أجرى عدد من الباحثين المشهورين في مجال الصحة العامة الدراسة الحالية، واستعرضت بشكل منهجي 126 بحث، بما في ذلك: 27 دراسة على مستوى السكان (16 منها كانت متحيزة بشكل كبير) و99 دراسة مستقلة، منها 40 دراسة شارك فيها أكثر من 5000 مشارك – لكنها جميعًا كانت مشكوك في نتائجها. فحص فريق البحث كيف يؤثر استخدام السجائر الإلكترونية على معدلات التدخين، بما في ذلك دورها في بدء التدخين والإقلاع عنه.
كلما ارتفع استخدام السجائر الإلكترونية، انخفض التدخين
وجود الكثير من الأدلة المتضاربة، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن السجائر الإلكترونية تساعد المدخنين على الإقلاع عن التدخين، بينما تشير دراسات أخرى إلى أن مستخدمي السجائر الإلكترونية لديهم احتمالات أقل للإقلاع عن التدخين، لكن لم يتم العثور على أي دليل مهم يشير إلى أن السجائر الإلكترونية تؤدي إلى ارتفاع معدلات التدخين.
في الواقع وجد الباحثون العكس، حيث ارتبطت زيادة توفر السجائر الإلكترونية بارتفاع معدلات استخدام الفيب وانخفاض معدلات التدخين بين الشباب. على الرغم من ان الدراسات التي تربط استخدام السجائر الإلكترونية بانخفاض معدلات التدخين محدودة بسبب التحيز والنهج الغير علمي لهذه الدراسات.
كما ادعت الدراسة أن الأشخاص الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية هم أكثر عرضة لمحاولة التدخين أو زيادة التدخين بمرور الوقت. ومع ذلك، فإن هذا لا يؤكد وجود علاقة سببية مباشرة، حيث قد تؤثر عوامل أخرى على هذا الاستنتاج. في الواقع، حددت العديد من الدراسات وناقشت مثل هذه العوامل، بما في ذلك نوع الشخصية الذي من شأنه أن يجعل المرء يميل إلى تجربة مواد متعددة، بما في ذلك السجائر الإلكترونية و السجائر.
في ضوء النتائج المذكورة أعلاه، خلص الباحثون إلى أن الأدلة الحالية لا تزال غير مؤكدة على الاطلاق. في حين تشير بعض الدراسات إلى أن التدخين الإلكتروني قد يكون بوابة للتدخين، إلا أن أيًا منها لا يقدم دليلاً سببيًا قويًا. تشير البيانات على مستوى السكان إلى انخفاض التدخين مع ارتفاع معدلات استخدام السجائر الإلكترونية، لكن الدراسات الفردية تشير غالبًا إلى العكس.
نتائج متطابقة في جميع أنحاء العالم
تماشياً مع ما سبق، أكدت دراسة حديثة أجراها خبراء THR في أستراليا ونيوزيلندا أنه لا يوجد دليل على وجود تأثير البوابة (الفيب ماهو الا بوابة تؤدي إلى التدخين). في الواقع، وصلت معدلات التدخين بين الشباب إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق في عام 2023 – 0.3٪ في أستراليا و 1.2٪ في نيوزيلندا – مما يشير إلى أن استخدام السجائر الإلكترونية لم يؤد إلى زيادة التدخين بل أبعد الشباب عن تدخين السجائر.
وبالمثل، وجد المسح الصحي الوطني لعام 2022 (CDC) من الولايات المتحدة، أن استخدام السجائر الإلكترونية لك يكن بوابة للتدخين، بل إن منتجات التدخين الإلكتروني من بين أكثر أدوات الإقلاع عن التدخين شيوعًا. حللت الدراسة اتجاهات الإقلاع عن التدخين بين 27651 بالغًا في الولايات المتحدة، مع التركيز على أولئك الذين أقلعوا بنجاح لمدة ستة أشهر على الأقل وأولئك الذين حاولوا و لكنهم لم ينجحوا.
ومن بين النتائج الأخرى، أفاد المسح أن أساليب الاقلاع التي تحتوي على النيكوتين كانت الأكثر شيوعًا، حيث استخدمها 53.9٪ (1.5 مليون شخص)، حيث لعبت السجائر الإلكترونية دورًا مهمًا. وقد استخدم ما مجموعه 40.8% من المشاركين (1.2 مليون) الفيب وطرق أخرى، بينما استخدم 26.0% (0.7 مليون) السجائر الإلكترونية وحدها.
مرة اخرى .. بوابة للخروج وليس الدخول
وفي الختام، فإن كل الدراسات المتاحة حول هذا الموضوع لا تعزز فقط الأدلة المتزايدة على أن السجائر الإلكترونية لا تعمل كبوابة للتدخين، بل تسلط الضوء أيضًا على أنها تساعد في تقليل معدلات التدخين، وخاصة بين الشباب. وفي حين أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث، تشير البيانات الحالية إلى أن توفر منتجات الفيب بشكل منظم يمكن أن يدعم الجهود في الإقلاع عن التدخين ويساهم في تحسين الصحة العامة في جميع أنحاء العالم.
السجائر الالكترونية بوابة لتدخين التبغ : لقد حان الوقت للتخلي عن نظرية البوابة السخيفة