في حياة أحمد زمزم، لم يكن قرار الإقلاع عن التدخين مجرّد خطوة صحية، بل كان نقطة تحوّل غيّرت كل شيء. فبعد سنوات من التدخين وصلت إلى أربع علب يوميًا، وجد نفسه على حافة الانهيار الأسري، إلى أن قاده أحد أصدقائه لاكتشاف الفيب… ليبدأ بعدها رحلة جديدة عنوانها الوعي والإرادة.
ما بدأ كتجربة شخصية سرعان ما تحوّل إلى رسالة توعوية. أحمد، بخلفيته في تنظيم المؤتمرات، استخدم شغفه بالتواصل ليصبح صوتًا مؤثرًا في نشر ثقافة “تقليل الضرر”. من بثوث مباشرة إلى مراجعات واقعية، بنى علاقة حقيقية مع جمهوره قائمة على الصدق والثقة، مقدّمًا تجربته كنموذج للتحوّل الإيجابي.
اليوم وبعد أكثر من 12 عامًا على الإقلاع، يرى أحمد زمزم أن الفيب ليس موضة عابرة، بل وسيلة فعّالة لمساعدة المدخنين على التغيير. في هذا الحوار من سلسلة VAPE TALK، يشاركنا قصته، رؤيته، ورسالة بسيطة يلخّصها بجملته التي أصبحت شعارًا له: “خليك كسبان … وسيب الدخان.”
أحمد زمزم

من هو أحمد زمزم؟
أنا اسمي أحمد زمزم، عندي 41 سنة، مقيم في مصر، خريج كلية تجارة قسم محاسبة، وصاحب شركة بتنظم مؤتمرات طبية. شغلي في المؤتمرات علّمني التنظيم والتواصل مع الناس، لكن دخولي عالم الفيب كان قصة مختلفة تمامًا… تجربة غيّرت حياتي وحياة اللي حواليّ.

البداية مع الفيب
كيف بدأت رحلتك مع الفيب؟
هل كانت تجربة شخصية بحتة أم بدافع الفضول أو رغبة في الإقلاع عن التدخين؟
الإجابة : رحلتي بدأت بعد معاناة مع التدخين لحين وصلت لمشاكل في المنزل مع أولادي ومشاكل عائليه كبيره بسبب التدخين الكتير وصلت لـ ٤ علب سجاير في اليوم. لحد قريب لي من الدرجة الأولى نصحني بالفيب وانا لا اعلم عنه اي شئ ومن طبيعتي قبل تجربه اي حاجه لازم اعمل عليها بحث محترم وبالأخص دي حاجه بتخش الجسم.
وبعد دراسات كتير عرفت إن ابحاث كتير قالت يمكن الشخص انه يبطل سجاير عن طريق الفيب ومن هنا بدأت الرحلة اني ابطل وكان الموضوع كوميدي جدا لأن صحابي كانوا معتقدين انها موضه جديده وخلاص. لحد ما لاقوني بطلت تدخين فعلا وكانت صدمه ليهم وبدأت أنشر ثقافه الفيب بين صحابي وبدأ ثقتهم فيا تكون زياده لأنه أقل تكلفة طبعا وصحتهم بقيت احسن كتير لدرجه ان اي شخص كان يدخن جنبنا كنا متضايقين جدا.
بعد فترة ليا صديق عزيز عليا شاف فيا ان قدام الشاشه عندي قبول وبدأ يشجعني على خطوة نشر الموضوع على المنصات. وبدأت بلايفات توعيه للموضوع ومع الوقت بدأت اجرب اجهزه وليكويد وانقل تجربتي لليوزر. ولكن طبعا انا اول واحد كنت خاضع للتجربة دي تقريبا اكتر من ١٢ سنه مبطل سجاير. انا افضل صحيا ونفسيا وحاسه تذوق أحسن بكتير والمشاكل الي كانت بالبيت انتهت طبعا لأن الفيب بخار وليس دخان.
وفي فرق كبير بينهم وطبعا لا أنصح اي شخص مش بيدخن يتجه للفيب لأنه وسيلة للإقلاع عن التدخين ولا انصح اطلاقا لو انت تحت السن القانوني تجربه الفيب نهائيا ويقلع فورا عن كل اي نوع من أنواع التدخين.

نقطة التحول
متى أدركت أن الفيب أصبح أكثر من مجرد تجربة شخصية بالنسبة لك؟
الاجابة : أدركت إن الفيب بقى أكتر من مجرد تجربة شخصية لما بدأت أشوف تأثيره عليّ وعلى اللي حواليّ. لما شفت إن الناس بتسمعني وبتصدق تجربتي، الموضوع اتحوّل لقضية بالنسبالي، مش مجرد عادة أو اهتمام. بقيت حاسس بمسؤولية كبيرة إني أنشر المعلومة الصح وأوضّح للناس الصورة الحقيقية بعيدًا عن الإشاعات والمبالغات.

الدافع الداخلي
ما الذي يلهمك للاستمرار في إنتاج محتوى عن الفيب رغم التحديات والجدل الدائم حوله؟
الاجابة : أكتر حاجة بتلهمني وبتخليني أكمل هي إن ناس فعلاً بتتفرج على المحتوى بتاعي وبتقرر تبطل تدخين. لما يجيلك تعليق أو رسالة من حد بيقولك “أنا بطلت بسببك”، بتحس إنك عملت إنجاز حقيقي. في ناس عدت سن الستين وبطلت عن طريق الفيب، وده بالنسبالي دليل إن العمر ملوش علاقة بالإرادة، وإن أي حد ممكن يبدأ من جديد لو عنده نية حقيقية للتغيير.

التحديات
ما أصعب ما واجهته كمؤثر عربي في هذا المجال؟
هل التحدي في فهم المنصات، في النظرة الاجتماعية، أم في القيود التنظيمية؟
وما الموقف الذي تتذكره تحديدًا كأكثر موقف صعب واجهته في هذه الرحلة؟
الإجابة : طبعا الأصعب بالنسبة ليا هي الهجمات الي بتحصل على الفيب من شركات السجاير علشان طبعا تأثيرها في المبيعات بشكل كبير جدا وشايفه الفيب هو منافس للاقتصاد بتاعهم الذي أنهى حياة الملايين.
كمان نشر بعض المعلومات الخاطئة على بعض المنصات والتي بتضر الفيب اكتر. بعض القيود التي بتفرضها المنصات على الفيب ويتم تصنيفه انه ترويج للسلاح او المخدرات وده عاري تمام من الصحة.
أصعب موقف بالنسبة ليا حقيقي هي عملية القيود على المجال نفسه في نشر الثقافة نفسها. انا مش بقول انه حاجه صحيه ١٠٠% ولكن بكل تأكيد اقل ضرر من اي نوع دخان اخر. وكمان الهجمات التي بتم من بعض الانفلونسرز على الفيب والغريب انه بيدخن السيجار بكل ارتياح ويقول الفيب اكتر ضرر. وانا بشوفو شئ مضحك للغايه.

المحتوى والمسؤولية
برأيك، إلى أي حد يتحمّل المؤثر مسؤولية توجيه الجمهور في موضوع حساس مثل الفيب؟
هل ترى أن المؤثر يجب أن يكون فقط ناقلًا للتجربة، أم أيضًا صوتًا للتوعية والمسؤولية؟
الإجابة : بالنسبالي، المسؤولية في المقام الأول هي التوعية قبل أي حاجة تانية. لازم المؤثر يكون صادق وواعي بالكلمة اللي بيقولها، خصوصًا في مجال حساس زي الفيب. بعد كده تيجي مرحلة نقل التجربة، لأن التجربة من غير وعي بتكون ناقصة، والوعي من غير تجربة بيبقى كلام نظري. فالاتنين مكملين لبعض، لكن التوعية دايمًا رقم واحد.

العلاقة مع الجمهور
كيف تتعامل مع الانتقادات والتعليقات السلبية من متابعين يختلفون معك في الرأي حول الفيب؟
هل تتفاعل شخصيًا مع المتابعين؟
وهل تغيّرت طريقتك في التعامل مع الجمهور مع مرور الوقت؟
الإجابة : علاقتي مع جمهوري علاقة صداقة حقيقية، وهم عارفين ده كويس جدًا. بتعامل معاهم كأصدقاء قبل ما يكونوا متابعين. بالنسبالي النقد مقبول طول ما هو محترم ومتزن، وساعتها باخده بصدر رحب وأرد عليه بكل تقدير. لكن لو النقد فيه تجاوز أو أسلوب مش محترم، مبحبش أكمل النقاش.
طريقتي مع جمهوري عمرها ما اتغيرت من أول يوم، لأنهم هم السبب الحقيقي اللي خلاني أكمل وأطور. الجمهور هو الدافع الأول والأخير، ومن غيرهم مكنش هيبقى فيه أي استمرارية.

التأثير الحقيقي
هل تشعر أن محتواك ساهم فعلاً في تغيير نظرة الناس إلى الفيب؟
هل وصلك موقف أو رسالة من متابع أثرت فيك وأكدت لك أن ما تفعله له أثر حقيقي؟
الإجابة : أكيد لو ما كنتش شايف تأثير حقيقي، كنت انسحبت من البداية. لكن لما متابع يبعتلي ويقولي “انا بطلت سجاير بسببك”، بحس إن دي أعظم مكافأة ممكن آخذها. التأثير الحقيقي مش في الأرقام ولا في عدد المشاهدات، لكنه في الناس اللي حياتها اتغيرت بفضل كلمة أو نصيحة شافوها في فيديو.

السوق العربي
كيف ترى تطور سوق الفيب في العالم العربي؟
هل يسير باتجاه النضج والتنظيم، أم ما زال عشوائيًا في رأيك؟
وكيف ترى الفارق بين المحتوى العربي والمحتوى العالمي في هذا المجال؟
الإجابة : السوق العربي في رأيي ما زال محتاج تنظيم أكبر. فيه مجهودات واضحة في بعض الدول، لكن المجال محتاج شغل أكتر عشان يواكب الانتشار الكبير للفيب. كمان المجتمع العربي محتاج يبدأ يتعامل مع الموضوع بعقلانية ويبحث عن الحقيقة بعيدًا عن الشائعات.
المسؤولين في القطاع الطبي لازم يشوفوا الفيب بموضوعية، من غير ما يتأثروا بضغوط خارجية أو مصالح تجارية.
المحتوى العالمي بيتعامل مع الفيب كوسيلة تقليل ضرر حقيقية، وده واضح في دول زي بريطانيا وألمانيا، اللي بتسمح باستخدامه حتى في بعض المستشفيات. اتمنى نوصل في عالمنا العربي لنفس المستوى من الفهم والعلمية.

المستقبل
ما الذي تتمنى رؤيته في المستقبل القريب من حيث القوانين أو التوعية أو تطور الأجهزة؟
الإجابة : أتمنى نشوف رقابة حقيقية تمنع التدخين بكل أشكاله لمن هم دون السن القانوني، لأن الوقاية تبدأ من هناك. نفسي كمان أشوف ندوات طبية حقيقية بتتناقش بموضوعية في ملف الفيب، وتعرض الحقائق بعيدًا عن التحيز. الشركات دلوقتي بتطور منتجاتها، وده شيء كويس، لكن لازم التطوير يكون بهدف تحسين تجربة المستخدم وتقليل الضرر، مش مجرد سباق تجاري للربح.

رسالة اخيرة
كلمة أخيرة لجمهورك، ولمتابعيك الجدد عبر Vaping Post؟
ما الرسالة التي تود أن تتركها في نهاية هذا الحوار؟
الإجابة : بكل تأكيد احب اشكر كل القائمين على موقع Vaping Post. فهو المنصة الوحيدة التي تتيح التكلم بكل حرية وبدون قيود عن أرانا بكل حياديه. سعدت جدا بالمقابله الجميله دي واتمنى لكم التوفيق والنجاح في كل ما هو قادم.
بالنسبة للجهوري طول ما انتوا متواجدين سوف نسعى ونطور في تقديم كل ما هو جديد ليكم بكل احترافيه … الجمهور هو رأس المال الحقيقي.
حسابات أحمد زمزم على مواقع التواصل الاجتماعي





