رئة الفشار او Popcorn Lung, وهي حالة تعرف علميا باسم التهاب القصيبات المسد ، أحد الأمراض التنفسية النادرة التي تُصيب القصيبات الهوائية والرئتين، وتتسبّب في تلفهِما مما يعرّض حياة المرضى للخطر. حصلت هذه الحالة النادرة على اسم رئة الفشار لأنه في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تم تشخيص إصابة العديد من العاملين في مصنع الفشار الذي يتم تعبئته في أكياس ليتم وضعها في الميكروويف بهذه الحالة.
يرتبط هذا الاضطراب بعدد من العوامل الطبية والبيئية، وهو مرض شائع في عمليات زراعة الرئة، وكذلك في الأفراد الذين من المحتمل أن يستنشقوا مواد كيميائية سامة في مجال عملهم. على الرغم من عدم وجود حالة واحدة ناجمة عن استخدام السجائر الإلكترونية ، إلا أن وسائل الإعلام في السنوات الأخيرة تبنت نشر خبر أن استخدام السجائر الالكترونية يسبب حالة خطيرة تسمى بـ رئة الفشار. وهذا الاستنتاج تم استخلاصه من سبب هذه الحالة فقط.
وكانت الدراسة التي أجريت عام 2014 هي أول من سلط الضوء على هذه الادعاءات، من خلال العثور على المادة الكيميائية المسببة في ما يقرب من 70٪ من 160 منتجًا تم اختباره. أعقبت هذه الدراسة دراسة اخرى أجريت عام 2015 وجدت ثنائي الأسيتيل في 39 من أصل 51 نكهة من السجائر الإلكترونية التي تم اختبارها. وبطبيعة الحال، أدت هذه النتائج إلى إثارة الذعر الفوري والواسع النطاق بين السلطات الصحية وأصحاب المصلحة الآخرين دون ذكر الأسماء.
استجابة لهذا القلق، توقفت معظم الشركات المصنعة للفيب عن استخدام ثنائي الأسيتيل في النكهات، ووجدت دراسات احقة أن القليل جدًا من المنتجات تحتوي على ثنائي الأسيتيل أو لا تحتوي على أي منها بعد عام 2018.
لم يتم تسجيل اي حالة إصابة بـ رئة الفشار سببها الفيب
وفي الوقت نفسه، أوضحت العديد من الهيئات الصحية، بما في ذلك وزارة الصحة الكندية، ووزارة الصحة النيوزيلندية، ووكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة، أنه لا يوجد دليل يربط بين استخدام السجائر الإلكترونية و رئة الفشار.
علاوة على ذلك ، أظهرت البيانات أنه حتى لو تم الأخذ بعين الاعتبار منتجات السجائر الإلكترونية السابقة التي تحتوي على ثنائي الأسيتيل بمتوسط تسعة ميكرو جرامات لكل خرطوشة، فإنها تبقى أقل بكثير مما هو موجود في السجائر التقليدية ، والتي تحتوي على حوالي 336 ميكروجرامًا من ثنائي الأسيتيل لكل سيجارة. هنا يأتي السؤال ، لماذا لم يعاني مدخني سجائر التبغ من هذه الحالة مطلقًا، وبالتالي ، لماذا سيعاني مستخدمو الفيب من هذه الحالة علما ان النسب أقل بكثير!
والأهم من ذلك ، أنه لم يتم تسجيل اي حالة اصابة على الإطلاق سببها استخدام السجائر الالكترونية. وقد كرر ذلك خبير الصحة العامة الدكتور مايكل سيجل الذي كتب، “على الرغم من وجود السجائر الإلكترونية في السوق الأمريكية لمدة 13 عامًا وعلى الرغم من حقيقة وجود ملايين من السجائر الإلكترونية حول العالم ، إلا أنه لم تكن هناك حالة مؤكدة من رئة الفشار سببها الفيب.”
وكان سيجل قد أظهر معدل الإصابة السنوى برئة الفشار بين مستخدمي السجائر الإلكترونية بين عامي 2007 و2018 وكان 0.0 لكل 100.000. وأن معدل الانتشار الحالي لرئة الفشار بين مستخدمي السجائر الإلكترونية الحاليين (الشهر الماضي ابتداءا من نهاية عام 2018) لا يزال 0.0%.
أكدت حلقة حديثة من برنامج The Studies Show أنه على الرغم من استمرار دراسة الآثار الصحية طويلة المدى لاستخدام السجائر الإلكترونية ، تشير الأدلة المتاحة إلى أن المخاوف بشأن رئة الفشار نتيجة استخدام السجائر الإلكترونية لم يتم إثباتها على الاطلاق.
تحسن واضح في صحة الرئتين عند التحول من التدخين إلى السجائر الإلكترونية
أثبتت العديد من الدراسات أن التحول من التدخين إلى السجائر الإلكترونية يعود بالفائدة على صحة الرئتين. يزيل االفيب معادلة التدخين عملية الاحتراق المسؤولة عن إنتاج القطران السام والعديد من المواد الكيميائية السامة الأخرى الموجودة في دخان السجائر التقليدية. ونتيجة لذلك، فإن جميع من قام بالتبديل بدأوا بالشعور وعلى الفور بتحسن في وظائف الرئة، وانخفاض في معدل السعال، وانخفاض إنتاج البلغم.