محتويات المقال :
مع وجود ملايين المسلمين حول العالم ، هنالك عدد كبير منهم من المدخنين. وبعد ان بات الفيب – السجائر الالكترونية اليوم أمرا معروفا و مشهورًا بين معظمهم. تتزايد الأسئلة بخصوص هذا الموضوع.
ما حكم السيجارة الالكترونية في الاسلام؟ هل الفيب حرام؟ هناك سوائل الالكترونية حلال؟ هل يمكنك استخدام الفيب في رمضان؟ سنجيب اليوم على جميع هذه الأسئلة.
السجائر الالكترونية ، الفيب ، الشيشة الالكترونية. توجد هناك تسميات مختلفة وكثيرة. لكن السجائر الالكترونية هي عبارة عن أجهزة تعمل ببطارية وتقوم بتسخين السوائل الالكترونية التي بداخلها (عادةً ما يحتوي على النيكوتين، لكن ليس دائمًا). محولةً إياها إلى بخار يمكن استنشاقه.
الوظيفة الرئيسية للفيب هي مساعدة المدخن على ترك التدخين الذي يعتبر أحد عوامل الخطر الرئيسية للنوبات القلبية ، السكتات الدماغية. ومرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) (بما في ذلك انتفاخ الرئة والتهاب الشعب الهوائية المزمن).
كذلك العديد من أنواع السرطان (وخاصة سرطان الرئة ، سرطان الحنجرة والفم وسرطان البنكرياس) وهو مسؤول عن الملايين من الوفيات سنويا. مع الاسف ، وعلى الرغم من جميع هذه الحقائق لا تزال الدول العربية تسجل أحد أعلى معدلات التدخين في العالم.
السجائر الالكترونية 95٪ أكثر أمانًا من التدخين
أعلنت هيئة الصحة العامة في إنجلترا (PHE) في عام 2015 رسميًا أن “السجائر الالكترونية أكثر أمانًا بنسبة 95٪ على الأقل من التدخين. بيان أكدته منظمة الصحة في 2018 تزامن مع إطلاق حملتها المسماة “PHE’s Health Harms campaign”.
بعد إجراء العديد من الدراسات والأبحاث توصلت هيئة الصحة العامة في انجلترا الى هذا الاستنتاج. حيث لم يتم تسجيل أي أضرار واضحة على المشتركين في هذه الدراسة الأعراض الوحيدة التي تم الإبلاغ عنها حاليًا عند استخدام السيجارة الالكترونية هي التهيج الموضعي للفم وجفاف الفم.
فيما يتعلق بالجهاز التنفسي ، أظهرت الأبحاث تحسنًا في حالة المدخنين المصابين بالربو. ولم تجد أي دراسة أخرى أي تأثير خطير على جسم الإنسان بعد استخدام السيجارة الالكترونية. ننصحكم بقراءة هذه الدراسة المفصلة.
هنا في Vaping Post ومنذ البداية نحمل رسالة لجميع زوار موقعنا وهي أن الفيب – السجائر الالكترونية هي وسيلة أو اداة تأخذ بأيدي المدخنين في رحلتهم في ترك هذه العادة السيئة ، وندعو غير المدخنين بأستمرار الابتعاد عن الفيب – السجائر الالكترونية.
الإسلام يحرم كل ما فيه أذى للنفس
سؤال يُطرح كثيرا في محركات البحث على الانترنيت وعلى وسائل التواصل الاجتماعي .. ما حكم استخدام السجائر الالكترونية؟ او هل الفيب حرام شرعا؟
أيا كانت الديانة التي تعتنقها فهي بالتأكيد تتضمن العديد من الضوابط والنصوص التي تبين ما هو مسموح وما هو ممنوع. مقالتنا اليوم هي عن حكم استخدام السجائر الالكترونية في الإسلام.
لا توجد نصوص صريحة حول السجائر الالكترونية في القرآن. ومع ذلك ، فإن المسلمين ليسوا مطالبين فقط بالرجوع إلى القرآن ، ولكن أيضًا إلى الأحاديث ، أي أقوال النبي محمد ﷺ وأفعاله ، وإلى الفتاوى ، أي الآراء الفقهية الصادرة عن الخبراء في الشريعة الإسلامية.
لكن قبل أن نتعمق في الإجابة التي تعتبر معقدة نوعا ما ، علينا أولا فهم ما هو أساس التحريم؟
لقد أجرينا محموعة من المقابلات مع عدد من الأئمة حول الموقف من السجائر الالكترونية في العقيدة الإسلامية. أجمعوا أن أساس التحريم إن وجد هو أذى النفس و استندوا جميعهم على الآية الكريمة من سورة البقرة [195] قوله تعالى:
حيث توضح هذه الآية الكريمة أن على المسلم الابتعاد عن كل ماقد يسبب له الاذى.
يعتبر التدخين (التبغ) كما ذكرنا سابقا أحد المسببات الرئيسية لحالات الوفاة والكثير من الأمراض الخطيرة ليس للمدخن وحسب بل لجميع من حوله من خلال ما يسمى بالتدخين السلبي. ففي هذه الحالة يعتبر التدخين محرم بنص الآية الكريمة.
بعد ان عرضنا على الأئمة العديد من الدراسات والأبحاث التي تثبت أن الأذى الناجم من استعمال الفيب – السجائر الالكترونية أقل بكثير من التدخين.
اتبعنا هذا التوضيح بسؤال عن استعمال السيجارة الالكترونية او الفيب كوسيلة لترك التدخين؟ كان الجواب مختلفا تماما. حيث أجازوا استخدام الفيب تحت شرطين الأول : ثبوت أن الفيب أقل ضررا من تدخين السيجارة وان تأثيره أقل على صحة الإنسان. و الشرط الثاني فهو استخدام الفيب كوسيلة للإقلاع عن التدخين فقط.
ومن ضمن الآراء كان رد الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية المصرية السابق في لقاء تلفزيوني ، على سؤال يقول صاحبه : “توجد الآن سيجارة الكترونية ولا تضر بالصحة كالسجائر، فهل هي حرام شرعا؟“.
وأضاف ايضا :
ماهي السوائل الالكترونية الحلال
السؤال الحقيقي هنا : “هل هناك سوائل الكترونية حلال؟. للإجابة على هذا السؤال ، علينا في البداية فهم بعض الضوابط وفهم المكونات التي تدخل في صناعة السوائل الالكترونية.
من مكونات السائل الالكتروني التي تثير الجدل :
– الكحول
استخدام الكحول في مراحل التصنيع. الكحول كما هو معروف محرم في الإسلام. ولكن ، المكونات الأساسية الموجودة عادة في السائل الإلكتروني هي (البروبيلين غليكول -Propylene glycol ، الجلسرين النباتي – Vegetable glycerin ، النكهات ، الماء ، النيكوتين والكحول).
لا يحرم الإسلام إطلاقا الكحول لغير الشرب. على هذا النحو ، يمكن للمسلم تطهير الجروح أو استخدام الكحول للأغراض الطبية او للتعقيم دون أي مشكلة خاصة في الجائحة التي نمر بها الآن. ويدخل الكحول بنسب ضئيلة جدا في صناعة الأغذية و الادوية كذلك. والمقصود هنا بالتحريم هو شرب الكحول بنية الثمل أو غياب العقل وهو ما يحرمه الإسلام.
علة التحريم في الخمر هي الإسكار ، فإذا استحال الكحول الموجود ببعض المواد الغذائية وغيرها إلى مادة أخرى غير مسكرة فقد انتفت علة التحريم ، والاستحالة عند الفقهاء : هي تحول المادة النجسة إلى مادة طاهرة تختلف تماما في صفاتها وطبيعتها عن المادة المتولدة منها.
حتى وجود بقايا رائحة الكحول في الفم نتيجة أكل بعض المطعومات أو شرب المشروبات أو التطهر ببعض المنظفات التي يتشربها الجلد فلا تأخذ حكم الخمر المسكر ولا حرج من استعمالها لأن المأكول والمشروب ليس خمرا “
لذلك ، فإن السؤال الذي يجب الإجابة عليه في هذه الحالة سيكون: هل استنشاق الكحول بهذه النسب يعادل شربه؟ يبدو أن الإجابة هي لا ، فإن استنشاق الكحول على شكل بخار لا يمكن أن ينتج عنه تلك التأثيرات كما لو قمت بشربه. فمن المستحيل أن تثمل عن طريق استنشاق البخار عند الفيب.
– احتواء السائل على مواد محرمة
نقصد بهذا استعمال مواد مشتقة من دهن الخنزير مثلا وليست من أصل نباتي. والإجابة هنا : لم يتم بتاتا تسجيل أي حالة استخدمت فيها الشركات المصنعة للسوائل الإلكتروني هذه المواد. ولكن للخروج من دائرة الشك يمكنك وبكل سهولة التأكد عن طريق قراءة مكونات السائل الإلكتروني المكتوبة دائما على العلبة.
– النيكوتين
بالتأكيد أن تعاطي النيكوتين بجرعات عالية جدا يضر بصحة الإنسان وقد يؤدي للموت ولكن نسب النيكوتين الموجودة في السجائر الالكترونية قليلة جدا وهي نسب تكون تحت السيطرة الكاملة لمستخدم الفيب. بإمكان المستخدم التحكم بهذه النسب كما يشاء.
تأثير النيكوتين بهذه النسب القليلة يمكن مقارنته بالتأثير الناتج من الكافيين الموجود في القهوة. في الواقع المشاكل الصحية التي يسببها التبغ ليس سببها النيكوتين ، ولكن بسبب المواد الكيميائية الناتجة عن الاحتراق والتي يستنشقها المدخن.
وهذا لايعني ان النيكوتين خالي من الأضرار تماما ، لذلك نعود لكلام الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية المصرية السابق ، أن السجائر الالكترونية أخف ضررا ، ولا يوجد مانع من اتباع هذه الوسيلة من باب أن ارتكاب أخف الضررين في سبيل الإقلاع عن آفة التدخين.
لمزيد من المعلومات حول النيكوتين يمكنكم قراءة مقال : ماهو النيكوتين.
مصداقية السوائل الحلال
توجد بعض السوائل الالكترونية التي تباع على انها منتجات حلال. هل هي حقا كذلك؟
ببساطة ، الموضوع عبارة عن شهادة صنع. تحصل الشركة المنتجة للسوائل على شهادة (حلال) يتم وضعها على منتجاتها.
للحصول على شهادة تؤكد أن المنتج حلال و مطابق لتعليمات الشريعة الاسلامية ، تقوم الشركة المنتجة بإرسال طلب للحصول على إصدار شهادة حلال .حيث تقوم الجهة المانحة بإرسال المتطلبات ونموذج الطلب. عند اكتمال المتطلبات تقوم الجهة المانحة بتقييم أهليّة المنشأة ويتم الرد بناء على ذلك.
بعد استيفاء الشروط يتم إرسال الاتفاقية بالعرض المالي للعميل وتوقيعها من قبل الطرفين. بعد التوقيع يقوم فريق التدقيق بزيارة المصنع للتأكد من مطابقة المواصفات والمقاييس المعتمدة لدى مركز حلال. بناء على نتيجة زيارة فريق التدقيق تقوم لجنة خاصة باتخاذ القرار بالموافقة أو الرفض.
يوجد الكثير من المنتجات التي لا تحتوي على شهادة الحلال ولكنها كذلك ، بالرغم من أنها تستوفي جميع المعايير.
الفيب في رمضان
من الأسئلة المطروحة أيضا ، هل يعتبر الفيب من المفطرات؟
الجواب على هذا السؤال هو نعم. الصيام شرعاً يأتي بمعنى الامتناع والإمساك بنيَّة عن مُفسدات الصوم وعن جميع المُفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشّمس. وكل ما يدخل جوف الصائم عمدا يعتبر من المفطرات.
ويقصد بالجوف هنا المعدة وكما هو معروف فإن الدخان في حالة التدخين والبخار عند استعمال السجائر الالكترونية يدخل الجوف.
بالرغم من اختلاف المذاهب والفرق ، فبعضهم من يجيز التدخين و الفيب والبعض الآخر لا يجيزه ، ولكن علينا أن نتأمل دائما المعنى الحقيقي الكامن خلف الصيام ، فهو الامتناع عن اللذات أي كانت.
عملنا هو جمع أكبر كم ممكن من الحقائق وتقديمها لقرائنا. لذلك ، الأمر متروك لك في النهاية لاتخاذ القرار.
لايزال لديك بعض الاسئلة .. لاتقلق بأمكانك ارسال سؤالك وسنجيب عليه .. شاركنا رأيك
انت تسأل , ونحن نجيب
اسئلة الزوار