سلطت دراسة استقصائية أجرتها مؤسسة “من أجل عالم خالٍ من التدخين” وشملت آراء أكثر من 15000 طبيب من 11 دولة حول العالم، الضوء على الفجوة الكبيرة في المعرفة الطبية بشأن أضرار التدخين.
الاعتقاد الخاطئ بأن النيكوتين هو المسؤول الرئيسي عن الأمراض المرتبطة بالتدخين يبين الحاجة الماسة لتعزيز التعليم الطبي في هذا المجال. هذه النتائج تؤكد على ضرورة تطوير برامج تدريبية وتعليمية جديدة لتمكين الأطباء من تقديم الدعم الفعال للمدخنين الراغبين في الإقلاع.
نتائج تدعو للقلق
تثير هذه النتائج مخاوف جدية بشأن قدرة الأطباء على تزويد المدخنين بالنصائح الدقيقة والفعالة حول كيفية الإقلاع عن التدخين. وهو مايفسر حقيقة أن حوالي نصف الأطباء فقط (55٪ في المتوسط) يوصون باستخدام العلاج ببدائل النيكوتين (NRTs) أو السجائر الالكترونية.
بين الاستطلاع أن 74% في المتوسط يعتقدون بشكل خاطئ أن النيكوتين يسبب مجموعة من الأمراض من سرطان الرئة إلى مرض الانسداد الرئوي المزمن.
في المتوسط، يعتقد تقريبا 77% من الأطباء خطأً أن النيكوتين يسبب سرطان الرئة، ويعتقد 78% منهم أنه يسبب تصلب الشرايين.
في حين أن 87% من الأطباء يوافقون بشكل معتدل على أن مساعدة المرضى على الإقلاع عن التدخين هي أولوية، وإن نقص التدريب والمعرفة بالنيكوتين يؤثر سلبًا على الإقلاع عن التدخين والنصائح المقدمة للحد من الضرر.
الجانب المشرق في هذه النتائج، أن أكثر من 80% من الأطباء الذين شملهم الاستطلاع لديهم اهتمام بالحصول على التدريب اللازم لمساعدة المرضى في الإقلاع عن التدخين والحد من أضراره. خاصة بوجود العديد من الدراسات التي تثبت فاعلية السجائر الالكترونية في الاقلاع عن التدخين.
بصيص امل
قال الدكتور محمد أحمد، مدير البحوث الصحية والعلمية بمؤسسة عالم خال من التدخين: “من الضروري أن يحصل الأطباء على التدريب المناسب لمعرفة الحقائق حول خيارات الحد من اضرار النيكوتين والتبغ التي يمكن أن تساعد مرضاهم المدخنين على الإقلاع عن التدخين”
اضاف احمد: مع وفاة أكثر من 7 ملايين مدخن سنويًا بسبب أمراض مرتبطة بالتدخين في جميع أنحاء العالم، يمكن إنقاذ العديد من الأرواح إذا أصبح الأطباء أكثر دراية بأدوات الإقلاع المتاحة.
من جانبه اكد ديفيد خياط، طبيب الأورام الفرنسي البارز، أن النيكوتين لا يشكل خطر الإصابة بالسرطان. واقترح على جميع العاملين في المجال الطبي والصحة العامة تشجيع المدخنين على التحول إلى استخدام المنتجات ذات الضرر المنخفض مثل السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ المسخن.
أضاف خياط، أن الهدف الرئيسي هو الإقلاع التام عن التدخين، لكن هناك من لايرغب في التوقف عن التدخين، وهنا تأتي أهمية المنتجات ذات الضرر المنخفض. يجب علينا الاستفادة منها ونساهم في البحث عن منتجات أحدث وأقل ضررا.