشركات بإنشاء حملات ترويجية فحسب، بل تقوم أيضًا بتنظيم معارض لعرض منتجاتها، والاستفادة من منصات وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى جمهور أوسع.
مع استمرار ازدهار التجارة الإلكترونية، تقوم العديد من متاجر البيع بالتجزئة بشكل متزايد بإدراج السجائر الإلكترونية في خطوط منتجاتها، مما يعزز سهولة حصول المستهلكين على هذه المنتجات. ويدفع هذا التطور إلى التبني السريع للسجائر الإلكترونية، وبالتالي تحفيز نمو السوق.
يمكننا استنتاج، إن سوق السجائر الإلكترونية في الشرق الأوسط وأفريقيا لا ينمو فحسب. بل إنه يتطور ليصبح عنصرًا أساسيًا في استراتيجية الصحة العامة في المنطقة فيما يتعلق بالإقلاع عن التدخين. ومن خلال الدعم الحكومي وزيادة وعي المستهلكين بالفوائد الصحية والبيئية، يمكن أن تلعب السجائر الإلكترونية دورًا محوريًا في الحد من انتشار الأمراض المرتبطة بالتدخين وتعزيز مستقبل أكثر صحة لسكان المنطقة.