انخفاض عدد المدخنين في البلدان التي تقدم بدائل أقل ضررا. دراسة تبحث في تطور معدلات التدخين في عدد من الدول حول العالم.
عندما تتواجد البدائل، يتقبلها المدخنون
في ديسمبر 2022 ، أجرى الطبيب السويدي كارل فاجرستروم، دراسة (1) تبحث في تطور معدل انتشار التدخين في عدة دول في العالم. جمع الباحث بين البلدان التي يرتفع فيها نسبة استخدام المنتجات البديلة للنيكوتين، وقارنها بتلك البلدان التي لايتم فيها الترويج لها من قبل حكوماتها والتي يعتبر استخدام هذه المنتجات قليل جدًا.
بالنسبة للمجموعة الأولى، كانت الدول المختارة هي المملكة المتحدة والسويد والنرويج ونيوزيلندا واليابان، والتي تروج جميعها لبدائل النيكوتين مثل السجائر الإلكترونية أو سجائر التبغ المسخن أو حتى اكياس التبغ(الذي يتم مضغه).
أما المجموعة الثانية تتكون من متوسط 27 دولة تشكل الاتحاد الأوروبي وأستراليا.
جميع البيانات التي تم جمعها جاءت من أكبر المسوحات الوطنية وهي نفس تلك التي تستخدم لإبلاغ منظمة الصحة العالمية عن معدل انتشار التبغ في بلد ما.
الـ SNUS او اكياس النيكوتين هو أحد منتجات التبغ الذي لا يدخن يتم استخدامه عبر الفم وذلك عن طريق وضعه عادة خلف الشفة العليا، ويأتي على شكل أكياس صغيرة، ويستخدم بشكل أساسي في السويد والنرويج.
التشجيع على استخدام السجائر الإلكترونية يقلل من عدد المدخنين
المملكة المتحدة مقارنةً مع أوروبا
على الرغم من انخفاض معدل انتشار التدخين مقارنة بالسجلات الأولى، فقد شهدت المملكة المتحدة انخفاضًا حادًا في عدد المدخنين (-4%) مقارنة بدول الاتحاد الأوروبي (-2%).
بينما في المملكة المتحدة، 6.4% من السكان يستخدمون السجائر الإلكترونية، مقابل 2% فقط في أوروبا التي تتكون من 27 دولة.
نيوزيلندا مقارنةً مع أستراليا
بالنسبة لهذه الدولتين فهي متشابهة جدا. معدل انتشار التدخين كان سينخفض بنسبة 7% في نيوزيلندا، الدولة التي تشجع سكانها المدخنين على التحول إلى السجائر الإلكترونية. أما في أستراليا هذا الرقم كان سينخفض بنسبة 5.3% فقط ، حيث شروط الوصول إلى السجائر الإلكترونية معقدة للغاية.
كما أن منحنى نيوزيلندا أكثر خطية او اكثر استقرارا بكثير من منحنى أستراليا، الذي على ما يبدو أن عدد المدخنين يزيد من سنة إلى أخرى، في حين أنه يتناقص تقريبًا في نيوزيلندا.
عندما يسمح بأكياس التبغ – SNUS ، ينخفض عدد المدخنين بشكل كبير
السويد والنرويج مقارنةً مع فنلندا والدنمارك
في حين أن استخدام أكياس التبغ منتشرة على نطاق واسع في السويد والنرويج، إلا أن الأمر ليس كذلك في الدنمارك وفنلندا لأن المنتج محظور هناك.
ونتيجة لذلك، شهدت السويد والنرويج انخفاضًا حادًا في عدد المدخنين واستقر عند (6% في السويد و 8% في النرويج)، مقارنة بـ 12% في فنلندا و13% في الدنمارك.
وتشير أحدث البيانات المتاحة (2021) إلى أن الاستخدام اليومي لاكياس التبغ في السويد سيبلغ 13% في السويد، و15% في النرويج.
التبغ المسخن كعلاج للتدخين التقليدي
اليابان مقارنةً مع أستراليا
منذ طرحه في عام 2015، أصبح التبغ المسخن أكثر شيوعًا في اليابان. وعلى ما يبدو أنه يحل تدريجيا محل التدخين بين السكان. وكما يشير كارل فاجرستروم، فمن المثير للاهتمام أن نلاحظ أن معدل انتشار التدخين في البلاد أقل حتى من نظيره في أستراليا، على الرغم من سياسة مكافحة التدخين الأكثر صرامة.
يتخلى الشباب عن التبغ عندما يتم تقديم بديل
يشير الطبيب في استنتاجاته إلى أن «البيانات التي تم فحصها تشير إلى أن استبدال منتجات التبغ المحروق بمنتجات أخرى تحتوي على النيكوتين يمكن أن يساعد في تقليل معدلات التدخين».
ويشير أيضًا إلى أنه في البلدان التي يتم فيها تشجيع استخدام المنتجات البديلة للسجائر، يتجه فيها الشباب نحو هذه المنتجات بدلاً من التدخين.
في العام الماضي فقط ، كان 1% فقط من النرويجيين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عامًا يدخنون بشكل يومي. وكانت هذه النسبة 3% في السويد لمن تتراوح أعمارهم بين 16 و29 عامًا، و1.3% في نيوزيلندا لمن تتراوح أعمارهم بين 14 و15 عامًا.
في 35 دولة تمت دراستها كجزء من مشروع مسح المدارس الأوروبية لعام 2019 حول الكحول والمخدرات الأخرى (ESPAD)، كان هذا المعدل في المتوسط 10٪، أو ما بين 3 إلى 10 مرات أعلى.
“من المفهوم أننا نشعر بالقلق تجاه الشباب الذين يستخدمون النيكوتين أو التبغ، خاصة وأن الانخفاض في التدخين في جميع هذه البلدان كان مصحوبًا بزيادة في استخدام اكياس التبغ أو السجائر الإلكترونية، كما يشير كارل فاجرستروم.
ولكن نقلاً عن ديبورا هارت، مديرة “من منظمة العمل من أجل التدخين والصحة في نيوزيلندا، يعد هذا أكبر انخفاض في معدلات التدخين بين الشباب خلال عقد من الزمن، ومن المشجع للغاية أن نرى الشباب يقودون التقدم نحو مدينة أوتياروا خالية من التدخين.”
نبذة عن كارل فاجرستروم
ولد كارل فاجرستروم في السويد عام 1946، وسرعان ما افتتح عيادة للإقلاع عن التدخين بعد دراسته. اخترع اختبار الاعتماد على النيكوتين الذي يحمل اسمه، وهو معترف به في جميع أنحاء العالم ولا يزال يستخدم على نطاق واسع حتى اليوم. في عام 1981، حصل على درجة الدكتوراه بأطروحة عن النيكوتين وأصبح رئيس تحرير المجلة الطبية الاسكندنافية للعلاج السلوكي.
ثم عمل لمدة 15 عامًا تقريبًا في شركة Pharmacia & Upjohn كمدير للمعلومات العلمية لمنتجات بدائل النيكوتين. وبعد ذلك، ساهم في تطوير بدائل النيكوتين مثل اللاصقات والبخاخات أو حتى أكياس التبغ وأجهزة الاستنشاق.
كارل فاجرستروم هو أيضًا عضو مؤسس في جمعية أبحاث النيكوتين والتبغ (SRNT) ومحرر مشارك في مجلة أبحاث النيكوتين والتبغ.
(1) Fagerström, K. Can alternative nicotine products put the final nail in the smoking coffin?. Harm Reduct J 19, 131 (2022). https://doi.org/10.1186/s12954-022-00722-5