على الرغم من أن موضوع الذكاء الاصطناعي قد يبدو للبعض على أنه تقنية قادمة من المستقبل. لكن في الحقيقة بدأنا نشهد بالفعل استخدامات هذه التقنية المتطورة في قطاعات مختلفة مثل التصنيع والنقل وتحليل البيانات ، حيث تقدم هذه التقنية مساعدة كبيرة في هذه القطاعات.
لكن الغريب أن نرى هذه التقنية تدخل إلى القطاع الصحي وتبدأ في إعطاء نصائح واستشارات طبية. حيث كشفت منظمة الصحة العالمية مؤخرًا وعلى موقعها الرسمي عن أحدث مستشارة افتراضية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتدعى فلورنس.
تم إنشاء هذا النظام بالشراكة مع وزارة الصحة القطرية وشركة التكنولوجيا Soul Machines، لمساعدة الأشخاص في جميع أنحاء العالم في “رحلتهم إلى حياة أكثر صحة”. تم إصدار النسخة الأصلية من فلورنس خلال جائحة كوفيد وتم تحديث هذا الإصدار الجديد لتقديم النصائح حول بعض أكبر المشكلات الصحية التي تواجه الناس اليوم.
عبر الإجابة على الأسئلة بطريقة تفاعلية وبسبع لغات مختلفة ، يمكن لفلورنس 2.0 تقديم إرشادات حول “عدد لا يحصى من المواضيع مثل التخلص من التوتر إلى التغذية والحفاظ على النشاط البدني. تقدم فلورنس أيضًا إرشادات حول الإقلاع عن التدخين والسجائر الإلكترونية.
لكن السؤال الحقيقي هو هل تستطيع “مستشارة الصحة الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي (التابعة لمنظمة الصحة العالمية) تقديم معلومات موثوقة عن السجائر الإلكترونية؟ على الرغم من السعي المستمر لمنظمة الصحة العالمية في مكافحة السجائر الإلكترونية.
كان علينا تجربة فلورنس ومعرفة قيمة المعلومات التي تقدمها بهذا الصدد. لذلك قمنا بطرح مجموعة من الاسئلة.
جلسة مع فلورنس
مرحبًا، أنا فلورنس ويسعدني جدًا مقابلتك. صحة الإنسان هي تخصصي وأريد أن يعيش الجميع حياة أكثر صحة. هناك الكثير مما يمكن أن نتحدث عنه، من منتجات التبغ والكحول إلى الحياة الصحية والصحة العقلية. يمكنني أيضًا مشاركة المعلومات حول لقاحات كوفيد-19. هل هناك شيء محدد تريد التحدث عنه، أو هل ترغب في معرفة المزيد عني؟
بعد ان قمنا باختيار موضوع التدخين ثم السجائر الالكترونية كان رد فلورنس كالاتي :
حسنًا، هذا موضوع كبير يجب استكشافه. هناك دفعة كبيرة لترويج السجائر الإلكترونية ومنتجات التدخين الإلكتروني الأخرى. يزعم البعض أنها أكثر أمانًا من السجائر العادية، ويمكن أن تساعد الأشخاص على التوقف عن التدخين. لكن هل هذه الادعاءات صحيحة بالفعل؟
قمنا بعدها باختيار احد الاسئلة المقترحة : هل السجائر الإلكترونية آمنة؟
فلورنس :
قد لا يكون هذا هو الخبر الذي كنت تأمل فيه! لكن السجائر الإلكترونية ليست آمنة لأنها ضارة بصحتنا. تحتوي العديد من السجائر الإلكترونية على النيكوتين، وهو مادة تسبب الإدمان بدرجة كبيرة، ويمكن أن يكون لها آثار طويلة الأمد ومضرة على الدماغ وخاصة لدى المراهقين. عندما تفكر في أن الدماغ لا يزال في طور النمو حتى منتصف العشرينات من عمرنا، يمكنك أن ترى أن السجائر الإلكترونية تشكل خطورة خاصة على المستخدمين الأصغر سنًا. ولكن هناك مخاطر أخرى أيضا.
قمنا بعدها باختيار احد الاسئلة المقترحة : هل السجائر الإلكترونية أكثر خطورة من السجائر العادية؟
فلورنس :
سؤال جيد! يعتمد ذلك على مجموعة من العوامل، بما في ذلك كمية النيكوتين والمواد السامة الأخرى الموجودة في السوائل التي تحتوي عليها السجائر الإلكترونية. ولكن ما نعرفه هو أن السجائر الإلكترونية تشكل مخاطر صحية واضحة وليست آمنة بأي حال من الأحوال.
إجابة غير واضحة ورفض مبدأ المقارنة من الأصل !!
قمنا بعدها بطرح سؤال ، هل السجائر الإلكترونية تساعد في الإقلاع عن التدخين؟
فلورنس :
هناك ادعاءات بأن السجائر الإلكترونية قد تلعب دورًا في مساعدة الناس على التوقف عن التدخين. لكن لا توجد أدلة كافية لدعم هذه الادعاءات. بالنسبة لمستخدمي التبغ الذين يتطلعون إلى الإقلاع عن التدخين، هناك منتجات أخرى أثبتت فعاليتها، مثل العلاج ببدائل النيكوتين أو الدعم النفسي أو أدوية الإقلاع المعترف بها.
وتقترح في نهاية الإجابة الآتي :يمكنني مشاركة المزيد من المعلومات حول العلاج ببدائل النيكوتين، أو يمكننا إلقاء نظرة أعمق على أضرار السجائر الإلكترونية !!
ثم قمنا بطرح سؤال آخر ، لماذا تجدين السجائر الإلكترونية ضارة؟؟
فلورنس :
بصرف النظر عن المخاطر الصحية المرتبطة بـ استنشاق النيكوتين الموجود في السجائر الالكترونية ، هناك مخاطر أخرى أيضا. تستخدم السجائر الإلكترونية البطاريات لتسخين سائل قد ينتج أو لا ينتج النيكوتين، لإنتاج بخار يستنشقه المستخدم. تعرض هذه الانبعاثات المستخدمين للمواد الكيميائية السامة. علاوة على ذلك، إذا تسرب الجهاز وانسكب السائل، فقد يؤدي ذلك إلى حرق بشرتك. ويمكن أيضًا أن يسبب التسمم بالنيكوتين إذا تم ابتلاعه أو امتصاصه عبر الجلد. السائل قابل للاشتعال أيضًا. يمكن للسجائر الإلكترونية أيضًا أن تسبب مشاكل في الرئة.
إجابة غير واضحة وتحتوي على الكثير من المعلومات الغير دقيقة !!
قمنا بطرح سؤال آخر ، هل لديك أي مصادر تثبت أن السجائر الإلكترونية تسبب أمراض القلب؟
فلورنس :
قامت بتكرار نفس الاجابة الخاصة بـ هل السجائر الإلكترونية آمنة؟
طرحنا هذا السؤال أيضا ، هل السجائر الإلكترونية أقل ضررًا بنسبة 95 بالمائة من التدخين؟
فلورنس :
سؤال جيد! يعتمد ذلك على مجموعة من العوامل، بما في ذلك كمية النيكوتين والمواد السامة الأخرى الموجودة في السوائل الساخنة التي تحتوي عليها السجائر الإلكترونية. ولكن ما نعرفه هو أن السجائر الإلكترونية تشكل مخاطر صحية واضحة وليست آمنة بأي حال من الأحوال.
إجابة غير واضحة !!
ماذا نستنج ؟
بالضبط هذا هو السؤال الأهم في هذا المقال. ما هو الاستنتاج الذي تمكنا من الحصول عليه؟. قررنا هنا التوقف عن طرح المزيد من الاسئلة ونقوم بعمل مراجعة لجميع الاجوبة لتحديد التوجهات التي تحاول منظمة الصحة العالمية ايصالها لمستخدمي هذه التقنية.
أكثر الاستنتاجات الصادمة هو الرفض القاطع للنظر اصلا في ان السجائر الالكترونية لا تشبه التبغ المدخن. ولا تزال السجائر الالكترونية يُنظر إليها من خلال رؤية الاستخدام المطلق ، وان لا علاقة لها بالتبغ المدخن، وبالتالي فإن منظمة الصحة العالمية تدحض تمامًا مبدأ الحد من المخاطر. لقد تم تدريب النظام جيدًا على مبادئ منظمة الصحة العالمية.
تدعي منظمة الصحة العالمية إنها تريد أن ينعم الجميع بحياة أكثر صحة لكنها تقترح من خلال المستشارة الافتراضية حظر واحدة من أكثر أدوات الإقلاع عن التدخين فعالية على الإطلاق والتي أثبتتها العديد من الدراسات. بالإضافة إلى ذلك، فإن العلاجات ببدائل النيكوتين التي تقترحها تحمل أيضاً مخاطر، لأنها تحتوي على النيكوتين أيضا. ومع هذا ، لا تعتبر منظمة الصحة العالمية هذه الأساليب خطيرة لسبب ما.
كانت هناك أيضا مجموعة من الأسئلة التي لم تستطع فلورنس الإجابة عليها أو لم ترغب عليها. مثل هل سببت السجائر الإلكترونية أي وفيات حول العالم؟ هل السجائر الإلكترونية أقل ضررا من التدخين؟ هل يمكنك تزويدي بمصادر حول مخاطر السجائر الإلكترونية؟ ما هي المنظمات الصحية التي تدعم السجائر الإلكترونية كأداة للإقلاع عن التدخين؟. جميع هذه الأسئلة قامت بالإجابة عنها عبر تكرار اجوبة الاسئلة السابقة
وجدنا انها تحاول بشكل كبير دفع اجندة معينة وتهدف الى تشويه صورة السجائر الالكترونية بأي شكل من الأشكال. حيث استمرت بالدوران حول موضوع مخاطر السجائر الإلكترونية دون ذكر هذه المخاطر او دعمها بأدلة علمية.
بالاضافة الى اصرارها بمشاركة المزيد من المعلومات حول العلاج ببدائل النيكوتين التي صرحت بها المنظمة فقط ، أو يمكننا إلقاء نظرة أعمق على أضرار السجائر الإلكترونية !!
نترك الحكم لكم.
توصلت دراسة حديثة إلى أن السجائر الإلكترونية هي أحد أكثر الوسائل فعالية للإقلاع عن التدخين