معلومة ليست بجديدة، لكن تدخين التبغ هو السبب الرئيسي للوفيات المبكرة في العالم، ويموت شخصًا واحدًا على هذا الكوكب كل 6 ثوانٍ. واليوم، يسعى الجميع لمحاربة التدخين.
يصنف التدخين أحد أكثر الاختراعات فتكاً على الإطلاق، ويموت بسببه عدداً يفوق عدد الوفيات في الحروب والكوارث الطبيعية. فإذا كنت تسأل نفسك سؤال الاختيار بين تدخين التبغ أو السجائر الإلكترونية، فهذا يعني أنك تعتبر التدخين خطراً، وهذه بداية جيدة جداً.
هل فعلا السجائر الإلكترونية أقل خطورة من التدخين؟
نعم، بكثير. منذ عام 2015، قدرت وزارة الصحة البريطانية أن السجائر الإلكترونية “أقل ضررًا بنسبة 95% على الأقل” من التدخين. وتم إجراء المئات من الدراسات حول هذا الموضوع، وكلها متفقة على أن السجائر الإلكترونية أقل خطورة بكثير من التدخين. الدراسات القليلة التي تتناول ما يسمى بالاضرار الصحية الناتجة عن التدخين الإلكتروني تتعرض دائما للانتقادات من قبل المجتمع العلمي بعد نشرها. بسبب عدم توافقها مع المنهجية العلمية للأبحاث.
في عالم مثالي، سيكون السؤال هو التدخين أو عدم التدخين
في العالم المثالي، عليك أن تتنفس الهواء النقي فقط، من دون التدخين أو السجائر الإلكترونية. يجب علينا أيضًا أن نعيش في مناطق يكون فيها الهواء أقل تلوثًا قدر الإمكان، ويكون الطعام صحيًا قدر الإمكان. لكن، حياتنا غير متكاملة، وسلوكنا غالبا ما يؤدي الى الخطر. في هذه الحالة سيكون السؤال ماذا نفعل مع الأشخاص الذين يستمرون في استهلاك منتجات خطيرة للغاية رغم كل شيء؟
هذا هو هدف مفهوم الحد من المخاطر، حيث بدأت بعض المجتمعات الحديثة بتبني هذا المفهوم. على الرغم من ذلك، لا يزال التدخين يقتل الملايين حول العالم، وهذا لأننا لا نزال نواجه صعوبة في قبول فكرة الحد من المخاطر في مكافحة التدخين.
بين ضغوط تمارسها جهات حكومية عبر فرض الضرائب على منتجات التبغ وتوفير الادوية، جميعها بلا شك خطوات جيدة لمحاربة التدخين. ولكن بين التدخين والتوقف عنه تماما، للأسف لا يملك المدخن الكثير من الخيارات. على الرغم من كون مكافحة التدخين أحد المواضيع الرئيسية لجهات الصحة العامة اليوم، نسبة كبيرة من المدخنين ما زالوا يدخنون، وتواجه وزارات الصحة نسبة كبيرة من الأشخاص الذين لا يستطيعون، أو ببساطة لا يريدون، الإقلاع عن التدخين.
أي شيء يبعدك عن التدخين هو أمر يستحق التجربة. إن الإقلاع عن التدخين مفيد جداً لصحة المدخن ويجب تعدد وسائل تحقيق ذلك وتشجيعها.
فرق كبير بين التدخين والسجائر الإلكترونية
هناك الآن مئات الدراسات والأبحاث العلمية التي تتناول موضوع السجائر الإلكترونية. وعلى الرغم من وجود جدل كبير أيضًا حول هذا الموضوع، فهناك إجماع علمي واضح بان استخدام السجائر الإلكترونية يقلل بشكل كبير من المخاطر مقارنةً بتدخين التبغ.
تتخذ كل دولة نهجًا مختلفًا اعتمادًا على سياسة الصحة العامة الخاصة بها. في فرنسا، على سبيل المثال، ترى ان السجائر الإلكترونية يمكن أن تسمح لـ المدخنين بالتوقف عن التدخين، لكنه لا يزال جزءًا من التوصيات غير الرسمية عند مراجعة الطبيب. في المملكة المتحدة بشكل خاص يمكننا أن نلاحظ الحماس الأكبر لموضوع السجائر الإلكترونية على المستوى السياسي. كانت وزارة الصحة البريطانية هي أول من نشر تقريرًا مفصلا عن السجائر الإلكترونية في عام 2015. وأنها أقل خطورة بنسبة 95% على الأقل من التبغ المدخن، ويتم الإعلان عن هذه الحقيقة في جميع حملات الحد من التدخين في إنجلترا.
لكن قد تسأل وما هي النتيجة ؟ ينتقل مئات الآلاف من المدخنين إلى استخدام السجائر الإلكترونية وبالتالي تتحسن الصحة العامة في المملكة المتحدة أكثر من أي وقت مضى.
إذا كنت ترغب في الاطلاع على العديد من الدراسات حول هذا الموضوع، فلدينا قسم مخصص لهذا الموضوع. ولكن ما عليك أن تتذكره عندما تكون متردداً بين السجائر الإلكترونية والتدخين هو أن السيجارة الإلكترونية هي خيار ممتاز وأقل خطورة.
كما ذكرنا ان كنا نبحث عن الحياة المثالية، سيكون الاختيار ببساطة بين التدخين أو عدم التدخين، دون ذكر السجائر الإلكترونية، لكننا للأسف لسنا في عالم مثالي. التدخين ضار جدًا بصحتك، حتى لو كنت تدخن قليلًا. علاوة على ذلك، فإن مدة التعرض للمواد السامة الموجودة في الدخان، هي التي ستعرضك لخطر كبير.
بدون أول أكسيد الكربون، بدون قطران، بدون جزيئات دقيقة سامة المثبت وجودها في دخان السجائر بشكل كبير، تعد السيجارة الإلكترونية فرصة ذهبية لتحسين الصحة العامة ويجب على حكومات العالم اغتنامها على الفور، وأنت أيضًا، إذا كنت مدخنًا .
لتنعم بنمط حياة أكثر صحة، فلا تدخن. وإن لم تكن مدخنًا، فلا تستخدم السجائر الإلكترونية. إذا كنت لا تريد أو لا تستطيع الإقلاع عن التدخين، فإن السيجارة الإلكترونية هي خيار يجب أخذه في عين الاعتبار، ولكن يجب أن يكون الهدف هو الإقلاع عن التدخين.
