أظهرت دراسة سعودية حديثة، أجراها مركز الملك عبدالله الدولي للأبحاث الطبية بالتعاون مع جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية مع وزارة الحرس الوطني – قسم الشئون الصحية في جدة، دعمًا متزايدًا لاستخدام السجائر الإلكترونية كأداة للإقلاع عن التدخين.
شارك في هذه الدراسة 376 شخصًا، كانت الغالبية العظمى منهم من الذكور بنسبة 89.6%، فيما بلغ متوسط أعمارهم 35 عامًا. وقد كان 96.3% من المشاركين من الجنسية السعودية، بينما كان باقي المشاركين من جنسيات أخرى. من حيث المستوى التعليمي، حصل حوالي 47.3% من المشاركين على درجة البكالوريوس، بينما كان لدى 22.3% منهم شهادات دبلوم، في حين أن 13.3% حاصلون على درجات تعليمية أعلى. من ناحية الوضع الوظيفي، شملت العينة موظفين بنسبة 64.4%، وطلاب بنسبة 16%، بينما كان هناك نسبة أقل من العاطلين و المتقاعدين.
أكدت نتائج الدراسة أن غالبية المدخنين يرون في السجائر الإلكترونية خيارًا أقل ضررًا وأكثر فعالية مقارنةً بالسجائر التقليدية. وبينما يثار الجدل حول مخاطرها، تظل السجائر الإلكترونية وسيلة واعدة للكثيرين الراغبين في التحرر من التدخين.
زيادة الوعي خطوة للتحول إلى السجائر الإلكترونية
منذ ظهورها، جذبت السجائر الإلكترونية اهتمام المدخنين كبديل أقل ضررًا من السجائر التقليدية. أكدت الدراسة الأخيرة التي أجرتها مراكز بحثية في السعودية هذه الظاهرة، حيث وجدت أن 88.7% من المدخنين الذين حاولوا الإقلاع استخدموا السجائر الإلكترونية كجزء من رحلتهم نحو حياة خالية من التبغ.
ويُظهر التقرير أن 70% من المشاركين ينظرون إلى الفيب كوسيلة فعالة للإقلاع عن التدخين، في حين أشار 62.5% منهم إلى أنهم نجحوا بالفعل في ترك التدخين من خلال استخدامه. وتشير هذه النسبة المرتفعة إلى أن العديد من السعوديين قد أدركوا فوائد السجائر الإلكترونية مقارنةً بالطرق الأخرى مثل لصقات النيكوتين أو العلاجات الدوائية.
علاوة على ذلك، أفاد 60% من المشاركين بأن استخدام السجائر الإلكترونية يساعدهم على توفير التكاليف، وهو أمر قد يشجع المدخنين على اعتمادها كبديل أقل تكلفة من التدخين التقليدي. ويعكس هذا التوجه المتزايد نحو السجائر الإلكترونية قدرة هذه الأجهزة على توفير تجربة مشابهة للتدخين التقليدي ولكن بمخاطر أقل، مما يجعلها خيارًا جذابًا للكثيرين.
أقل ضررًا وأكثر قبولًا اجتماعيًا
من بين العوامل التي تجذب المستخدمين إلى الفيب هو القبول الاجتماعي الذي تحظى به هذه الأجهزة. وفقًا للدراسة، فإن 65% من المشاركين أكدوا أنهم يستخدمون السجائر الإلكترونية لأغراض اجتماعية، بينما أشار 60% إلى أنهم يعتبرونها وسيلة أكثر قبولًا اجتماعيًا، حيث يستطيعون استخدامها دون إحراج أمام الآخرين.
وتوضح هذه النتائج أن السجائر الإلكترونية لا تعتبر فقط بديلاً صحيًا عن التدخين التقليدي، بل أنها أيضًا وسيلة أكثر قبولًا في الأوساط الاجتماعية، حيث يشعر المستخدمون بحرية أكبر في استخدامها ضمن بيئاتهم الاجتماعية، دون القلق من الوصمة المرتبطة بالتدخين التقليدي.
مخاوف صحية تحتاج إلى توعية مستمرة
رغم النظرة الإيجابية العامة نحو السجائر الإلكترونية، تظل هناك مخاوف صحية مشروعة تحتاج إلى معالجة. أظهرت الدراسة أن ما يقرب من 55% من المستخدمين أبلغوا عن بعض الآثار الجانبية مثل التهاب الحلق وتغيرات في الشهية والصداع. وعلى الرغم من أن هذه الأعراض خفيفة التي قد اشرنا في مقالات سابقة إلى كيفية علاجها. لكنها تبرز الحاجة إلى توعية المدخنين حول الطريقة الصحيحة لاستخدام السجائر الإلكترونية والتعامل مع أي أعراض قد تظهر.
كما أظهرت الدراسة أن 92% من المشاركين يرون أن السجائر الإلكترونية قد تشكل خطرًا على النساء الحوامل، سؤال اخر قمنا بالاجابة عنه بدلائل ودراسات تبين أن السجائر الإلكترونية لا تشكل خطرًا على النساء الحوامل. بينما أشار 87% إلى أن هناك مخاطر محتملة للأطفال في حال تعرضهم لبخار اجهزة الفيب. حيث بينت الكثير من الدراسات الجدل حول الفيب السلبي، وأظهرت الفرق الكبير بينه وبين التدخين السلبي. الفيب السلبي لا يشكل أي مشاكل صحية للأشخاص المحيطين.
النور في نهاية النفق
إن النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة السعودية تشير إلى أن السجائر الإلكترونية بامكانها ان تكون خيارًا فعّالًا للكثير من المدخنين في السعودية، خاصةً أولئك الذين جربوا طرقًا أخرى للإقلاع ولم ينجحوا. ومن المؤكد أن السجائر الإلكترونية توفر تجربة أقل ضررًا بالمقارنة مع السجائر التقليدية، ما يجعلها خيارًا جذابًا للمستخدمين الباحثين عن بدائل ذات مخاطر أقل.
على الرغم من الأبحاث الايجابية حول السجائر الإلكترونية، لكن يجب أن يُنظر إليها كأداة تساعد على الانتقال نحو نمط حياة أكثر صحة. وتبقى هناك حاجة ملحة لتطوير برامج توعية شاملة حول الاستخدام الصحيح للسجائر الإلكترونية، بهدف تحقيق أفضل النتائج الصحية للمدخنين الراغبين في الإقلاع.
السجائر الإلكترونية قد تكون واحدة من أفضل الحلول الممكنة لمساعدة المدخنين على الإقلاع، لذلك يجب المدخنين أن يتحلوا بالوعي والمسؤولية تجاه صحتهم وصحة من حولهم.