لم تكن رحلة حسين أحمد خليفة مع الفيب مجرد تجربة شخصية، بل كانت نقطة تحوّل بدأت بعد سنوات من المعاناة مع التدخين في سن مبكرة أثّرت على صحته بشكل مباشر. وبين الإشاعات المتداولة والآراء المتضاربة، وجد حسين نفسه أمام حاجة حقيقية للبحث والفهم، خاصة بعد أن فقد ثقته بالتجربة الأولى للفيب بسبب جهاز غير مناسب.
ومع الوقت، تحوّل هذا الفضول إلى شغف، ثم إلى رسالة واضحة: تصحيح المفاهيم ونشر الوعي. أربع سنوات من الدراسة والبحث، ومساعدة مئات الأشخاص في مجموعات فيسبوك، كانت بداية طريق جديد انتهى بتأسيس قناة PUK VAPE، التي أصبحت اليوم واحدة من أكبر القنوان الخاصة بالفيب في العراق وأكثرها تأثيرًا.
في هذا الحوار من سلسلة VAPE TALK، يشاركنا حسين رحلته، والتحديات التي واجهها، ورؤيته لتطوير الصناعة في العالم العربي، ورسالة يؤمن بها: التوعية مسؤولية… والمعلومة الصحيحة قادرة على تغيير حياة كاملة.
حسين أحمد خليفة

من هو حسين أحمد خليفة؟
حسين أحمد خليفة من أقليم كوردستان العراق عمري 26 عام. تخرجت من معهد سياحة وفنادق وعملت في مجالات عديدة مثل شركات السفر والسياحة والفنادق والان موظف حكومي
في أقليم كوردستان العراق.
البداية مع الفيب
كيف بدأت رحلتك مع الفيب؟
هل كانت تجربة شخصية بحتة أم بدافع الفضول أو رغبة في الإقلاع عن التدخين؟
الإجابة : للأسف الشديد تورطت بالتدخين بعمر مبكر كنت في سن 15 حيث اكتسبت هذه العادة من خلال رؤية المشاهير وهم يدخنون و الأقارب من حولي. وبعد سنتين بدأت صحتي تتدهور، وأبرز المشاكل التي ظهرت علي كانت: الصداع النصفي، وعدم انتظام ضربات القلب وضغط الدم، وارتفاع شديد في لزوجة الدم.
بعدها سمعت عن السجائر الإلكترونية وقمت بتجربتها، ولكن للأسف كانت تجربة سيئة ولم أترك التدخين؛ لأن الجهاز لم يكن مناسبًا، والسائل لم يحتوي على نسبة النيكوتين التي أحتاجها. تركت السجائر الإلكترونية ولكن في سنة 2018 وبعد البحث الكثير ومشاهدة صناع المحتوى في مجال السجائر الإلكترونية وتحديدا الـ ONZ, تعلمت كيف اختار الجهاز المناسب والسائل المناسب.
وتوجهت لأول مرة في حياتي الى متجر الفيب وقمت بأختيار أول جهاز كان IJUST2 من شركة ELEAF.

نقطة التحول
متى أدركت أن الفيب أصبح أكثر من مجرد تجربة شخصية بالنسبة لك؟
الإجابة : بعد فترة قصيرة من استخدام السجائر الإلكترونية، بدأت المضايقات من العائلة والناس في الشارع بسبب قوة الإشاعات في ذلك الوقت، وأبرزها: “الفيب يسبب ماء في الرئة”، “الجهاز ممكن ينفجر”، “التدخين أفضل من الفيب”، وغيرها الكثير. وهنا بدأت في البحث لمعرفة مدى صحة هذه الإشاعات.
بعد بحث ودراسة استمرت لمدة 4 سنوات، كنت خلالها أنشر معلومات عن السجائر الإلكترونية وأساعد العديد من الناس على كيفية ترك التدخين في مجموعات على فيسبوك. نصحني الكثير من الأصدقاء بفتح قناة على يوتيوب، خصوصًا أنني كنت الوحيد الذي يشرح كيفية استخدام أجهزة الميكانيكال مود، وبالفعل أنشأت قناة PUK VAPE. واليوم – بفضل الله ثم المتابعين – أنا أكبر قناة فيب في العراق، ولدي أكثر من 20,000 متابع حتى وقت هذه المقابلة، كما تمت استضافتي في عدة لقاءات تلفزيونية.
الدافع الداخلي
ما الذي يلهمك للاستمرار في إنتاج محتوى عن الفيب رغم التحديات والجدل الدائم حوله؟
الإجابة : التطور السريع في مجال السجائر الإلكترونية، والجدل الكبير حولها، هما من أهم أسباب استمراري. أشعر أن من واجبي تكذيب الإشاعات ونشر التوعية الصحيحة، وتقديم النصائح لطريقة الدخول السليمة إلى عالم الفيب. اليوم الفيب ليس مجرد منتج استهلاكي، بل عالم مليء بالمعلومات الصحيحة والخاطئة، وهذا يعطيني الدافع للاستمرار في التوضيح والشرح المبسط للمستخدم.

التحديات
ما أصعب ما واجهته كمؤثر عربي في هذا المجال؟
هل التحدي في فهم المنصات، في النظرة الاجتماعية، أم في القيود التنظيمية؟
وما الموقف الذي تتذكره تحديدًا كأكثر موقف صعب واجهته في هذه الرحلة؟
الإجابة : أصعب شيء في صناعة محتوى الفيب هو التعامل مع القاصرين الذين هم دون السن القانوني للتدخين، وكيفية إقناعهم بأن هذا الجهاز وهذه الصناعة ليست ترفيهية، وإنما مخصصة للإقلاع عن التدخين.
التحدي الآخر هو إقناع الناس بالاختيارات الصحيحة والأفضل للإقلاع والعودة للحياة الطبيعية.
أصعب موقف في هذه الرحلة كان محاولة تثقيف المستخدمين على الاستخدام الصحيح، وأن الفيب ليس الخيار الأفضل، لكنه الخيار الأقل ضررًا مقارنة بالتدخين الذي يحصد أرواح الملايين حول العالم.
المحتوى والمسؤولية
برأيك، إلى أي حد يتحمّل المؤثر مسؤولية توجيه الجمهور في موضوع حساس مثل الفيب؟
هل ترى أن المؤثر يجب أن يكون فقط ناقلًا للتجربة، أم أيضًا صوتًا للتوعية والمسؤولية؟
الإجابة : بالنسبة للمسؤولية، هناك جانبين:
الأول: المعلومات — المؤثر يتحمل مسؤولية المعلومات التي يقدمها، ويجب أن تكون صحيحة وموثوقة وخالية من التضليل.
أما على صعيد الأجهزة والسوائل، فلا يتحمل المؤثر مسؤولية اختلاف التجارب؛ لأن الأذواق تختلف.
والأهم أن يكون المؤثر صوتًا للتوعية والنصيحة، وليس مجرد مستعرض للأجهزة؛ فما فائدة الجهاز إذا كان المستخدم يفتقر لأبسط المعلومات عن طريقة الاستخدام.

العلاقة مع الجمهور
كيف تتعامل مع الانتقادات والتعليقات السلبية من متابعين يختلفون معك في الرأي حول الفيب؟
هل تتفاعل شخصيًا مع المتابعين؟
وهل تغيّرت طريقتك في التعامل مع الجمهور مع مرور الوقت؟
الإجابة : التعليقات السلبية هي الدافع الأساسي للاستمرار وتطوير المعلومات وتصحيح الأخطاء. الاختلاف في الآراء طبيعي ومقبول، فلكل شخص ذوقه واختياره سواء في شكل الجهاز أو نكهة السائل.
التفاعل مع المتابعين أمر مهم جدًا في محتوى الفيب، والإجابة على أسئلتهم ومساعدتهم في اختيار الجهاز الصحيح ومعرفة طريق البداية للإقلاع. طريقتي مع الجمهور لم تتغير منذ البداية؛ استخدم لهجة بسيطة قريبة من الناس، وأقدم المعلومة بشكل واضح.
التأثير الحقيقي
هل تشعر أن محتواك ساهم فعلاً في تغيير نظرة الناس إلى الفيب؟
هل وصلك موقف أو رسالة من متابع أثرت فيك وأكدت لك أن ما تفعله له أثر حقيقي؟
الإجابة : بالطبع… الكثير من الإشاعات قمت بتوضيحها وتصحيح المعلومات الخاطئة، سواء حول “ماء الرئة” أو “انفجار الأجهزة”. كما أوضحت خطورة استخدام نسب نيكوتين عالية باستمرار، وخطورة الاعتماد على أجهزة الاستخدام لمرة واحدة. وكان لهذا تأثير كبير على الناس، وظهر ذلك في رسائلهم وتعليقاتهم.

السوق العربي
كيف ترى تطور سوق الفيب في العالم العربي؟
هل يسير باتجاه النضج والتنظيم، أم ما زال عشوائيًا في رأيك؟
وكيف ترى الفارق بين المحتوى العربي والمحتوى العالمي في هذا المجال؟
الإجابة : في الحقيقة أرى أن السوق الآن في أسوأ حالاته من ناحية التنوع؛ فأغلب التركيز أصبح على أجهزة الاستخدام لمرة واحدة، وأصبحت الصناعة تجارية بحتة.
لا أرى تطويرًا كما كان سابقًا، خاصة في الخزانات القابلة لإعادة البناء. التطوير الوحيد المستمر هو في أجهزة POD SYSTEM ودعم أجهزة الـ MTL. في اعتقادي الشخصي أعتبر أن أجهزة الاستخدام لمرة واحدة صنعت لحالات الطوارئ وليس أن يكون جهاز الأساسي.
أما المحتوى العربي فهو جميل جدًا، لكن أتمنى من صناع المحتوى التركيز أكثر على المعلومات والوعي والثقافة.
المستقبل
ما الذي تتمنى رؤيته في المستقبل القريب من حيث القوانين أو التوعية أو تطور الأجهزة؟
الإجابة : القوانين في البلدان العربية ليست الأفضل؛ فالكثير من الحكومات تتعامل مع هذه الصناعة كأنها “خطر قابل للاشتعال” في أي لحظة. يجب فرض قوانين واضحة مثل: تحديد نسب النيكوتين، متابعة المتاجر، الالتزام بالسن القانوني، وأن يكون أصحاب المتاجر لديهم معرفة حقيقية تسهّل على المستخدمين الاستفادة من الأجهزة.
من أفضل الدول العربية في التعامل مع هذه الصناعة – من وجهة نظري – هي الكويت.
أما تطوير الصناعة فيجب أن يبدأ برفع الوعي والثقافة، والتفريق بين الأجهزة المؤقتة والأجهزة الدائمة.

رسالة اخيرة
كلمة أخيرة لجمهورك، ولمتابعيك الجدد عبر Vaping Post؟
ما الرسالة التي تود أن تتركها في نهاية هذا الحوار؟
الإجابة : سعيد جدًا وفخور بهذه المقابلة مع Vaping Post، وأتمنى وجود تعاون بيننا في المستقبل، وأتمنى لكم النجاح الدائم.
وإلى كل متابعي منصة Vaping Post: أتمنى أن تنال هذه المقابلة إعجابكم، وأن تكونوا قد استفدتم من المعلومات المطروحة. شكرًا لكم.
وأحب أخيرًا أن أوجه كلمة خاصة لمتابعيني: أنتم الوقود الحقيقي الذي يدفعني للاستمرار، ودعمكم هو سبب وجودي اليوم. أعدكم أن أستمر بتقديم كل ما هو جديد ومفيد، وبأفضل ما أستطيع دائمًا.

حسابات حسين أحمد خليفة على مواقع التواصل الاجتماعي





