خلال الشهر الفضيل، تتزايد التساؤلات حول الفتاوى الرمضانية لمعرفة ما هو مباح، وما هو مكروه، وما هو ممنوع أثناء الصيام.
ومن بين الأسئلة التي ترد إلى دار الإفتاء، تساؤل حول استخدام لصقات النيكوتين التي توضع على الجلد، وما إذا كانت تُبطل الصيام أم لا.
هل لصقات النيكوتين تُبطل الصيام؟
يجوز للصائم المدخِّن استخدام لصقات النيكوتين التي توضع على الجلد في نهار رمضان، ولا تُعدُّ من المُفطرات، إذ أجمعت غالبية الفقهاء على أن ما تتشرّبه مسام الجسم من الدهون ونحوها لا يُبطل الصوم.
الإقلاع عن التدخين في رمضان
يُعد شهر رمضان فرصة مثالية للمدخنين الراغبين في الإقلاع عن التدخين، إذ تفرض ساعات الصيام الطويلة انقطاعًا إجباريًا عن السجائر والنيكوتين، مما يمهّد الطريق
للتخلص من هذه العادة الضارة. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن الإقلاع عن التدخين ليس بالأمر السهل، خصوصًا لمن يدخنون منذ سنوات طويلة ويعتمدون على النيكوتين كجزء من روتينهم اليومي.
يؤثر النيكوتين بشكل مباشر على الدماغ، حيث يحفّز إنتاج الدوبامين، وهو الناقل العصبي المسؤول عن الشعور بالمتعة والمكافأة. وعند التوقف عن استهلاك النيكوتين، تبدأ أعراض الانسحاب بالظهور، وتشمل:
- الرغبة الشديدة في التدخين
- التوتر والقلق
- الصداع وصعوبة التركيز
- التعب وتقلبات المزاج
هل تُعد السجائر الإلكترونية من المفطرات؟
- الصيام شرعًا يعني الامتناع عن جميع المفطرات من الفجر حتى غروب الشمس، وكل ما يدخل إلى جوف الصائم عمدًا يُعتبر من المفطرات. وبما أن التدخين يؤدي إلى دخول الدخان إلى الجوف، فإن السجائر الإلكترونية تُبطل الصيام أيضًا، لأنها تُنتج بخارًا يحتوي على النيكوتين الذي يصل إلى الدم ويُشبع رغبة المدخّن.
ماذا عن لصقات النيكوتين؟
ردَّ الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، على سؤالٍ ورد إليه من أحد المواطنين، نصّه: “ما حكم استعمال لصقات النيكوتين أثناء الصيام؟”
ومع ذلك، شدّد المفتي على ضرورة عدم استخدام لصقات النيكوتين إلا تحت إشراف طبيب مختص، لضمان استخدامها بطريقة صحية وآمنة.
في النهاية، يُشكّل شهر رمضان فرصة ذهبية للمدخنين الراغبين في تغيير عاداتهم الصحية، سواء بالإقلاع عن التدخين بشكل كامل أو بالتخفيف من استهلاكهم للنيكوتين. ومع توفر بدائل مثل لصقات النيكوتين والسجائر الإلكترونية، يمكن للمدخنين تجاوز هذه المرحلة بطريقة أقل صعوبة.
ورغم أن هذه اللصقات لا تُبطل الصيام، إلا أن الاستفادة القصوى من رمضان لا تقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب فقط، بل تشمل أيضًا تعزيز العادات الصحية الإيجابية التي تعود بالنفع على الفرد والمجتمع.