على الرغم من بعض القيود، تكشف دراسة VERITAS عن عدم وجود اختلاف كبير في أعراض الجهاز التنفسي بين المجموعة التي استخدمت السجائر الإلكترونية ومجموعة غير المدخنين.
- لم تبلغ المجموعة التي استخدمت السجائر الالكترونية عن تأثيرات في الجهاز التنفسي أعلى بكثير من مجموعة غير المدخنين.
- نتائج هذه الدراسة مطمئنة فيما يتعلق بتأثيرات السجائر الالكترونية على صحة الجهاز التنفسي.
- البحث لديه العديد من القيود التي ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار.
بحث جديد من مركز CoEHAR حول السجائر الالكترونية
قبل عدة أشهر، نشرنا أنه سيتم قريب نشر دراسة VERITAS (Vaping Effects : Real-world InTernAtional Surveillance). بدأت هذه الدراسة في عام 2023، وتهدف إلى دراسة التأثيرات السجائر الإلكترونية على صحة الجهاز التنفسي للاشخاص الذين لم يدخنوا أبدا.
وهو بحث يصعب إجراؤه لأنه كان من الضروري العثور على مشاركين يستخدمون السجائر الإلكترونية دون أن يكونوا قد دخنوا في الماضي. وقبل أيام قليلة، نُشرت نتائج VERITAS في المجلة الطبية Scientific Reports1.
ما يقرب من 750 مشاركا
في هذا البحث، قام فريق البروفيسور ريكاردو بولوسا، المعروف بدراساته العديدة المتعلقة بـ السجائر الإلكترونية، بتجنيد 748 مشاركًا في هذه الدراسة.
المشاركين الذين يبلغ عددهم 471 يشكلون مجموعة من مستخدمي السجائر الإلكترونية. ممن استخدموا سيجارة إلكترونية مرة واحدة على الأقل خلال الأيام السبعة الماضية، وأن يكونوا قد دخنوا أقل من 100 سيجارة قابلة للاحتراق في حياتهم، ولم يستخدموا منتجات أخرى من التبغ أو تحتوي على النيكوتين.
ويمثل المشاركون الـ 257 الباقون المجموعة المقابلة. كان عليهم أن يستوفوا نفس المعايير، ولكن دون استخدام السجائر الإلكترونية.
المنهجية
طُلب من جميع المشاركين إكمال استبيان لتقييم تكرار حدوث الأعراض التنفسية التالية:
- السعال الصباحي المصحوب ببلغم أو مخاط.
- السعال بشكل متكرر خلال النهار.
- المعاناة من ضيق في التنفس، مما يجعل من الصعب القيام بالمهام اليومية العادية.
- صعوبة التنفس أثناء الأنشطة اليومية العادية.
- وجود صفير أو صوت رنين في الصدر في الأوقات التي لا يتم فيها ممارسة أي نشاط بدني.
كانت الإجابات مختلفة ويتم تقييمها بعدد من النقاط:
- أبدًا: 0 يومًا في آخر 30 يومًا = نقطة واحدة
- نادرًا: من 1 إلى 5 أيام في آخر 30 يومًا = 2 نقطة
- في بعض الأحيان: من 6 إلى 15 يومًا = 3 نقاط
- معظم الأيام: من 16 إلى 29 يومًا = 4 نقاط
- كل يوم = 5 نقاط
النتائج
كما يشير الباحثون في هذه الدراسة، فإن غالبية مستخدمي السجائر الإلكترونية (85٪ أو أكثر) أفادوا أنهم لم يواجهوا أبدًا أيًا من الأعراض الخمسة المذكورة، “وهو أقل من العتبة المثالية للتمييز بين المشاركين الذين لديهم (أو بدون) تشخيص لأمراض الجهاز التنفسي.
بعد ضبط بعض المتغيرات المشتركة (تأثيرات العمر والجنس والحالة المهنية ومستوى التعليم)، كان لدى مجموعة مستخدمي السجائر الإلكترونية تكرار أعلى لاعراض الجهاز التنفسي. ومع ذلك، كان متوسط الفرق 0.18 فقط. في حين أن وجود فرق اكثر من 0.57 ضروريًا للحصول على الفرق اللازم لإثبات وجود فرق كبير سريريا.
وقد تكرر هذا النقص في الاختلاف أيضًا عندما درس الباحثون كل عرض من الأعراض على حدة. وكان أكبر اختلاف لوحظ في أعراض الصفير، حيث كان الفرق بين المجموعتين 0.24، وهو لا يزال أقل من نصف الرقم اللازم لإثبات وجود فرق كبير سريريا.
يبدو من المهم أيضًا ملاحظة أن تاريخ التدخين (أقل من 100 سيجارة مدخنة إجمالاً في حياة المشترك) كان أعلى في مجموعة مستخدمي السجائر الإلكترونية (30.8% من المشاركين مقارنة بـ 12.1% في المجموعة الاخرى)، بالاضافة الى أن استخدام منتجات التبغ الأخرى أو المنتجات التي تحتوي على النيكوتين، كان بنسبة 18.1% بين مستخدمي السجائر الإلكترونية و5.8% للمجموعة الأخرى.
ختاماً
هذه الدراسة مثيرة للاهتمام، نظرًا لأن القليل من الدراسات تنجح في ايجاد مستخدمي السجائر الالكترونية الذين لم يدخنوا أبدًا خلال حياتهم. تظهر نتائجها أن أعراض الجهاز التنفسي بين مستخدمي السجائر الالكترونية وغير المدخنين متشابهة بشكل عام، على الرغم من أن مستخدمي السجائر الإلكترونية يبلغون عن الأعراض في كثير من الأحيان أكثر من المجموعة الاخرى، خاصة في التكرارات “النادرة” أو “العرضية”.
بالنسبة للعلماء والباحثين، يمكن تفسير هذا الاختلاف جزء التأثيرات السلبية لـ السجائر الالكترونية.
حدود يجب مراعاتها
ومع ذلك، يجدر بنا الإشارة إلى أن هذه الدراسة لديها العديد من القيود.
أولاً، نظرًا لطبيعة الدراسة المقطعية والرصدية، فإن هذا البحث لا يجعل من الممكن إنشاء علاقة سببية بين استخدام السجائر الإلكترونية و أعراض الجهاز التنفسي. صحيح أن مجموعة السجائر الإلكترونية أبلغت عن أعراض في الجهاز التنفسي، لكن المشاركون في هذه المجموعة كانوا أكثر عددًا ممن أعلنوا عن تاريخ في التدخين. حيث كان غالبيتهم ممن قد دخن 100 سيجارة كحد أقصى خلال حياتهم.
لم يتم أيضًا دراسة بعض العوامل التي يمكن أن تشوه النتائج، مثل التعرض للملوثات البيئية في الحياة المهنية، أو حتى تدخين مواد أخرى. على سبيل المثال، عندما أبلغ بعض المشاركين عن تدخين منتجات غير النيكوتين، ربما كان الحشيش أو مادة أخرى يمكن أن يكون لها آثار على أعراض الجهاز التنفسي.
وأخيرا يجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة أجريت عبر الإنترنت، بناء على تصريحات المشاركين. بمعنى آخر، لم تخضع الأعراض التنفسية التي أعلن عنها المشاركون لأي مراقبة طبية.
ولذلك توفر هذه الدراسة بيانات جديدة مطمئنة فيما يتعلق بتأثيرات السجائر الإلكترونية على صحة الجهاز التنفسي، ولكن نتائجها يجب أن تظل خاضعة لبعض القيود.
المصدر :
1 Goicoechea, J.Z., Boughner, A., Lee, J.J.C. et al. Respiratory symptoms among e-cigarette users without an established smoking history in the VERITAS cohort. Sci Rep 14, 28549 (2024). https://doi.org/10.1038/s41598-024-80221-8