في عصر يشهد تحولات جذرية نحو أساليب حياة أكثر صحة، تأتي السجائر الإلكترونية لتلعب دورا رئيسيا في معركة الإقلاع عن التدخين. دراسة سعودية حديثة من جامعة الملك عبد العزيز تلقي الضوء على هذا التحول ، مؤكدة على فعالية السجائر الإلكترونية كأداة مساعدة في هذا الطريق الصعب.
رؤية جديدة نحو مستقبل بلا دخان
الباحثون في كلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز أجروا دراسة شاملة بهدف تقييم فعالية السجائر الإلكترونية في مساعدة الأفراد على الإقلاع عن التدخين، بالإضافة إلى فحص مدى أمانها كبديل لسجائر التبغ التقليدية.
شارك في الدراسة 263 طالبًا وطالبة، بنسبة 39.1% من الإناث و60.9% من الذكور. من بين هؤلاء، تم تصنيف 49 طالبًا كمدخنين سابقين، بينما كان الـ 86 الباقون لا يزالون يدخنون.
أساليب البحث: تحليل دقيق لسلوكيات التدخين
في تحليل أنماط التدخين، وجد الباحثون أن 23 شخصاً (17.3%) من المشاركين يستخدمون سجائر التبغ التقليدية، في حين أن 90 شخصاً (67.7%) يفضلون السجائر الإلكترونية. الـ 20 شخصاً المتبقين (15%) يستخدمون أنواع أخرى من منتجات التبغ.
وبالنظر إلى المدخنين، كان 36.1% منهم يستخدمون السجائر الإلكترونية بالتزامن مع التبغ العادي، في محاولة لتقليل استهلاكهم للتبغ.
النتائج: إثبات الفعالية وتغيير الأفكار
كشفت الدراسة أن عدداً ملحوظاً من طلاب الطب نجحوا في الإقلاع عن التدخين بفضل السجائر الإلكترونية. هؤلاء الطلاب يعتبرون السجائر الإلكترونية عاملاً مساهماً رئيسياً في نجاحهم، مما يعيد تأكيد فعاليتها كوسيلة مساعدة في الإقلاع عن التدخين.
كما أن العديد من المشاركين اعتبروا السجائر الإلكترونية من أكثر الاستراتيجيات نجاحًا للذين يرغبون في الاقلاع عن التدخين او لتقليل استهلاكهم الإجمالي للتبغ، مما يعكس إمكانية تطبيقها على نطاق أوسع.
فهم أعمق لـ السلوكيات والتوجهات
تُظهر هذه النتائج التحول في السلوكيات والتصورات نحو التدخين والبدائل المتاحة. السجائر الإلكترونية، التي كانت ذات يوم موضوع جدل، أصبحت الآن تُنظر إليها كأداة فعّالة وآمنة نسبيًا للإقلاع عن التدخين. هذه الرؤية الجديدة تعكس التغيير في العقلية العامة حول أساليب الإقلاع عن التدخين والبحث عن بدائل صحية.
نتائج هذه الدراسة لا تقتصر فقط على الجوانب الطبية، بل يمكن أن تؤثر أيضًا على السياسات الصحية المتعلقة بالتدخين. بفهم أفضل لفعالية السجائر الإلكترونية، يمكن لصانعي القرار تطوير استراتيجيات أكثر فعالية للحد من التدخين وتشجيع الأساليب الأكثر أمانًا للإقلاع.
تشكل هذه الدراسة نقطة تحول في رحلة الإقلاع عن التدخين. السجائر الإلكترونية، التي تُعتبر الآن أحد أهم الأدوات الفعّالة والآمنة ، تفتح الباب أمام مستقبل يخلو من أضرار التدخين التقليدي. مع تزايد الأدلة على فعاليتها، تصبح السجائر الإلكترونية لاعبًا رئيسيًا في الجهود العالمية لتحقيق مجتمع أكثر صحة وسلامة.
قد يهمك ايضا ..
دراسة كوكرين: إثبات جديد على أن السجائر الإلكترونية تساعد في الإقلاع عن التدخين