تلقّينا في الفترة الأخيرة عددًا كبيرًا من الأسئلة من مستخدمي السجائر الإلكترونية (الفيب)، يتساءلون عمّا إذا كانت المملكة العربية السعودية قد حظرت استخدام أو حمل هذه الأجهزة عند السفر إليها، خاصة بعد أن تناقلت بعض وسائل الإعلام أخبارًا تفيد بأن مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة قام بحظر دخول الفيب بشكل كامل.
هذه الأخبار – سواء كانت نتيجة سوء فهم أو نقل غير دقيق – أثارت حالة من القلق بين مستخدمي الفيب، لا سيما أولئك الذين يعتمدون عليه كوسيلة بديلة أقل ضررًا من التدخين التقليدي. ومن هنا، نضع بين أيديكم هذا المقال لتوضيح الحقيقة استنادًا إلى البيانات الرسمية، وتحليل موضوعي لما تم تداوله إعلاميًا.
ما حقيقة قرار مطار جدة بشأن الفيب؟
في الأيام الأخيرة، تداولت وسائل إعلام محلية وعربية خبرًا يفيد بأن مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة أدرج السجائر الإلكترونية ضمن قائمة المواد المحظور إدخالها إلى المملكة. وقد تم تضخيم الخبر من خلال عناوين مثل: “حظر دخول الفيب في السعودية”، أو “منع السجائر الإلكترونية عند الوصول”، وهو ما ساهم في خلق حالة من الالتباس.
تأكد من عدم حملك لإحدى هذه المواد عند قدومك إلى #مطار_الملك_عبدالعزيز.#خدمتكم_شرف#يسر_وطمأنينة pic.twitter.com/6fVlulv7nd
— مطار الملك عبدالعزيز الدولي (@KAIAirport) May 29, 2025
لكن بالعودة إلى المصدر الرسمي، نجد أن إدارة المطار نشرت قائمة محدثة تضم 12 مادة محظورة، من بينها بند محدد نصه: “الفيب الذي يحتوي على نكهات مواد مخدرة”. بمعنى أوضح، الحظر لا يشمل جميع أجهزة الفيب أو السوائل الإلكترونية، بل يقتصر على تلك التي تحتوي على مواد محظورة قانونيًا، كالمواد ذات التأثير النفسي أو المخدر.
للأسف، لم تُوضح العديد من وسائل الإعلام هذا الفارق الجوهري، ما أدى إلى نقل صورة غير دقيقة ومضللة. وقد لاحظنا في أن عدداً كبيراً من المسافرين ومستخدمي الفيب بدأوا يتداولون هذه الأخبار دون الرجوع إلى البيان الأصلي أو قراءة الصورة التوضيحية الرسمية، والتي فرّقت بوضوح بين الفيب العادي والفيب المضاف إليه مواد محظورة.
هذا الخلط الإعلامي – سواء كان متعمداً أو عشوائياً – لا ينعكس فقط سلباً على وعي المستخدم، بل يؤثر أيضاً على صورة المملكة التنظيمية، حيث يبدو الأمر وكأنه قرار عام ضد الفيب، في حين أن الواقع مختلف تماماً.
الفيب في السعودية : ما هو الموقف الرسمي؟
حتى لحظة نشر هذا المقال، لا يوجد أي قرار رسمي في السعودية يمنع السجائر الإلكترونية أو أجهزة الفيب بشكل عام. بل على العكس، هذه المنتجات متوفرة في الأسواق المحلية وتخضع لتنظيم واضح وصارم من قبل الهيئة العامة للغذاء والدواء، وهي الجهة المخولة بتنظيم سوق منتجات التبغ والبدائل النيكوتينية.
في أكتوبر 2021، أصدرت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك قرارًا مهمًا يقضي بـ منع الاستيراد غير التجاري لمنتجات السجائر الإلكترونية، بما في ذلك الأجهزة والسوائل الإلكترونية. ويعني ذلك أن المسافرين لم يعودوا قادرين على إدخال كميات كبيرة من هذه المنتجات عبر حقائبهم الشخصية بقصد البيع أو التوزيع، بينما يسمح بحمل كميات محدودة للاستخدام الشخصي.
هذا القرار لم يكن موجّهًا ضد مستخدمي الفيب، بل يهدف إلى تنظيم السوق وحماية المستهلك من المنتجات غير الموثوقة أو المهربة، خصوصًا تلك التي لا تحمل ترخيصًا من الجهات المختصة. كما يضمن هذا التنظيم أن تكون جميع المنتجات المتداولة في المملكة مطابقة للمعايير الصحية، سواء من حيث مكونات السوائل أو آلية التصنيع والتغليف.
أما فيما يتعلق بالتحذير الصادر مؤخرًا عن إدارة مطار الملك عبد العزيز، فهو لا يغيّر من هذا الموقف التنظيمي، بل يشدد فقط على منع دخول الأجهزة أو السوائل الإلكترونية التي تحتوي على مواد محظورة قانونيًا، مثل المواد المخدرة أو ذات التأثير النفسي.
إذا كنت مستخدمًا للفيب وتحمل جهازًا وسوائل إلكترونية من مصادر موثوقة ومعتمدة، وخالية من أي مواد ممنوعة، فإن حملك لهذه المنتجات للاستخدام الشخصي لا يُعد مخالفة، ولا يعرضك لأي مساءلة قانونية عند الدخول إلى المملكة.
توصيات للمسافرين
قبل السفر إلى أي دولة، من المهم أن يكون مستخدمو السجائر الإلكترونية على دراية بالقوانين المحلية التي تنظم استخدام وحمل هذه المنتجات. تختلف اللوائح من بلد إلى آخر، بل أحيانًا من مطار إلى آخر، وقد يؤدي عدم الالتزام بها إلى مصادرة الأجهزة أو حتى التعرض للمساءلة.
وبما أن بعض الدول – مثل السعودية – تسمح باستخدام الفيب ضمن شروط محددة، في حين تتبنى دول أخرى سياسات أكثر صرامة أو ضرائب مرتفعة كما تطالب به حاليًا بعض الدول الأوروبية، فإن التخطيط المسبق والسفر الواعي هما أساس تجربة سلسة وخالية من المفاجآت.
لهذا، نقدم فيما يلي أهم التوصيات للمسافرين، إلى جانب رابط دليل شامل يحتوي على أبرز النصائح الخاصة باستخدام الفيب أثناء السفر.
- احرص على أن تكون السوائل الإلكترونية أصلية ومعلّبة بشكل تجاري واضح
- تجنب تمامًا استخدام أو حمل سوائل منزلية الصنع أو مجهولة المصدر.
- احمل كميات معقولة ومخصصة للاستخدام الشخصي فقط.
- تحقق من مكونات السوائل للتأكد من خلوها من أي مواد غير قانونية.
- احتفظ بجهاز الفيب وسوائل النيكوتين في حقيبة اليد لتجنب مصادرتها عند الفحص الأمني.
- تجنب الفيب أثناء الرحلات الجوية أو في المطارات ما لم يُسمح بذلك صراحة.
هل تفكر في السفر قريبا؟ وأخذ سيجارتك الإلكترونية معك. سيخبرك هذا الدليل العملي بكل ما تحتاج لمعرفته حول الفيب عند السفر ، من الاستعدادات الأساسية للسفر إلى حيث يمكنك الفيب بأمان وأين يمكنك شراء منتجات الفيب في البلد المقصود.
للمزيد من المعلومات حول السجائر الإلكترونية عند السفر ننصحكم بزيارة هذا الدليل.
خلاصة القول
في ضوء ما سبق، من المهم التأكيد على أن المملكة العربية السعودية لم تقم بحظر شامل للسجائر الإلكترونية أو أجهزة الفيب كما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام، وإنما اقتصر التحذير على نوعية محددة من السوائل الإلكترونية التي تحتوي على مواد محظورة قانونًا، مثل المواد المخدرة أو المركبات ذات التأثير النفسي غير المصرح بها.
إن التغطيات الإعلامية التي استخدمت عبارات فضفاضة أو مثيرة مثل “منع الفيب” أسهمت في خلق صورة مشوهة عن القرار الفعلي، وأثارت القلق لدى مستخدمي الفيب سواء من داخل المملكة أو خارجها. ونحن في Vaping Post نرى أن هذا النوع من التناول الإعلامي لا يخدم الحقيقة ولا يساعد على بناء وعي صحي لدى الجمهور.
نُشيد بالخطوات التي تتخذها السلطات السعودية لحماية المجتمع من المواد الضارة، لكننا نؤكد في الوقت نفسه على أهمية عدم الخلط بين الفيب كوسيلة بديلة أقل ضررًا وبين بعض الاستخدامات غير القانونية التي تتضمن مزج الفيب بمواد محظورة.
نؤمن أن التوعية الدقيقة، والتمييز بين الاستخدام القانوني وغير القانوني، هي السبيل الأمثل للتعامل مع هذه القضايا، بدلاً من نشر الذعر أو ترويج أخبار غير دقيقة قد تؤثر سلبًا على آلاف المستخدمين الملتزمين بالقانون.
إذا كنت مسافرًا إلى المملكة وتحمل جهاز فيب وسوائل إلكترونية معروفة المصدر وخالية من المواد المحظورة، فلا داعي للقلق. فقط تأكد من مطابقة منتجاتك للمعايير القانونية، وتجنّب السوائل مجهولة المصدر أو غير المصرّح بها.
وفي النهاية، ننصح الجميع بالرجوع إلى المصادر الرسمية وتجنّب العناوين المضللة، لأن الصحة العامة، وحقوق المستخدم، والمعلومات الدقيقة تستحق منّا جميعًا الدقة والمسؤولية.