نتائج مشجعة حتى بعد الأربعين

كشفت دراسة دولية حديثة نُشرت في مجلة The Lancet Healthy Longevity أن الإقلاع عن التدخين، حتى في منتصف العمر أو بعده، يمكن أن يُحدث فرقًا حقيقيًا في صحة الدماغ. فالباحثون في University College London (UCL) حللوا بيانات أكثر من 9400 شخص من 12 دولة، جميعهم في عمر الأربعين أو أكبر، ولاحظوا أن من أقلعوا عن التدخين أظهروا تباطؤًا ملحوظًا في تدهور الذاكرة والطلاقة اللفظية مقارنة بمن استمروا بالتدخين.

وبحسب الدراسة، فإن تراجع القدرات المعرفية كان أبطأ بنسبة تقارب 20 % لدى المقلعين، بل إن قدرتهم على التحدث والتعبير اللفظي ظلت أفضل بفارق واضح حتى بعد مرور ست سنوات من الإقلاع.

قرار الإقلاع ليس له عمر

عادةً ما يربط الناس فوائد التوقف عن التدخين بالشباب أو الأشخاص في بدايات الثلاثين من العمر، لكن هذه الدراسة تؤكد أن الدماغ يستفيد من الإقلاع في أي مرحلة عمرية. فحتى من قرر الإقلاع بعد عقود من التدخين، لاحظ الباحثون لديه تحسنًا تدريجيًا في الأداء الذهني بمرور الوقت.

يقول فريق الباحثين إن هذه النتائج “تبعث برسالة أمل واضحة: الإقلاع عن التدخين في أي عمر يمكن أن يحمي الدماغ من التدهور المعرفي ويقلل خطر الخرف”.

اعتمدت الدراسة على ثلاث قواعد بيانات دولية ضخمة هي:

– English Longitudinal Study of Ageing (ELSA)
→ الدراسة الطولية الإنجليزية حول الشيخوخة

– Health and Retirement Study (HRS)
→ دراسة الصحة والتقاعد

– Survey of Health, Ageing and Retirement in Europe (SHARE)
→ المسح الأوروبي للصحة و الشيخوخة والتقاعد

وبفضل هذه الدراسات، تمكن الباحثون من تتبع أداء المشاركين في اختبارات الذاكرة و الطلاقة الكلامية على مدى سنوات طويلة. وبعد مطابقة النتائج وفق العمر والجنس ومستوى التعليم، تبيّن أن التدهور العقلي يتباطأ بوضوح لدى من توقفوا عن التدخين، مقارنة بمن استمروا في استهلاك السجائر يوميًا.

التدخين وتأثيره على الدماغ

هل نحن مبرمجون على التدخين

توضح الأبحاث السابقة أن التدخين يسرّع شيخوخة الدماغ عبر تدمير الأوعية الدقيقة وتقليل تدفق الأوكسجين، ما يؤثر على الذاكرة والانتباه. كما يزيد من خطر الجلطات الدماغية التي تُعدّ أحد الأسباب المبكرة للتدهور المعرفي.

لذلك، فإن أي خطوة نحو الإقلاع تعني بالضرورة تحسينًا تدريجيًا في وظيفة الدماغ، حتى وإن لم يكن التعافي كاملاً.

في سياق متصل، يرى العديد من الخبراء أن أدوات الفيب (السجائر الإلكترونية) يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في هذا المسار، كونها تساعد ملايين المدخنين حول العالم على ترك السجائر القابلة للاحتراق، وبالتالي الحدّ من أضرارها على الرئتين والقلب والدماغ.

فمن منظور الصحة العامة، الإقلاع عن التدخين — سواء تم بشكل مباشر أو بمساعدة الفيب — يبقى الهدف الأسمى. والنتائج الجديدة من The Lancet تُعزّز هذه الفكرة: الاستفادة لا تتوقف عند الرئتين، بل تمتد إلى الذاكرة والتركيز وجودة الحياة الذهنية.

ورغم قوة النتائج، أشار الباحثون إلى أن الدراسة رصدية، أي أنها تلاحظ العلاقة دون أن تثبت السبب بشكل قاطع. لذلك، يحتاج الأمر إلى مزيد من الأبحاث لتحديد المدة المثلى للإقلاع، وما إذا كان التباطؤ في التدهور المعرفي يمكن أن يمنع فعليًا تطوّر الخرف.

لكن حتى مع هذه التحفظات، تبدو الرسالة العامة واضحة:
لم يفت الأوان بعد لتقليل الضرر. الإقلاع عن التدخين مفيد في أي سن.

خلاصة القول

خلاصة القول

الدراسة البريطانية تضيف دليل جديد إلى أدلة علمية متزايدة تؤكد أن الدماغ — مثل الرئتين والقلب — قادر على التعافي إذا توقف التعرض للسموم الناتجة عن احتراق التبغ.

ومع وجود أدوات مثل الفيب التي أثبتت فعاليتها في مساعدة المدخنين على التوقف، يمكن القول إن الإقلاع لم يعد حلمًا بعيد المنال، بل خطوة ممكنة في أي مرحلة من العمر.

20 أداة و طريقة للإقلاع عن التدخين

اشترك في النشرة الإخبارية

انضم إلى اكثر من 8000 مشترك في نشرة اخبار Vaping Post. لتبقى على اطلاع بجميع أخبار السجائر الالكترونية

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments