في عالم الفيب، حيث تهيمن العلامات التجارية العالمية على المشهد، يندر أن نجد صانع محتوى عربي لا يكتفي فقط بنقل التجربة إلى جمهوره، بل ينجح في التأثير على شكل هذه التجربة وتفاصيلها نفسها. “Onz Vape”، الاسم الذي أصبح مرجعًا للمستخدم العربي الباحث عن المعلومة الصادقة والنقد البناء، يدخل اليوم مرحلة جديدة في مسيرته المهنية: تعاون مباشر مع شركة Oxva العالمية، ليس فقط لترويج منتج، بل لتصميمه من الداخل والخارج، بروح عربية خالصة.

المؤثر Onz Vape

التقينا بـ Onz Vape خلال مشاركته في معرض World Vape Show 2025 في دبي، الحدث الأكبر من نوعه في المنطقة، والذي جمع أبرز الأسماء والشركات في صناعة الفيب عالميًا. وسط زخم الإعلانات والابتكارات، كان التعاون الجديد بين الاونز وشركة Oxva أحد أبرز المفاجآت التي لفتت الأنظار، ليس فقط لطبيعته التقنية، بل لرمزيته الثقافية.

خلال حديثنا معه، كشف لنا Onz Vape عن تفاصيل هذا المشروع غير المسبوق، والذي لم يكن مجرد تعاون تسويقي، بل خطوة إنتاجية كاملة بدأ فيها من الفكرة وصولًا إلى تنفيذ التصميم، وتضمينه عناصر بصرية ولغوية تعبّر عن المستخدم العربي. من الأحرف العربية المنقوشة بعناية على ظهر الجهاز — والمستوحاة من شعاره “اطفيها وارميها / عبيها واديها” — إلى أول واجهة استخدام باللغة العربية في تاريخ Oxva، يبدو أن هذه التجربة تجاوزت مجرد منتج إلى كونها إعلانًا ضمنيًا عن بدء حضور عربي فعّال داخل دوائر التصميم والتطوير.

في هذا الحوار، نغوص معه في خلفيات المشروع، كيف بدأ، كيف تطوّر، وما هي التحديات التي واجهته، سواء على مستوى تقبّل الفكرة من قبل الشركة، أو تنفيذها تقنيًا ولغويًا. كما نحاول فهم دلالات هذه الخطوة في سياق أوسع: هل نحن أمام بداية حقيقية لحضور عربي في صناعة الفيب؟ وهل يمكن للمستخدم العربي أن يرى نفسه أخيرًا ممثلًا على مستوى التصميم والتجربة؟

مع Onz Vape شركة Oxva بتتكلم عربي

بود Xlim SQ Pro 2 بهذا الإصدار الخاص هو ثمرة تعاون بين Oxva وصانع المحتوى الشهير Onz Vape. تضافرت جهود الاثنين، لينتج عن ذلك جهاز فريد بلمسة عربية. سهل الاستخدام ويقدم تجربة فيب مثالية.

مراجعة الإصدار الخاص لـ بود Xlim SQ Pro 2 من شركة Oxva

من صناعة المحتوى إلى صناعة الفيب : كيف بدأت القصة؟

في مقابلتنا الأولى سنة 2022، كنت من أوائل من صنع محتوى عربي متخصص وجاد في مجال الفيب. اليوم، أنت توقّع أول تعاون تصميمي مع شركة عالمية. ما الذي تغيّر منذ ذلك الوقت؟

الإجابة : تغير الكثير، لكن الأساس بقي نفسه: إني أتكلم بلغة الناس. منذ البداية لم أكن أستعرض الأجهزة لمجرد الاستعراض، بل كنت أبحث عمّا ينقص المستخدم العربي: التوضيح، التبسيط، والنقد عند الحاجة. مع مرور الوقت، لاحظت أن الشركات بدأت تراقب، وتُصغي.

كيف بدأ الحديث مع Oxva؟ هل جاء من طرفهم؟

الإجابة : بدأت العلاقة بشكل غير مباشر من خلال مراجعتي لأجهزتهم ولكن الشرارة الحقيقية جاءت بعد ما طلبوا إصدار لون خاص يحمل توقيعي ليكون مقدماً للجمهور العربي فأضفت “ماذا لو كان بدلاً من لون خاص أن يكون تصميم خاص ومن تصميمي ؟” ليكون إصداراً مناسباً للذوق العربي الذين أتحدث باسمهم معبراً عنهم ووافقوا فوراً .

“اطفيها وارميها / عبيها واديها”: من شعار إلى تصميم لدى أهم شركات القطاع

الأحرف العربية على ظهر الجهاز أثارت انتباه الكثيرين. احكِ لنا عن هذه الفكرة.

الإجابة : الجملة “اطفيها وارميها / عبيها واديها” أصبحت نوعًا ما “شعارًا شعبيًا” بين المتابعين، حتى دون أن أقصد تسويقها. هي تعبر عن بساطة الفيب مقابل تعقيد السيجارة.

قررت أن أدمج عدد حروف الشعار الـ ٢٤ حرف .. وهي مامثلت التحدي في التصميم حيث كنت أتمنى من الله التوفيق في أن أصِل إلى تصميم متزن من خلال هذا العدد من الأحرف بالضبط بدون زيادة أو نقصان. لتزين الجزء الخلفي للجهاز بطريقة جمالية وتوصل معنى الرسالة.

هل واجهت صعوبة في إقناع الشركة باستخدام الحرف العربي؟

الإجابة : في الحقيقة، الهدف الأساسي لم يكن فقط إقناع الشركة، بل فتح مساحة حقيقية للغة العربية داخل صناعة الفيب. عدد من يتحدثون العربية حول العالم ليس بقليل، وهم يستحقون أن تُدرج لغتهم ضمن خيارات أي جهاز عالمي. كان من المهم أن تصل الرسالة بأن اللغة العربية ليست فقط عنصرًا زخرفيًا، بل هوية كاملة لها جمهور واسع.

بالاضافة الى ذلك، الحرف العربي يُشعر المستخدم بالانتماء، ويعطيه رسالة ضمنية أن هذه الصناعة تعترف بوجوده وأهميته.

واجهة عربية لأول مرة: نقلة نوعية أم خطوة رمزية؟

الشاشة ملونة وتعمل باللمس

لماذا ترى في دعم اللغة العربية داخل النظام البرمجي للجهاز أمرًا مهمًا؟

الإجابة : لأنه ببساطة “يعطيك الإحساس إنك مش غريب”. المستخدم العربي يضطر دائمًا لفهم خيارات الجهاز عبر ترجمة ذهنية، أو الشرح على اليوتيوب. لما تختار اللغة العربية، أنت تقول له: نحن نحترم فهمك، وسنخاطبك بلغتك.

هل كنت طرفًا في مراجعة هذه الواجهة؟

الإجابة : نعم، و أصريت على أن تكون الترجمة مفهومة لا حرفية. هناك كلمات تقنية في عالم الفيب لا تُترجم بالمعجم، بل يجب أن تُفهم بثقافة المستخدم، وإلا تصبح مربكة.

لاتزال هناك أخطاء لغوية في هذه التجربة وتم حصرها وسيتم الأخذ في الإعتبار تصحيحها في الإصدارات القادمة سواءاً كانت تعاوناً مشتركاً أم لا, لكن كان لابد أن يتم أخذ الخطوة وإطلاق الجهاز حتى وإن كانت هنالك أخطاءاً طفيفة !

الهوية الثقافية في عالم تقني

في ظل عالم تقوده التكنولوجيا بالإنجليزية، هل تعتقد أن هذه الخطوة تفتح الباب لهوية فيب عربية؟

الإجابة : بشدة. تصميم منتج لا يتعلق فقط بالشكل أو اللغة، بل بالسياق الثقافي. عندما تكتب “عبيها واديها”، فأنت لا تشير فقط لطريقة استخدام، بل تُخاطب خلفية كاملة من العادات، التفاعلات اليومية، والنكات المحلية. هذا ما يجعل التجربة أكثر خصوصية، وأكثر قربًا للمستخدم.

من مؤثر إلى مطور: كيف تغير دورك؟

هل ترى نفسك اليوم أكثر من مجرد صانع محتوى؟

الإجابة : أكيد. أشعر أنني انتقلت من مجرد شارح للأجهزة إلى مشارك في تحسين تجربة المستخدم. وهذه مسؤولية كبيرة. لما تبدأ ترى جمهورك يتفاعل مع منتج ساعدت في تصميمه، الأمر يتجاوز المشاهدات.

ما الخطوة التالية؟ هل هناك مشاريع جديدة؟

الإجابة : هناك أكثر من فكرة، بعضها تطويري وبعضها توعوي. ما زلت أؤمن أن تقديم محتوى صادق يغيّر حياة الناس، لكن الآن صار بإمكاني التأثير من داخل القطاع أيضًا.

رسالة للمستخدم العربي

ماذا تقول لمتابعيك بعد هذا التعاون؟

الإجابة : أقول لهم إنهم مش بس مستهلكين، هم مؤثرين حقيقيين. صوتكم، تعليقاتكم، اقتراحاتكم، هي اللي بتخلي الشركات تغير. الجهاز اللي شايفينه قدامهم الآن ما كانش هيبقى كده لولا إنكم موجودين.

كيف يمكن للمستخدم العربي أن يحصل على تجربة أفضل في عالم الفيب؟

الإجابة : يطالب بحقه، يدعم المحتوى الجيد، ويشارك في بناء الوعي. لأن هذا العالم مليان خرافات وتسويق فارغ. والمعرفة هي خط الدفاع الأول.

وانتظروا مفاجأة جديدة على العالم كله وليس العالم العربي فقط, ومن نوع خاص 😉

تعاون Onz Vape مع شركة Oxva ليس مجرد صفقة أو حملة ترويجية، بل علامة فارقة في طريق طويل بدأ من فيديوهات بسيطة على اليوتيوب، ووصل إلى نقوش عربية على جهاز عالمي. إنها قصة مؤثرة عن كيف يمكن لصوت محلي أن يترك بصمة عالمية، عندما يُصغي له من يعرف قيمة الفكرة.

حسابات الـ Onz على مواقع التواصل الاجتماعي

اشترك في النشرة الإخبارية

انضم إلى اكثر من 8000 مشترك في نشرة اخبار Vaping Post. لتبقى على اطلاع بجميع أخبار السجائر الالكترونية

المقال السابقVAPE TALK | مساعد بشير
Ahmad AL-FARAJI
المسؤول عن إطلاق النسخة العربية من موقع Vaping Post. بدأت الفكرة من إعجابي بجودة المحتوى الذي كان ينشره الموقع بنسختيه الإنجليزية والفرنسية. ومع بداية عام 2020 أدركت حاجة مجتمع الفيب العربي إلى مرجع موثوق بلغته الأم. بصفتي مدخنًا سابقًا تمكنت من الإقلاع عن السجائر بفضل الفيب، شعرت بمسؤولية شخصية لنقل مفاهيم الحد من الضرر إلى جمهورنا العربي، وتحويل التجربة الفردية إلى مشروع إعلامي يخدم الملايين.
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments