بناءً على دراسة موسعة شملت أكثر من 24,000 شخص بالغ، قدمت هيئة الصحة العامة الفرنسية صورة محدثة عن واقع المدخنين السابقين في فرنسا. وبينما تشير الأرقام إلى تحسن في معدلات الإقلاع عن التدخين خلال العقد الماضي، إلا أن هذا التقدم لم يكن متساويًا بين جميع الفئات الاجتماعية.

ومن أبرز ما توصلت إليه الدراسة أن الاستخدام اليومي لـ السجائر الإلكترونية كان مرتبطًا بشكل ملحوظ بزيادة احتمالات الإقلاع عن التدخين، لدى كل من الرجال والنساء. هذه النتيجة تسلط الضوء على الدور المحتمل للفيب كأداة بديلة للحد من أضرار التبغ، خاصةً في المجتمعات التي تسعى لخفض معدلات التدخين بين البالغين.

نقاط مهمة في الدراسة :

  • في عام 2021، كان ربع البالغين في فرنسا تقريبا من المدخنين اليوميين السابقين، مقارنة بـ 20.6٪ في عام 2010.
  • يبقى الإقلاع عن التدخين غير متساوٍ إلى حد كبير: فالأشخاص الذين يعيشون في ظروف صعبة، أو عاطلين عن العمل أو لديهم مؤهلات قليلة، يتوقفون عن التدخين بشكل أقل.
  • يرتبط الاستخدام اليومي للسجائر الإلكترونية بزيادة احتمالية الإقلاع عن التدخين، سواء لدى الرجال أو النساء.

بيانات المدخنين السابقين بين عامي 2016 و 2019

بمناسبة اليوم العالمي للإقلاع عن التدخين، نشرت هيئة الصحة العامة الفرنسية دراستين في النشرة الوبائية الأسبوعية (BEH رقم 10 لعام 2025). هدفت إحداهما إلى تحديث البيانات المنشورة عام 2010 حول المدخنين السابقين في فرنسا، وتحديد الفئات الأكثر احتمالاً للإقلاع عن التدخين بين عامي 2016 و2019، وتحديد العقبات التي تحول دون الإقلاع عن التدخين، ورصد دور السجائر الإلكترونية كوسيلة مساعدة في هذا السياق.

وتُعد هذه الدراسة من بين أبرز الأبحاث التي تُبرز العلاقة بين السجائر الإلكترونية والإقلاع، حيث اعتمد الباحثون على استطلاع شمل 24,514 شخصًا، كان 24,446 منهم من المدخنين اليوميين.

تم تعريف حالة التدخين لدى المشاركين على النحو التالي :

  • المدخن اليومي : هو الشخص الذي يدخن كل يوم أو يستهلك كمية منتظمة من التبغ.
  • المدخن اليومي السابق : هو الشخص الذي لم يعد يدخن في وقت إجراء المسح، لكنه كان يدخن بشكل يومي لمدة ستة أشهر على الأقل في الماضي.

الفوارق الاجتماعية لا تزال تحد من فرص الإقلاع عن التدخين

بعد تحليل البيانات التي تم جمعها، سلط المؤلفون الضوء على عدة نقاط:

  • كلما تقدم المدخنون في السن، زادت احتمالية إقلاعهم عن التدخين. وتصل هذه النسبة إلى 51.8% بين الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 75 و85 عامًا.
  • تُقلل البطالة بشكل كبير من فرص الإقلاع عن التدخين. 16% فقط من الباحثين عن عمل هم من المدخنين السابقين.
  • إن انعدام الاستقرار المالي يعيق الإقلاع عن التدخين، حيث أفاد 11.3% فقط من المدخنين السابقين أنهم لا يستطيعون القيام بذلك “دون الوقوع في الديون”.
  • يعتبر الإفراط في شرب الكحول عائقًا، وخاصة بالنسبة للرجال.
  • الاضطرابات النفسية والاكتئاب تعيق النساء في الاقلاع.

في عام 2021، بلغت نسبة المدخنين اليوميين من البالغين 23.8%، بانخفاض عن 29.7% في عام 2010. وارتفعت نسبة المدخنين اليوميين السابقين من 20.6% إلى 23.9%.

بشكل عام، يؤثر مستوى التعليم والدخل على احتمالية الإقلاع عن التدخين ، مما يؤكد أن الأشخاص الأكثر تعليمًا أو ثراءً يقلعون عن التدخين بسهولة أكبر. على سبيل المثال، كان عدد المدخنين السابقين أعلى بين الحاصلين على مؤهل أعلى، وكان عددهم أقل بين المشاركين الذين اعتبروا وضعهم المالي سيئًا.

السجائر الإلكترونية، أداة تعالج اعراض الانسحاب

تناولت الدراسة أيضًا دور السجائر الإلكترونية كأداة مساعدة في التغلب على أعراض انسحاب النيكوتين. وقد أوضح الباحثون أن الاستخدام اليومي لهذه الأجهزة ارتبط بشكل واضح بمعدلات إقلاع أعلى عن التدخين، لدى الرجال والنساء على حد سواء، في الفترة ما بين 2016 و2019.

ورغم أن نوع الدراسة لا يسمح بإثبات العلاقة السببية بشكل نهائي، إلا أن النتائج تعزز الفرضية القائلة بأن السجائر الإلكترونية يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في دعم الإقلاع. وقد عبّر الباحثون عن ذلك بقولهم إن “الارتباط واضح، لكنه لا يرقى إلى مستوى الإثبات القاطع”، إلا أن تراكم الأدلة من دراسات مشابهة في بلدان أخرى يدفع باتجاه اعتبار السيجارة الإلكترونية أداة فعالة للحد من أضرار التدخين.

وفي الوقت الذي تُظهر فيه البيانات العلمية هذا الأثر الإيجابي، جاءت تصريحات وزيرة الصحة الفرنسية، كاثرين فوتران، لتثير الجدل مجددًا. فقد أعلنت نيتها وضع قيود على نكهات السوائل الإلكترونية ومستويات النيكوتين فيها، وهو ما من شأنه أن يُضعف جاذبية هذه المنتجات للمدخنين الذين يسعون إلى الإقلاع.

في حال تطبيق مثل هذه الإجراءات، فإنها قد تغطي على فاعلية السجائر الإلكترونية كوسيلة انتقال آمن بعيدًا عن التبغ التقليدي، ما يُهدد بفقدان واحدة من أكثر الأدوات الواعدة في مساعدة المدخنين على التوقف عن العادة الأكثر فتكًا في العالم.

خلاصة التقرير:

تشير المعطيات الجديدة من هيئة الصحة العامة الفرنسية إلى أن الفيب، أو السجائر الإلكترونية، أداة فعالة في استراتيجيات الحد من أضرار التبغ. وبينما تتواصل النقاشات حول تنظيم هذا القطاع، تبرز أهمية اعتماد السياسات الصحية المبنية على الأدلة لدعم المدخنين في رحلتهم نحو الإقلاع.

المصادر :

1 Guignard R, Gaudebout A, Andler R, Pasquereau A, Beck F, Nguyen-Thanh V. L’arrêt du tabac en France hexagonale : évolutions récentes et facteurs associés d’après les données du Baromètre de Santé publique France 2021. Bull Epidemiol Hebd. 2025;(10):172-80. https://beh.santepubliquefrance.fr/beh/2025/10/2025_10_2.html

للمزيد من الدراسات والأبحاث حول السجائر الإلكترونية

دراسات حول الـ Vape

اشترك في النشرة الإخبارية

انضم إلى اكثر من 8000 مشترك في نشرة اخبار Vaping Post. لتبقى على اطلاع بجميع أخبار السجائر الالكترونية

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments