تُعدّ المواد الكيميائية الكربونيلية في دخان السجائر سببًا رئيسيًا للأمراض والوفيات المرتبطة بالتدخين. ولذلك، فهم انبعاثات الكربونيل أمرًا بالغ الأهمية عند دراسة منتجات الحد من أضرار التبغ، مثل السجائر الإلكترونية، لمقارنة مخاطرها بالسجائر التقليدية.

من المعروف أن البروبيلين جليكول (PG)، والجلسرين النباتي (VG)، ومواد النكهة الكيميائية يمكن أن تتحلل تحت الحرارة أثناء استخدام السجائر الإلكترونية، مُنتجةً مواد كيميائية تُسمى الكربونيل. ومع ذلك، لا يزال فهم كيفية إنتاج مادة الكربونيل، وكيفية تفاعل مكونات السوائل الإلكترونية لتكوين هذه المركبات محدودًا. إضافةً إلى ذلك، فإن الأبحاث حول تأثيرها على صحة الإنسان و الكميات الفعلية التي يتم استنشاقها محدودة، إذ لا يمكن إجراؤها في بيئة حقيقية – أي في الرئتين.

ادعت دراسة أجريت عام ٢٠٢١، بعنوان, ““تركيب الكربونيل والميل للإلكترونات في انبعاثات السجائر الإلكترونية المنكهة وغير المنكهة”“, ان المواد الكيميائية الكربونيلية المنبعثة عند تبخير PG-VG تاتي من السوائل الإلكترونية التي تحتوي على ترانس-٢-هيكسينول، وكحول البنزيل، وl-(-)-منثول، أو لينالول. حيث وجد الباحثون ١٤ مركبًا كربونيًا مختلفًا.

ووجدت الدراسة أيضًا أدلة على أن بعض الكربونيلات (مثل فورم الديهايد و ترانس-2-هيكسينال) يمكن أن تتفاعل مع الجزيئات البيولوجية في الجسم. وبهذا اثارت هذه الدراسة مخاوف بشأن المخاطر الصحية المحتملة لـ السجائر الإلكترونية.

لكن، المشكلة كانت في طريقة البحث التي اثارت الكثير من الشكوك في نتائج هذه الدراسة. 

نسب الكربونيل في السجائر الإلكترونية أقل بكثير من السجائر التقليدية

اتخذت دراسة حديثة حول هذا الموضوع موقفا مختلفًا. فقد حللت المراجعة 14 دراسة تحليلًا نقديًا – 11 دراسة منها مستقلة وثلاث دراسات ممولة من القطاع الصناعي – تتناول انبعاثات الكربونيل من السجائر الإلكترونية. وركزت على تقييم الأساليب التحليلية والإجراءات التجريبية المستخدمة في هذه الدراسات لتحديد مدى موثوقيتها.

حددت المراجعة أربعة معايير رئيسية لتحديد جودة التجارب:

  1. المعلومات الكافية عن الأجهزة وإجراءات إنتاج البخار.
  2. استخدام بروتوكولات استنشاق تحاكي إلى حد كبير استخدام المستهلك.
  3. تطبيق أساليب تحليلية مناسبة.
  4. استخدام عينات فارغة لتجنب النتائج الإيجابية الخاطئة.

اعتُبرت سبع دراسات منها موثوقة، وخمس دراسات موثوقة جزئيًا، و دراستان غير موثوقتين. وتماشيًا مع خبراء الحد من أضرار التبغ، أفادت جميع الدراسات إن نسب إنتاج الكربونيل في السجائر الإلكترونية أقل بكثير من تلك الموجودة في دخان التبغ، حتى في الدراسات الموثوقة جزئيًا. وهذا يدعم إمكانات السجائر الإلكترونية كأدوات للحد من الضرر عند اختيارها واستخدامها بشكل صحيح.

السحبات الجافة – Dry Hit .. ودقة النتائج

big cloud of vapour with e-cigarette

أكدت دراسة سابقة أجراها باحث مرموق في هذا المجال، الدكتور كونستانتينوس فارسالينوس، أن انبعاثات الكربونيل من السجائر الإلكترونية أقل بكثير من تلك الموجودة في سجائر التبغ. راجعت هذه الدراسة 32 ورقة بحثية من مجلة PubMed حللت فيها انبعاثات الكربونيل من السجائر الإلكترونية، وقارنت مخاطرها بالسجائر التقليدية.

اجهزة السجائر الإلكترونية الحديثة، مثل تلك المزودة بكويلات سفلية وفتائل قطنية، تنتج مستويات منخفضة جدًا من الكربونيل، والتي لا تشكل مخاطر صحية كبيرة.

وجدت الدراسة اختلافات عديدة في كيفية إجراء الدراسات، بما في ذلك اختلافات في كيفية استنشاق بخار السجائر الإلكترونية، وكيفية جمعه، وكيفية قياس النتائج. هذه الاختلافات تجعل من الصعب مقارنة النتائج، وفي بعض الحالات، كانت دقة النتائج غير واضحة. من المشاكل الرئيسية أن معظم الدراسات لم تأخذ في الاعتبار السحبات الجافة – Dry Hit (هي حالة ترتفع فيها درجة حرارة الكويل ويكون القطن غير مشبع بالسائل بشكل كامل). وينطبق هذا بشكل خاص على الدراسات التي استخدمت أجهزة ذات طاقة قابلة للتعديل. لا تعكس السحبات الجافة كيفية استخدام الأشخاص للسجائر الإلكترونية فعليًا، مما يعني أن مستويات الكربونيل المُبلغ عنها في هذه الدراسات صحيحة. أكدت بعض الدراسات وجود السحبات الجافة من خلال إعادة الاختبارات.

وجدت المراجعة أن دراسات قليلة أفادت بانبعاثات عالية جدًا من الكربونيل، والتي قد تكون لها آثار صحية خطيرة، ولكن عند اختبار السجائر الإلكترونية في ظروف طبيعية، كانت انبعاثات الكربونيل أقل نسبيًا من تلك الصادرة عن السجائر التقليدية. علاوة على ذلك، فإن اجهزة السجائر الإلكترونية الأحدث، مثل تلك المزودة بكويلات سفلية وفتائل قطنية، تُنتج مستويات منخفضة جدًا من الكربونيل، والتي لا تُشكل مخاطر صحية كبيرة.

السجائر الإلكترونية تثبت أنها أدوات للحد من الضرر

في الوقت الذي تحاول بعض الأبحاث إثبات أن السجائر الإلكترونية تنتج مركبات كربونيل ضارة، تُظهر الدراسات باستمرار أن السجائر الإلكترونية تنتج كميات أقل بكثير من الكربونيل مقارنةً بالسجائر التقليدية عند اختبارها في ظروف واقعية. تُظهر دراسات موثقة أهمية أساليب الاختبار السليمة، إذ إن عوامل مثل “السحبات الجافة” قد تُشوّه النتائج.

على الرغم من أن بعض السوائل الإلكترونية المُنكّهة تُنتج نطاقًا أوسع من الكربونيلات، إلا أن المستويات الإجمالية تبقى أقل من تلك الموجودة في دخان السجائر. ينبغي أن تُعطي الأبحاث المستقبلية الأولوية لبروتوكولات اختبار موحدة لتقييم الآثار الصحية طويلة المدى بدقة، وفهم المخاطر المرتبطة بالتدخين الإلكتروني بشكل أفضل في ظل ظروف الاستخدام العادية.

السجائر الإلكترونية واحدة من أفضل 3 طرق للإقلاع عن التدخين

اشترك في النشرة الإخبارية

انضم إلى اكثر من 8000 مشترك في نشرة اخبار Vaping Post. لتبقى على اطلاع بجميع أخبار السجائر الالكترونية

المقال السابقمراجعة بود Vinci E120 من شركة Voopoo
Ahmad AL-FARAJI
مؤسس النسخة العربية من موقع Vaping Post , كنت من المعجبين بقيمة المعلومات التي ينشرها هذا الموقع بنسختيه الإنجليزية والفرنسية. في بداية 2020 خطرت لي فكرة حول حاجة مستخدم الفيب العربي لمعلومات بهذه الجودة ولكن باللغة العربية. بصفتي مدخنًا سابقًا تمكن من ترك التدخين بفضل الفيب ، شعرت على الفور بالحاجة إلى نقل هذه المفاهيم للحد من مخاطر التدخين.
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments