لم يكن دخول عمر العزوني إلى عالم الفيب مجرد صدفة عابرة، بل نتيجة فضول عميق ورغبة في الفهم، ورحلة شخصية مع الشيشة التقليدية استمرت لسنوات. ومع شغفه بالإلكترونيات وحبه للتجربة، وجد نفسه أمام عالم جديد يمزج بين التقنية، والطعم، والبديل الأقل ضررًا… لتصبح لحظة شراء جهازه الأول في عام 2017 بداية مسار لم يكن يتوقعه.

ومع انتشار الجدل والشائعات، لاحظ عمر أن لديه إجابات ومعلومات يمكن أن تغير نظرة الناس. ومع كثرة الأسئلة من أصدقائه ومحيطه، أدرك أن دوره يتجاوز التجربة الشخصية، وأن لديه ما يقدّمه. ومن هنا ظهرت قناة Vape Corner في 2021، لتكون مساحة لتصحيح المفاهيم، والرد على التضليل، ومساعدة المدخنين على اتخاذ قرارهم بثقة.

اليوم، وبعد سنوات من صناعة المحتوى، يؤكد عمر أن صوته في هذا المجال مرتبط بهدف واحد: أن تصل المعلومة الصحيحة لمن يحتاجها. في هذا الحوار من سلسلة VAPE TALK، يشاركنا رحلته، والتحديات التي واجهها كمؤثر عربي، ورؤيته لمستقبل الفيب، ورسالة يؤمن بها: “المعلومة الصح ممكن تغيّر حياة.”

عمر العزوني

من هو عمر العزوني؟

اسمي عمر العزوني من مصر محافظة دمياط, تخرجت من كلية التجارة جامعة دمياط. كنت اعمل في مجال التجارة لفترة طويلة حتى ظهر اختراع الفيب و أصبح هو مجال عملي الحالي.

البداية مع الفيب

كيف بدأت رحلتك مع الفيب؟

هل كانت تجربة شخصية بحتة أم بدافع الفضول أو رغبة في الإقلاع عن التدخين؟

الإجابة : الحقيقة انها تجمع الثلاث اجابات, كان عندي فضول قوي من ناحية عملية لأجهزة الفيب لأني محب للالكترونيات, وكنت منجذب جدا للبخار الكثيف و الأطعمة المختلفة و القوية مقارنة بـ الشيشة التقليدية, التي كنت في ذلك الوقت مستخدم يومي لها. و بعد بحث مكثف تأكدت انه بديل حقيقي أقل ضرر فاتخذت القرار في 2017 لشراء أول جهاز فيب شخصي وكان SMOK G-PRIV.

نقطة التحول

متى أدركت أن الفيب أصبح أكثر من مجرد تجربة شخصية بالنسبة لك؟

الإجابة : نظرا لان TOPIC او موضوع الفيب نفسه يبدوا معقد من الخارج خصوصا في أوائل ظهوره, كثير من الناس من دائرة معارفي وأصدقائي بيستشروني في الاختيارات المتاحة و الأختيار الأمثل لهم من اجهزة الفيب.

ومع انتشار الكثير من الشائعات و الجدل حول كونه (بديل آمن للتدخين) التي كان دائما عندي ردود وتوضيحات حولها
ففي هذه المرحلة تيقنت ان لدي ما اضيفه لهذا المجال, مع حبي لمجال صناعة المحتوى والصورة المرئية. فا اتخذت في 2021 قرار إنشاء قناة Vape Corner علي يوتيوب.

الدافع الداخلي

ما الذي يلهمك للاستمرار في إنتاج محتوى عن الفيب رغم التحديات والجدل الدائم حوله؟

الإجابة : الحقيقة أن الجدل والشائعات هي الوقود الحقيقي لاستمراري, اتخذت قرار الاعتزال أكثر من مرة لكن مع انتشار الشائعات و رجوع الكثير للتدخين التقليدي تصديقا للشائعات أن الفيب ليس أقل ضرر التي تنشرها الميديا بأجندة حتى تضمن حصة اطول و اكبر من المال من التدخين.

عاد إلى ذهني مجددا فكرة ان لدي ردود وتوضيحات حول هذا الجدل و سوء الفهم المنتشر بين الناس, و قد أكون سببا حتي و لو لشخص واحد أن يتخذ قرار الإقلاع باستخدام الفيب و انقاذه من أمراض وأزمات قد يتعرض لها مستقبلا, مع التأكيد أن الفيب مرحلة للأقلاع و ينبغي ان تنتهي ايضا.

والحقيقة أن الإلهام الأول في بدأ النشر والتصوير كان صانع المحتوى (ONZ Vape), شاهدت في إحدى الفيديوهات المنتشرة قديما قائلا: “اذا لقيت ما هو ناقص الحديث عنه, او عندك وجهة نظر عايز تطرحها, أبدا قناتك دلوقتي”.
و عملا بهذه النصيحة انشأت القناة في 2021 و نشرت كل ما يمكنني إضافته و التوعية عنه في هذه الصناعة حتى يومنا هذا.

التحديات

ما أصعب ما واجهته كمؤثر عربي في هذا المجال؟
هل التحدي في فهم المنصات، في النظرة الاجتماعية، أم في القيود التنظيمية؟
وما الموقف الذي تتذكره تحديدًا كأكثر موقف صعب واجهته في هذه الرحلة؟

الإجابة : واجهت الكثير من المشاكل نظرا للكثير من القيود والتضييق الذي تفرضه المنصات على صناع محتوى المختصين بهذا الاختراع, والنظرة الاجتماعية لم تكن عائقا لي, بل هدفا للنقاش و تغيير وجهات النظر و توضيح سوء الفهم المنتشر.

لكن أكبر المشاكل التي واجهتها هي قلة الدعم من من المؤثرين في هذا المجال, و احيانا هجوم البعض نظرا ان البعض يري التوعية ضد الإفراط في الاستخدام, و ضد استخدام المراهقين أو حتى التأكيد علي أنها مرحلة يجب ان تنتهي في أقرب فرصة. يسيء فهمه و يعتقد انه هجوم غير مبرر و تأكدت في فبراير 2025 عندما قمت بعمل وثائقي باسم (Dark Side of Vaping – اضرار الفيب من داخل الصناعة) علي اليوتيوب و الذي مجددا اما أسيء فهمه, أو أعرض عنه و أهمل عمدا

المحتوى والمسؤولية

برأيك، إلى أي حد يتحمّل المؤثر مسؤولية توجيه الجمهور في موضوع حساس مثل الفيب؟
هل ترى أن المؤثر يجب أن يكون فقط ناقلًا للتجربة، أم أيضًا صوتًا للتوعية والمسؤولية؟

الإجابة : بالتأكيد صوتا للتوعية قبل ناقلا للتجربة. هذا لا يقلل من قيمة نقل التجربة لكن و كما ذكرت الفيب هو موضوع حساس و أشبه بالدواء كما يعامل في استراليا و بعض الدول الأخري.

نحتاج الى توضيح و توعية اكثر عن طريقة استخدامه الصحيحة حتى لا تصبح تجربة فردية خاطئة أضرت بشخص سببا في انتشار شائعات أخرى من ناحية.

و من ناحية اخري انا اراها من وجهة نظري مسؤولية المؤثر أن يقوم بالتوعية عن الأسباب التي تحتم على الشخص الدخول في تجربة الفيب و كيف ستساعده في الاقلاع.

مع التوضيح بعدم الانسياق في الإفراط في الاستخدام نظرا لمغريات الأطعمة القوية و المختلفة و عدم الانسياق أيضا وراء هوس الشراء. و التوضيح ان الاقلاع في النهاية هو الطريقة الصحيحة وسبب وجود هذا الاختراع من البداية.

العلاقة مع الجمهور

كيف تتعامل مع الانتقادات والتعليقات السلبية من متابعين يختلفون معك في الرأي حول الفيب؟
هل تتفاعل شخصيًا مع المتابعين؟
وهل تغيّرت طريقتك في التعامل مع الجمهور مع مرور الوقت؟

الإجابة : لم تتغير مطلقا. قد اكون مقصر معهم بعض الشيء مؤخرا نظرا لكثرة الأسئلة و التوضيحات المطلوبة. لكني أتواصل شخصيا و اقوم بالرد علي الكل و أحاول الرد على كل التعليقات و الرسائل السلبية حتى قبل الإيجابية.

في النهاية اراها اختلاف وجهات نظر و دوري يحتم علي توضيح سوء الفهم او تقبل الآراء المختلفة حتى وإن كانت تختلف معي تماما.

التأثير الحقيقي

هل تشعر أن محتواك ساهم فعلاً في تغيير نظرة الناس إلى الفيب؟
هل وصلك موقف أو رسالة من متابع أثرت فيك وأكدت لك أن ما تفعله له أثر حقيقي؟

الإجابة : نعم, اراها في الكثير من رسائل وتعليقات الناس على مواقع التواصل الاجتماعي, و ايضا في أرض الواقع احيانا عندما يتعرف علي احد الاشخاص.

هناك الكثير من الرسائل و الاقاويل الايجابية التي أثرت بي جدا وهي السبب الرئيسي في استمراري حتي الان و اتذكرها جيدا و تصدمني احيانا قوة وتأثير المحتوي على الناس و كيف حولتهم إلى رياضيين,أو مقلعين عن التدخين تماما باستخدام الفيب بعد توضيح عدم مصداقية الشائعات و عدم منطقيتها.

السوق العربي

كيف ترى تطور سوق الفيب في العالم العربي؟
هل يسير باتجاه النضج والتنظيم، أم ما زال عشوائيًا في رأيك؟
وكيف ترى الفارق بين المحتوى العربي والمحتوى العالمي في هذا المجال؟

الإجابة : اراه اكثر تنظيما عما سبق طبعا, لكن اتمني ان يكون أكثر تقنينا و رقابة مما يضمن للمستخدمين سوائل و أجهزة مطابقة للمواصفات و الجودة العالمية. خصوصا و بعد دخول الكثير إلى هذا المجال بعد ظهور (البودات) و سهولة الاستخدام حاليا بعدما كان أكثر تعقيدا في الفترة الأولي.

والحقيقة أن البعض قد يظن أني سأفضل المحتوى العالمي, لكن في الحقيقة المحتوى العربي افضل كثيرا من المحتوى العالمي من وجهة نظري, و لدينا مؤثرين و صناع محتوى يقدمون محتوى بجودة عالية وتأثير قوي.

المستقبل

ما الذي تتمنى رؤيته في المستقبل القريب من حيث القوانين أو التوعية أو تطور الأجهزة؟

الإجابة : اتمني انتشار اكبر و توعية أكثر عن هذا المجال و طرق الاستخدام ولا نقتصر فقط على دعاية و عرض المنتجات. و تقنين كامل و رقابة في جميع الدول العربية نظرا لحساسية التعامل معه.

و للمصنعين التطوير والاستثمار أكثر في سهولة الاستخدام و ضمان تجربة مماثلة جدا لتجربة المدخنين حتى تضمن للمقلعين افضل و اسهل تجربة للإقلاع باستخدام الفيب, و ليس كضمانة كمستخدم لفترة أطول.

رسالة اخيرة

كلمة أخيرة لجمهورك، ولمتابعيك الجدد عبر Vaping Post؟
ما الرسالة التي تود أن تتركها في نهاية هذا الحوار؟

الإجابة : اشكر VapingPost على هذه المقابلة الرائعة, و اشكر ايضا دورهم القوي في نشر التوعية عن هذا المجال والرد على الشائعات و اكثر التساؤلات المطروحة.

و الحقيقة عندما اقوم بدراسة موضوع او شائعة تخص هذا المجال, اجد نفسي دائما اقوم بالرجوع و تصفح المنصة الخاصة بـ VapingPost و دائما ما اجد الاجابات التي ابحث عنها فهي تعتبر مرجع لي اغلب الاوقات التي اقوم بجمع معلومات قبل طرح فيديو جديد.

و أشكر جميع المتابعين و اصدقائي لدعمهم لي, لولاكم ما كنت استمريت حتى هذا اليوم ! و اطلب من صناع المحتوى الرائعين المتخصصين في هذا المجال أن يكثروا في توعيتهم عن هذا الاختراع سواء بالتوضيح عن مدى امانه مقارنة بالتدخين والرد على الشائعات, بالطرق الصحيحة و الأمثل لاستخدامه حتى الاقلاع تماما.

حسابات عمر العزوني على مواقع التواصل الاجتماعي

 

اشترك في النشرة الإخبارية

انضم إلى اكثر من 8000 مشترك في نشرة اخبار Vaping Post. لتبقى على اطلاع بجميع أخبار السجائر الالكترونية

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments