لقد أثبتت السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد أنها أداة فعالة للغاية في مساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين، حيث توفر الراحة وسهولة الاستخدام – خاصة لأولئك الذين يقلعون عن السجائر لأول مرة. ومع ذلك، فإن شعبيتها تأتي بتكلفة بيئية كبيرة، حيث تولد الأجهزة ذات الاستخدام الواحد كميات كبيرة من النفايات الإلكترونية والبلاستيكية.
وفقًا لنتائج جديدة أجرتها شركة ECigIntelligence، يعتمد مستخدمو السجائر الإلكترونية البالغون في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بشكل متزايد على السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد، حتى في ظل الوعي المتزايد بتأثيرها البيئي. في الولايات المتحدة، أبلغ نصف البالغين من مستخدمي السجائر الإلكترونية انهم يستخدمون أجهزة الاستخدام الواحد كجهاز أساسي في عام 2024، وهي زيادة من حوالي 30% عن عام 2022. وبالمثل، في المملكة المتحدة، ارتفع الاستخدام من حوالي 25% إلى 40% خلال نفس الفترة، على الرغم من أن الحظر على أجهزة السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد من المقرر أن يبدأ في الأول من يونيو.
تنقذ الأرواح أم تولد النفايات؟
ويسلط هذا الاتجاه الضوء على معضلة معقدة تتعلق بالصحة العامة: كيفية تحقيق التوازن بين دعم الإقلاع عن التدخين والاستدامة، خاصة وأن صناع السياسات يدرسون فرض حظر وقواعد تنظيمية أكثر صرامة على السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد. وأشار بارنابي بيج، مدير التحرير في ECigIntelligence، إلى التوتر في الجهود السياسية: فمن جهة بهدف الحظر إلى الحد من استخدام المراهقين، ومن جهة أخرى يجد العديد من المستخدمين البالغين أن السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد لا غنى عنها للإقلاع عن التدخين.
واقترح بايتس حلاً أكثر عملية: إزالة الحد الأقصى لحجم الخزان البالغ 2 مل في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي. حيث أن أحجام الخزانات الأكبر، مثل تلك الموجودة عادة في الولايات المتحدة وكندا، تقلل من النفايات من خلال إطالة عمر كل جهاز. حجم الخزانات المعتاد في الولايات المتحدة وكندا أكبر بأربعة إلى خمسة أضعاف. يجب علينا إزالة هذا القيد فورًا لأنه يُسهم في الهدر والتجارة غير المشروعة.
وفي الوقت نفسه، واستنادًا إلى استطلاعات أجريت على أكثر من 1000 شخص من مستخدمي السجائر الإلكترونية المنتظمين الذين تبلغ أعمارهم 21 عامًا فأكثر في عامي 2022 و2024. تشير نتائج الدراسة الطولية التي أجرتها ECigIntelligence إلى وجود عدد متزايد من المستهلكين الذين اعربوا عن قلقهم بشأن النفايات والمخاطر الصحية المرتبطة بالسجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة، مع اعتقاد عدد أقل منهم أنها خالية من الجوانب السلبية. وعلى نحو مماثل، تضاعفت المخاوف البيئية في المملكة المتحدة تقريباً منذ عام 2022.
تداعيات السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد
على صعيد مختلف، تشير دراسة جديدة من جامعة لندن إلى أن الحظر الذي تفرضه المملكة المتحدة على السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة قد لا يؤدي في نهاية المطاف إلى الحد من استخدامها بشكل عام، حيث يتحول العديد من المستخدمين بالفعل إلى خيارات قابلة لإعادة الاستخدام. ومن المقرر أن يدخل الحظر حيز التنفيذ في يونيو/حزيران، وبالإضافة إلى الحد من النفايات البيئية، يهدف الحظر أيضًا إلى الحد من جاذبية هذه الاجهزة بين الشباب. ومع ذلك، أفادت الدراسة الحالية أن استخدام السجائر الإلكترونية في الانخفاض على أي حال، وخاصة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عامًا، في حين ظلت معدلات استخدام السجائر الإلكترونية الإجمالية ثابتة منذ الإعلان عن الحظر في أوائل عام 2024.
وأشارت الباحثة الدكتورة سارة جاكسون إلى أن معظم مستخدمي السجائر الإلكترونية يبدو أنهم يتكيفون مع الحظر الوشيك من خلال اختيار المنتجات القابلة لإعادة الاستخدام بدلاً من الإقلاع عن النيكوتين تمامًا. في الواقع، ارتفع استخدام السجائر الإلكترونية بين البالغين من 8.9% إلى 13.5%، بين عامي 2022 و2024، في حين زاد الاستخدام بين الشباب بشكل كبير من 17% إلى 26.5%. وتشير الدراسة، التي تم تمويلها من قبل مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة و استندت إلى بيانات من أكثر من 88 ألف مشارك، إلى أن الجهود المبذولة لتنظيم وصول الشباب إلى منتجات التبغ مهمة، إلا إن التدابير التعسفية قد تأتي بنتائج عكسية من خلال أبعاد المدخنين للتحول إلى بدائل أقل ضررا.
التوازن هو الحل
كانت منظمات الصحة العامة، بما في ذلك منظمة العمل ضد التدخين (ASH)، تدعو إلى اتباع نهج متوازن – حماية الشباب دون حضر الأدوات التي تساعد البالغين على الإقلاع عن التدخين. وحث خبراء الصحة العامة وصناع القرار أيضًا على توخي الحذر، محذرين من إضافة المزيد من القيود قبل أن تتمكن اللوائح الحالية من إثبات فعاليتها.
ومع استمرار استخدام السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة كوسيلة فعالة للإقلاع عن التدخين بالنسبة للبالغين، فإن الضرر البيئي الذي تسببه يمثل تحدياً سياسياً متزايداً. مع تزايد الوعي العام بشأن الجوانب السلبية لهذه الأدوات، يتعين على صناع السياسات إيجاد توازن دقيق: حماية البيئة والشباب، مع الحفاظ على إمكانية الوصول إلى البدائل الأقل ضررا للمدخنين الذين يسعون إلى الإقلاع عن التدخين.
حقيقة الأضرار البيئية الناجمة عن نفايات السجائر الإلكترونية ليست كما تتوقعها