بالنظر إلى أحدث الدراسات التي أجراها خبراء طب الأسنان حول تأثير استخدام السجائر الإلكترونية على صحة الفم ، وجدنا آراء مؤيدة ومعارضة. تابع معنا لتتعرف على التفاصيل.
في الواقع، يتفق جميع أطباء الأسنان عبر المعاينات على أن أسنان المدخنين أقل بياضًا من أسنان غير المدخنين. قامت دراسة أجراها الباحث ريكاردو بولوسا، استاذ الطب ومؤسس مركز التميز لتسريع الحد من الضرر (CoEHAR) في جامعة كاتانيا، وجيوفاني زوتشيلي، وأستاذ طب اللثة بجامعة بولونيا، بتحليل هذا الأمر بشكل أكبر.
بعنوان, “فحص درجة لون الأسنان باستخدام الطيف الضوئي الرقمي لدى المدخنين الحاليين والسابقين وغير المدخنين,” قارنت الدراسة الاختلافات في لون الأسنان مع مجموعة من المدخنين ومجموعة من غير المدخنين. وجد الباحثون أن أسنان المدخنين كانت بالفعل أقل بياضًا بشكل ملحوظ من أسنان غير المدخنين.
عند الاتصال بالدكتور بولوسا لمناقشة الموضوع، أوضح أن هذه في رأيه نقطة جيدة لمعالجة الإقلاع عن التدخين، حيث قد تكون الصورة الجمالية للأسنان أكثر أولوية بالنسبة للشباب. “السبب الذي يجعلني أعتبر هذا مهمًا هو أننا على دراية بمدى اهتمام الشباب بجمالهم، لذا فكرة الحصول على اسنان بيضاء يمكن أن تدفع الآلاف من المدخنين الشباب الى ترك التبغ القابل للاحتراق! ”
ولخص ثلاث نقاط حاسمة انبثقت عن الدراسة:
“1. تظهر نتائج الدراسة أن أسنان مدخني سجائر التبغ ” أقل بياضًا بشكل ملحوظ من أسنان غير المدخنين. علاوة على ذلك، بعد الإقلاع عن التدخين، يبدأ بياض الأسنان بالعودة تدريجيا.
2. قد تصبح الاعتبارات الجمالية أكثر إقناعًا للإقلاع عن التدخين، خاصة بالنسبة للمدخنين الشباب الذين يدركون ان التدخين هو السبب الأول لرائحة الفم الكريهة ومظهر الأسنان الغير لائق.
3. السجائر الإلكترونية أو منتجات التبغ المسخنة من المرجح أن تحسن مظهر الأسنان ايضا.
قامت دراسة إيطالية أخرى أجريت في وحدة طب اللثة ونظافة الفم في عيادة كالابرودينتال في كروتوني، بتحليل صحة الفم لـ 110 مدخنين تحولوا مؤخرا لاستخدام السجائر الالكترونية.
في بداية الدراسة، 61٪ من المجموعة الأولى و65٪ من المجموعة الثانية، عانوا من نزيف اللثة، وعند إعادة فحصهم في نهاية الدراسة، 92٪ و98٪ على التوالي، لم يبدو أي مشاكل او عودة مشكلة نزيف اللثة.
الدراسات التي تشير إلى أن السجائر الإلكترونية لها تأثير سلبي على صحة الأسنان
أصدر معهد CareQuest لصحة الفم، وهو منظمة غير ربحية تركز على المساهمة في نظام وطني أفضل لصحة الفم، تقريرًا يشير إلى العديد من المخاطر الصحية الفموية والمرتبطة باستخدام السجائر الإلكترونية.
يقول التقرير إن من بين هذه المخاطر الصحية أمراض اللثة وتسوس الأسنان وفقدان العظام. وقالت الصحيفة ان الأطباء بحاجة إلى تثقيف مرضاهم حول هذه المخاطر، لكنها لم تقارن الفوائد النسبية في حالة الانتقال من تدخين السجائر إلى السجائر الالكترونية.
أشارت دراسة أخرى حديثة نسبيًا إلى أن محتوى السكر في السوائل الإلكترونية قد يزيد من مخاطر تسوس الأسنان. نُشرت الدراسة على الإنترنت في مجلة جمعية طب الأسنان الأمريكية بعنوان “مقارنة مخاطر التسوس بين المرضى الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية وأولئك الذين لا يستخدمونها,” عند تحليل الارتباط بين السجائر الالكترونية ومستوى مخاطر التسوس المحتمل، وجد فريق البحث أن مستخدمي السجائر الالكترونية قد يكون لديهم مخاطر أكبر للتسوس.
وبالمثل، أفاد أطباء الأسنان في ولاية كارولينا الشمالية أنهم لاحظوا زيادة المشاكل في الأسنان واللثة بين الشباب الذين يدخنون السجائر الإلكترونية. تشمل هذه المشاكل جفاف الفم المزمن وخطر الإصابة بتسوس الأسنان ، وفقًا لطبيب الأسنان الدكتور أنبيك ديشيلد مايز، مالك BestMouth Dental في جرينسبورو.
قال الدكتور أنبيك: «نخبرهم دوماً عن بعض الأمور التي تساعد في إعادة ترطيب أسنانهم، حيث نطلب منهم شرب الكثير من الماء، وتنظيف أسنانهم بالفرشاة والخيط مرتين في اليوم. هذه هي الأشياء التي أراها مجدية مع المرضى»
قال الدكتور كاي : « أن بعض السوائل الإلكترونية تحتوي على مكونات تلطخ الأسنان. وقال: «على سبيل المثال، ستحتوي نكهة البطيخ على صبغة وردية تلطخ الأسنان باللون الوردي».
نشر معلومات غير دقيقة حول الفيب وصحة الفم
ناقشت الرابطة البريطانية المستقلة لتجارة السجائر الإلكترونية (IBVTA) مقالًا غير دقيقاً نُشر مؤخرًا يربط استخدام السجائر الإلكترونية بأمراض اللثة. ونشرت صحيفة التايمز مؤخرًا مقالًا بعنوان «Elf bars وأنا: مدمن السجائر الالكترونية، فهل سأصاب بأمراض اللثة؟» في قسم الصحة.
ادعى الكاتب بهذا المقال أن استخدام سيجارة الكترونية واحدة فقط تعادل تقريبًا استهلاك نفس الكمية من النيكوتين الموجودة في 45 سيجارة.
هذا غير ممكن طبعاً، إلا ان الرابطة البريطانية المستقلة لتجارة السجائر الالكترونية IBVTA قالت: “الحدود القانونية في المملكة المتحدة على هذه المنتجات هي 2 ملليلتر كحد أقصى من السائل و 20 ملليغرام من النيكوتين لكل مل، أي 40 مجم من النيكوتين في المجموع. وبالنظر إلى متوسط محتوى النيكوتين في سجائر التبغ والذي يعادل 10-12 ملجم، فمن الصعب أن نرى كيف توصلت الصحفية إلى هذا الرقم 45 سيجارة.”
أشار الكاتب أيضاً بشكل غير مسؤول إلى الادعاءات التي لا أساس لها من قبل المراهقين في مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، مدعيا أن استخدام السجائر الإلكترونية يسبب لهم أمراض اللثة.
ردت البروفيسور ليندا بولد وبروس وجون أوشر أستاذ الصحة العامة في جامعة إدنبرة على المقال قائلة إنه «مثال جيد على مقال غير مسؤول متعلق بالصحة لم يتم فيه استشارة أي شخص من المملكة المتحدة أجرى بحثًا حول الموضوع». وأضافت «أنه أمر سيئ جداً من قبل صحيفة التايمز».
وبالمثل، تحدث أربعة خبراء في طب الأسنان من كلية علوم الأسنان بجامعة نيوكاسل مؤخرًا ضد بعض الأخطاء التي انتشرت مؤخرًا من قبل محاضرين في علوم الغذاء في كلية الرياضة وعلوم الصحة بجامعة كارديف متروبوليتان، والذين قدموا مؤخرًا عدة ادعاءات حول كيفية تسبب السجائر الالكترونية في تلف الأسنان.
نشر الدكتور ريتشارد هوليداي، والبروفيسور إيلين ماكول، وأنتوني ويك، وزيلا سعيد، رسالة في مجلة طب الأسنان البريطانية من جامعة نيوكاسل، يشرحون فيها كيف أن هذه الادعاءات غير دقيقة. “بصراحة، تتجاهل جميع الهيئات العامة في المملكة المتحدة، نصيحة منظمة الصحة العالمية، والتي تدعم استخدام السجائر الالكترونية مع العلم أنها لا تؤدي إلى تآكل الأسنان وأمراض اللثة. ”
وسلط الخبراء الضوء على زيادة الوعي باستخدام السجائر الالكترونية للاقلاع عن التدخين.
في الختام، يصر العديد من أطباء صحة الفم، وكذلك خبراء الإقلاع عن التدخين، على فوائد استخدام السجائر الإلكترونية لأولئك المدخنين الذين يعانون و يكافحون للإقلاع عن التدخين دون مساعدة.
وبالتأكيد لانجادل في حقيقة أن غير المدخنين يجب ألا يستخدموا السجائر الالكترونية، ونظرًا للسلامة النسبية المثبتة للمنتجات، فإن التحول من التدخين إلى السجائر الالكترونية يقلل من المخاطر الصحية للمدخنين ويحسن صحة الفم لديهم.