قمنا قبل فترة بنشر مقال يبين مدى انخفاض استخدام السجائر الالكترونية في المدارس المتوسطة والثانوية في الولايات المتحدة. حيث وصل إلى 5.9% فقط من الطلاب – وهو أدنى مستوى في السنوات الـ 10 الاخيرة، وانخفاض بنسبة 70.5% عن ذروته في عام 2019.
لكن قبل عدة أيام نشر باحثون يعملون في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها وإدارة الغذاء والدواء، المسؤولان عن إجراء المسح الوطني السنوي للتبغ بين الشباب (NYTS)، انهم لم يقومو بتقديم نتائج تدخين السجائر جنبًا إلى جنب مع أرقام مستخدمي السجائر الإلكترونية. ما السبب ياترى؟
السبب بكل بساطة، لأنهم لا يريدون أن يفهم الجمهور أن السجائر الإلكترونية لعبت دور كبير في خفض معدلات التدخين. حيث جاءت بيانات المسح الوطني لاستخدام للتبغ بين الشباب 2024 بنتائج التدخين ومنتجات التبغ الأخرى فقط.
على الرغم من أن المقال حذر في بدايته أن “استخدام التبغ” غير آمن وأن “استخدام جميع منتجات التبغ تقريبًا يبدأ أثناء المراهقة”، إلا أن النتائج بشكل عام كانت جيدة. اذا لماذا يتم اخفاء جزء من الحقيقة؟
التدخين بين المراهقين أصبح من الماضي
كشف استطلاع رأي أجرته مؤسسة Gallup مؤخرًا أن تدخين السجائر في الولايات المتحدة انخفض إلى أدنى مستوى في التاريخ عند 11%، حيث أفاد 6% فقط من الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا أنهم يدخنون.
ويعزى هذا الانخفاض الغير مسبوق إلى ارتفاع معدل استخدام السجائر الإلكترونية، التي لعبت دورًا حاسمًا في تقليل معدلات التدخين، وخاصة بين الأجيال الأصغر سنًا. حيث انخفض معدل تدخين السجائر بين طلاب المدارس المتوسطة والثانوية إلى 1.4% للسنة الرابعة على التوالي، وهو أدنى رقم تم قياسه على الإطلاق.
من عام 2023 إلى عام 2024، انخفض استخدام منتجات التبغ بين طلاب المدارس الثانوية من 12.6٪ إلى 10.1٪، مدفوعًا إلى حد كبير بانخفاض استخدام السجائر الإلكترونية في المدارس الثانوية (من 10.0٪ إلى 7.8٪). خلال عام 2024.
و لوضع هذه الانخفاضات في المنظور الصحيح، ظلت السجائر الإلكترونية هي المنتج الأكثر استخدامًا بين الشباب في الولايات المتحدة ثم أكياس النيكوتين ثاني أكثر منتجات التبغ استخدامًا. وهذا يعني انها السبب الحقيقي وراء انخفاض معدلات التدخين الغير مسبوقة، وهذا ما تم إخفائه عن الجمهور.
هل يوجد امل؟
على الرغم من أن إدارة الغذاء والدواء قد تقف أمام المحكمة العليا بشأن سوء تعاملها مع طلبات تسويق منتجات السجائر الإلكترونية. الا ان مدير مركز منتجات التبغ في إدارة الغذاء والدواء براين كينج لايزال يتحدث بقوة.
قال كينج في بيان صحفي: “نحن نسير في الاتجاه الصحيح في ما يتعلق بالحد من استخدام منتجات التبغ بين الشباب. لكن الجهود لاتقف هنا. هناك حاجة إلى اليقظة المستمرة لمواصلة الحد من جميع أشكال استخدام منتجات التبغ بين الشباب”.
أما بالنسبة إلى الرئيسة التنفيذية لحملة أطفال بلا تبغ يولوندا ريتشاردسون فهي تسير على هذا النهج أيضا، حيث حذرت في بيان صحفي تعتقد فيه أن الانخفاض بنسبة استخدام السجائر الإلكترونية بين الشباب قد يكون غير حقيقي من الأساس.
وقالت: “ستستمر هذه المنتجات في إيجاد طرق جديدة لجذب الأطفال و إدمانهم، وما زال أكثر من 1.6 مليون مراهق يستخدمون السجائر الإلكترونية، ويبلغ 42% من مستخدمي المدارس الثانوية عن الاستخدام المتكرر أو اليومي، وهو مؤشر قوي على أنهم مدمنون على المنتجات عالية النيكوتين الموجودة الآن في السوق”.
يبدو انهم مستمرين في الحرب وليسوا على استعداد للاعتراف بالهزيمة، على الرغم من جميع الحقائق والبيانات التي يعلنون عنها بأنفسهم. لكن ما يجعلنا مطمئنين هو أن استخدام النيكوتين بين الشباب بشكل عام في انخفاض حاد، والتدخين على وشك الانقراض.