في ظلّ تزايد موجات الحرّ حول العالم وفي بلادنا العربية بالاخص، بات من الضروري التوعية بمخاطر استخدام السجائر الإلكترونية في درجات حرارة عالية، خصوصًا أن كثيرًا من الحوادث التي تُنسب للفيب لا ترتبط بالجهاز نفسه، بل بكيفية التعامل مع البطاريات.

هذا المقال يدمج بين جوانب متعددة من الأمان، ليجيب على سؤالين جوهريين: هل يمكن أن تنفجر أجهزة الفيب؟ وما علاقة الحرارة المرتفعة بذلك؟

هل تنفجر أجهزة الفيب فعلًا؟

الانفجارات التي تُنسب إلى “أجهزة السجائر الإلكترونية” في الأخبار هي في الغالب انفجارات بطاريات، وليست للجهاز نفسه. الخطأ هنا في التسمية. فالبطارية هي المكون المشترك بين الهاتف المحمول، و اللابتوب، والفيب. وفي جميع هذه الأجهزة، سوء الاستخدام قد يؤدي إلى نفس النتيجة.

لماذا الحرارة العالية خطر على اجهزة الفيب؟

احترس من بطاريات الفيب عند ارتفاع درجات الحرارة

أجهزة الفيب، مثل أي جهاز إلكتروني يعمل بالبطارية، تتأثر بشكل مباشر بالبيئة المحيطة، خاصة عندما ترتفع درجات الحرارة بشكل ملحوظ. في مثل هذه الظروف، تبدأ البطاريات بفقدان فعاليتها تدريجيًا. فارتفاع الحرارة يضعف كفاءة الأداء العام للجهاز، ويؤثر على قدرة البطارية على توفير تيار مستقر، ما يعني تجربة غير مستقرة للمستخدم قد تتضمن ضعفًا في السحب، أو تقطعًا في التشغيل.

بالإضافة إلى ذلك، تؤدي الحرارة الزائدة إلى زيادة الضغط الداخلي داخل الخلايا الكهروكيميائية للبطارية، مما قد يسرّع من شيخوخة البطارية أو يسبب تشوهات في هيكلها. وفي الحالات القصوى، خاصة عند توافر ظروف مثل شحن زائد أو تلف في غلاف البطارية، يمكن أن تتطور المشكلة إلى تفاعل حراري داخلي خطير، يؤدي إلى تسرب، أو اشتعال، أو حتى انفجار.

ورغم أن هذه الحوادث نادرة نسبيًا، إلا أن خطورتها تفرض على كل مستخدم لجهاز فيب أن يتعامل مع البطارية بوعي وانتباه بالغين، خاصة في فصول الصيف أو في البيئات الحارة.

أنواع البطاريات فى أجهزة الفيب

لفهم كيف تؤثر الحرارة على الفيب، يجب أن نتعرف أولًا على نوعي البطاريات المستخدمين:

  • بطاريات Li-ion (مثل 18650، 20700): بطاريات قابلة للإزالة تُستخدم في مودات متقدمة. تتميز بالقوة ولكنها تحتاج لعناية خاصة.
  • بطاريات Li-po (بطاريات مدمجة): توجد عادة في الاجهزة المغلقة أو البودات، تحتوي على دوائر أمان مدمجة تجعلها أكثر أمانًا للمستخدم العادي.

النوع الأول أكثر عرضة للأخطاء البشرية مثل سوء التخزين أو الشحن المفرط، ما يجعله أكثر خطورة في ظروف الحرارة العالية.

أسباب الانفجار الأكثر شيوعًا

حوادث انفجار البطاريات
غالبًا ما يكون انفجار البطاريات بسبب خطأ بشري. صورة التوضيح – DALL·E 3

عند التعمق في الحالات الموثقة لانفجار أجهزة الفيب، نجد أن السبب المشترك بينها جميعًا هو سوء التعامل مع البطاريات، وليس خللًا في التصميم الداخلي للجهاز نفسه. من أبرز الأسباب الشائعة لهذه الحوادث هو حمل بطاريات 18650 أو 21700 في الجيب أو الحقيبة دون غلاف واقٍ، مما يسمح بحدوث تماس مباشر بينها وبين مفاتيح معدنية أو عملات نقدية.

هذا التماس يؤدي إلى دائرة قصر فورية تنتج عنها حرارة عالية قد تسبب اشتعال البطارية أو انفجارها. كما أن استخدام شواحن غير أصلية أو غير مطابقة لمعايير الأمان يعرض البطارية للشحن الزائد أو غير المتوازن، وهو من أخطر العوامل المؤدية إلى انهيار كيميائي داخل الخلية. إضافة إلى ذلك، فإن كثيرًا من المستخدمين يواصلون استخدام البطاريات حتى بعد ملاحظة تلف واضح في غلافها البلاستيكي، متجاهلين حقيقة أن أي خدش أو تمزق يمكن أن يكون بوابة لانفجار محتمل.

وأخيرًا، فإن بعض المستخدمين يتركون البطاريات أو الأجهزة في سيارات مغلقة أو تحت أشعة الشمس المباشرة، مما يرفع درجة حرارة البطارية إلى مستويات غير آمنة. مجتمعة، تمثل هذه الممارسات غالبية أسباب حوادث انفجار الفيب التي غالبًا ما يمكن تفاديها بسلوكيات بسيطة ومدروسة.

علاقة الحرارة بالبطاريات

العلاقة بين الحرارة المرتفعة و البطارية تُعد من أكثر العلاقات حساسية وخطورة في عالم الأجهزة الإلكترونية المحمولة. فالبطاريات ليست مجرد وحدات تخزين للطاقة، بل أنظمة كيميائية معقدة تعمل ضمن نطاق دقيق من درجات الحرارة. عندما ترتفع درجة حرارة الجو المحيط، تبدأ البطارية في امتصاص تلك الحرارة تدريجيًا، مما يسرع من التفاعلات الكيميائية داخلها، ويزيد من الضغط الداخلي.

وإذا كان الجهاز قيد الشحن أو الاستخدام في نفس الوقت، فإن هذا يزيد الحمل الحراري بشكل مضاعف. ما لا يدركه كثير من المستخدمين أن الحرارة الناتجة عن الشحن أو عن تشغيل الجهاز الطبيعي، عند إضافتها إلى حرارة الجو العالية، يمكن أن تدفع البطارية إلى نقطة الانهيار الحراري، وهي حالة لا يمكن السيطرة عليها إلا بإيقاف التشغيل الفوري أو إزالة البطارية – وهذا إن لم يكن الأوان قد فات.

يُعرف هذا الانهيار باسم “thermal runaway”، وهو سيناريو تصبح فيه البطارية غير قادرة على تبديد الحرارة بسرعة كافية، فتدخل في حلقة تفاعل متسارعة تؤدي في النهاية إلى انفجار أو اشتعال. لذلك، فإن التحكم بدرجات الحرارة المحيطة وتجنب الشحن في بيئات دافئة جدًا أمر بالغ الأهمية للحفاظ على سلامة المستخدم والجهاز.

  • ✅ لا تترك جهازك في السيارة أو تحت الشمس، سيارة مغلقة في يوم مشمس يمكن أن تصل حرارتها إلى 60 درجة مئوية. هذا كفيل بإحداث خلل فوري في البطارية.
  • ✅ افحص البطارية بانتظام، إذا لاحظت سخونة غير معتادة، أو تغير في أداء البطارية (تفريغ سريع، انطفاء مفاجئ)، فربما حان وقت استبدالها.
  • ✅ استخدم شاحن موثوق، الشحن باستخدام كابل غير أصلي أو شاحن غير متوافق قد يؤدي إلى تلف البطارية ورفع حرارتها.
  • ✅ لا تستخدم البطاريات التالفة حتى لو كانت البطارية تعمل، فإن وجود خدش أو تمزق في الغلاف البلاستيكي قد يسبب ماس كهربائي داخل الجهاز.

لضمان تجربة آمنة وفعّالة عند استخدام أجهزة الفيب، هناك مجموعة من الممارسات اليومية التي يمكن اعتمادها دون عناء كبير ولكنها تُحدث فارقًا كبيرًا على مستوى السلامة.

أولًا، تأكد دائمًا من استخدام حافظات سيليكون أو علب مخصصة عند حمل بطاريات قابلة للإزالة مثل 18650، خاصة إذا كنت تضعها في حقيبة أو جيب يحتوي على عناصر معدنية.

ثانيًا، احرص على عدم شحن جهازك على أسطح قابلة للاشتعال مثل الوسائد أو الأرائك، إذ يمكن لأي خلل أثناء الشحن أن يتحول إلى حريق في ثوانٍ.

ثالثًا، تجنب استخدام الجهاز أثناء الشحن، خصوصًا في الأجواء الحارة، لأن ذلك يضاعف درجة الحرارة الداخلية للبطارية. من المهم أيضًا إبقاء الجهاز بعيدًا عن متناول الأطفال وعن الأماكن المعرضة مباشرة لأشعة الشمس.

وأخيرًا، لا تخزن البطاريات في أماكن شديدة الرطوبة أو الحرارة مثل المطبخ أو الحمام أو صندوق السيارة. هذه الخطوات البسيطة، إن التُزِم بها، يمكن أن تقلل بشكل كبير من خطر أي حادث غير متوقع وتضمن سلامة طويلة المدى للمستخدم وجهازه.

ملاحظات حول السلامة

معظم الشركات المصنعة لأجهزة الفيب تأخذ سلامة المستخدم على محمل الجد، ولذلك تُرفق أجهزة الفيب الحديثة عادةً بأنظمة أمان داخلية متقدمة، مثل الحماية من الشحن الزائد، والحماية من التيار العالي، وحتى مستشعرات لدرجة الحرارة.

ومع ذلك، فإن هذه الحماية لا تُغني عن وعي المستخدم. فالشركات تنص صراحة في كتيبات الاستخدام على أن تشغيل الأجهزة خارج نطاق درجات الحرارة الموصى بها (عادة بين 0 إلى 45 درجة مئوية) قد يؤدي إلى تلف غير قابل للإصلاح. كما تنصح بعدم استخدام أجهزة الشحن العامة أو المشتركة مع أجهزة أخرى، وتشجع على استخدام الشواحن الأصلية المتوافقة مع مواصفات الجهاز.

إلى جانب ذلك، يتم توجيه المستخدمين إلى استبدال البطارية عند أول ظهور لأي علامات تلف أو خلل. هذا النوع من التوصيات يعكس وعي المصنعين بأهمية دور المستخدم في منظومة الأمان، فمهما بلغت أنظمة الحماية من التقدم، فإن الإهمال البشري يبقى العامل الأكثر خطرًا في المعادلة.

خلاصة القول

بطاريات أجهزة الفيب، وإن كانت آمنة في ظروف التشغيل العادية، تصبح عرضة للخطر في حال التعرض لظروف غير مناسبة، خصوصًا درجات الحرارة المرتفعة. الانفجارات التي نسمع عنها لا تحدث بسبب “الفيب” كجهاز، بل بسبب البطاريات وسوء التعامل معها. لذا، فإن التوعية والتصرف الذكي هما خط الدفاع الأول ضد هذه الحوادث.

تعرف على علاقة الحرارة المرتفعة بانفجار بطاريات أجهزة الفيب، وكيف تحمي نفسك منها عند استخدام السجائر الإلكترونية في الأجواء الحارة.

 

اشترك في النشرة الإخبارية

انضم إلى اكثر من 8000 مشترك في نشرة اخبار Vaping Post. لتبقى على اطلاع بجميع أخبار السجائر الالكترونية