التدخين من أكثر العادات الشائعة في مختلف المجتمعات الغربية منها والشرقية وضمن مختلف الفئات العمرية، المراهقين، البالغين، الكبار في السن، الذكور والإناث.
معروف ايضا انه من اخطر العادات التي تهدد الصحة العامة, ونتكلم هنا عن التدخين بكافة أشكاله سواء تدخين السجائر التقليدية، الأركيلة أو الشيشة وغيرها .
سنتناول ضمن الفقرات التالية تأثيرات التدخين على الصحة الفموية. و كذلك تأثير الفيب – السجائر الإلكترونية على صحة الفم والأسنان. معلومات كثيرة من المهم معرفتها حول الفرق بين التدخين التقليدي و الفيب وما هو تأثير مكونات بخار الفيب على صحة الفم والأسنان.
تأثير التدخين التقليدي(السجائر) على صحة الفم والأسنان
لا بد لنا في البداية أن نسلط الضوء على تأثير التدخين التقليدي على الصحة الفموية بما في ذلك اللثة والأسنان وجميع الأنسجة الفموية.
جميعنا يعلم , أن التدخين التقليدي هو من أخطر العادات السيئة التي تضر بصحة الفرد وبالأخص على صحة الفم والأسنان.
ما هي تأثيرات التدخين التقليدي على صحة الفم والأسنان؟
– التهابات اللثة
تعزى الكثير من أمراض اللثة والانسجة التي تحيط بالأسنان بما فيها التهابات, انحسار و تضخم اللثة إلى التدخين.
يزيد التدخين من تقلص الأوعية الدموية الموجودة في انسجة اللثة. وبالتالي يبطئ الدوران الدموي ويجعل من الأنسجة الفموية المحاطة بالأسنان أقل قابلية للتجديد والإصلاح. يزيد التدخين التقليدي من معدل انحسار وتراجع اللثة مع التقدم بالعمر.
– تضخم وانحسار اللثة
انحسار او تراجع اللثة من أبرز المشاكل التي يسببها التدخين ، حيث أظهرت الدراسات والإحصائيات معدلات عالية من انحسار اللثة مع مرور الزمن.
أما عن تضخم اللثة فهو رد فعل التهابي تقوم به انسجة اللثة للدفاع عن نفسها ضد الكثير من المسببات التي قد يندرج التدخين ضمنها!
– سرطان اللثة
التدخين يحتوي على أكثر من ٥٠٠٠ مادة سامة للجسم وبحسب الدراسات فإن معظمها تسبب السرطانات والأورام.
تمكنت الدراسات على مدار سنوات طويلة من إثبات وجود ارتباط واضح بين التدخين وسرطانات الفم. بما في ذلك سرطان الشفة وتجويف الفم والبلعوم، ويتم تسجيل مايقارب الـ 447 ألفاً و 751 حالة جديدة من السرطان سنوياً على مستوى العالم.
– تسوس الأسنان
من أهم تأثيرات التدخين على الاسنان هو جعل النسيج العظمي للسن عرضة للذوبان والانحلال والتهتك. حيث يجعل التدخين بيئة الفم جافة. وذلك عن طريق انخفاض معدلات الإفراز اللعابي، وذلك الأخير يعتبر من أهم العوامل المساعدة على ارتفاع الخطورة النخرية. لذلك يكون معظم المدخنين أكثر عرضة للإصابة بتسوس الأسنان بالمقارنة مع غير المدخنين!
لاسيما وأن البيئة الفموية الجافة و الدخان والقطران والاف المواد الضارة الاخرى تساعد على تهتك الأنسجة السنية و اضعاف طبقة المينا التي تغطي الاسنان. بالإضافة إلى مشاكل تسوس الأسنان بفعل التدخين يواجه المدخنون ضعف في بنية الأسنان بشكل عام مما يسبب مشاكل تساقط الاسنان.
– تصبغ الأسنان
التدخين من أبرز العوامل التي تساعد على تراكم القلح أو ما يعرف بالجير. بالإضافة إلى ترك تصبغات صفراء أو بنية أو سوداء والتي غالباً ما تستقر على الطبقة الأمامية والخلفية للأسنان.
اصفرار الأسنان من أبرز ما يزعج المدخنين ويجعلهم مستائين من تغير اللون, حيث تفقد الأسنان لونها وبريقها الطبيعي الجميل.
– التأثير على أجهزة تقويم الأسنان
يؤثر التدخين على أجهزة تقويم الأسنان والتركيبات لكبار السن. التدخين له آثاره الجانبية السيئة والجلية على صحة الفم والأسنان… وهذا ما سبق و ذكرناه.
ومن ضمن التأثيرات المختلفة لتدخين السجائر هي جفاف الفم وتلوثه بالدخان والمواد الضارة التي يحتويها. فتجد فم المدخن جاف ولا يحتوي على كمية العاب الكافية لترطيب الأسنان واللثة وللمحافظة عليها من النخور. حيث يلعب اللعاب دورا أساسيا في المساعدة على تجديد اللثة ووقاية الأسنان من التسوس.
ومن جهة أخرى قلة اللعاب والترطيب الناتج عن تدخين السجائر يؤدي بدوره إلى ضعف في ثبات أجهزة التقويم الثابتة والمتحركة وكذلك يؤثر على الجسور والدعامات لدى كبار السن.
يعتبر تأثير الفيب أقل نسبياً على أجهزة التقويم والتركيبات في الفم. حيث يبقى الفيب بيئة الفم أنظف نسبياً ويحميها من تماس دخان السجائر الضار مع أنسجة اللثة, وبالتالي يقلل من التلوث تكاثر الميكروبات.
تلك هي باختصار أهم المشاكل والتأثيرات السلبية للتدخين التقليدي على صحة الفم والأسنان. وتختلف مضار و تأثيرات التدخين على الفرد باختلاف معدل التدخين ودرجة الإدمان.
هل تفكر بترك التدخين التقليدي؟ ماذا تعرف عن الفيب او السجائر الالكترونية؟
إليك أهم التأثيرات السلبية والجانبية للفيب على صحة الفم والأسنان :
– البكتريا والالتهابات
أجهزة ومعدات الفيب يمكن أن تكون ارض خصبة للبكتيريا أو الجراثيم. خاصة عندما يتم إهمال تنظيفها باستمرار. وهذا ما يؤثر مباشرة ويساهم بزيادة تواجد البكتيريا والجراثيم وبالتالي زيادة معدلات الإصابة بأمراض والتهابات اللثة وتسوس الأسنان.
– جفاف الفم
إن البروبيلين غليكول الذي يعتبر أحد المكونات الأساسية للفيب له تأثير سلبي في جعل بيئة الفم جافة و مفتقدة للترطيب الطبيعي بواسطة اللعاب.
جفاف البيئة الفموية مرتبط بشكل مباشر في زيادة قابلية الاسنان للنخر. لذلك من المهم جدا المحافظة على الترطيب وذلك عن طريق شرب الكمية الكافية من الماء و بشكل مستمر.
– درجة حرارة البخار وعلاقته بالتهاب اللثة
إن ارتفاع درجة حرارة الفيب يساهم في تحفيز رد فعل التهابي من اللثة ومن الأنسجة المحيطة بالأسنان. وكذلك الإفراط في رفع الطاقة في أجهزة الفيب يؤدي الى تطاير قطرات ساخنه جدا من السائل الالكتروني. مما يؤدي إلى احمرار وتورم اللثة. لذلك ننصح بأستخدام اجهزة الفيب عند مستويات الطاقة المعقولة دون الإفراط برفعها.
– تلف وموت الخلايا
كسائر المواد التي تدخل الفم وتكون على اتصال مباشر مع اللثة و الاسنان. فان اهمال نظافة الفم يؤدي إلى ضعف قدرة الخلايا و الأنسجة على التجدد. كما تفقد هذه الخلايا قدرتها على الانقسام والتكاثر والتعويض عن الخلايا المفقودة.
الأمر الذي يؤدي إلى الاصابة بأمراض عدة مثل تراجع اللثة أي الانحسار، و الامتصاص العظمي وزيادة مستوى النخور السنية وبالتالي فقدان الأسنان.
ما الفرق بين التدخين التقليدي والفيب (السجائر الالكترونية) من حيث التأثيرات على صحة الفم والأسنان؟
لدى مقارنة التدخين التقليدي بالفيب، يمكننا أن نقول صراحة أن السجائر الإلكترونية والمعروفة بالفيب أخف وطأة ولها تأثيرات أقل على صحة الفم والأسنان بالمقارنة مع التدخين التقليدي.
باختصار، يرتبط استخدام الفيب بتشكل مستويات أقل نسبياً من البكتيريا والجراثيم والقلح (البلاك) بالمقارنة مع التدخين التقليدي.
كذلك الأمر بالنسبة للالتهابات اللثوية… فقد تسبب التدخين التقليدي بالاستناد إلى إحصائيات مختلفة بمشاكل والتهابات اللثة و بمعدلات أعلى بكثير من التي يتسبب بها الفيب!
دراسات وابحاث
توصلت دراسة أجريت عام 2018 من قبل الأكاديمية الوطنية للعلوم إلى أن الفيب – السجائر الالكترونية تشكل مخاطر صحية للفم أقل بكثير من تدخين السجائر (التبغ).
في دراسة أخرى أجريت عام 2016. تم فيها فحص حالة اللثة لعدد من الأشخاص الذين انتقلوا من تدخين السجائر التقليدية إلى الفيب – السجائر الالكترونية. حيث وجد الباحثون أن الانتقال إلى الفيب – السجائر الإلكترونية قد ارتبط بتحسن عام بصحة الفم. بما في ذلك مستويات البلاك ونزيف اللثة وغيرها من المشاكل.
قارنت إحدى الدراسات التي أجريت عام 2017 بين ثلاث مجموعات من الرجال في المملكة العربية السعودية. كانت مجموعة منهم من مدخني السجائر التقليدية ، ومجموعة ممن يستعمل السجائر الإلكترونية ، ومجموعة لم تستخدم كليهما على الاطلاق.
وجد الباحثون أن أولئك الذين يدخنون السجائر كانوا أكثر عرضة للإصابة بالجير وألم اللثة مقارنة بأولئك الذين استعملوا الفيب – السجائر الالكترونية أو امتنعوا عن التدخين تمامًا.
ومع ذلك ، يجدر الإشارة إلى أن المشاركين الذين دخنوا السجائر بدأوا بالتدخين منذ وقت طويل بعكس الذين استخدموا السجائر الإلكترونية فإن فترة استخدامهم تعتبر أقصر.
هذا يعني أن الأشخاص الذين يدخنون السجائر تعرضوا لمستويات أعلى من النيكوتين والمواد السامة الموجودة في التبغ. ولفترة طويلة من الزمن. وقد يؤدي هذا إلى تغيير النتائج.
أفادت دراسة أخرى أجريت في عام 2018 عن نتائج مماثلة فيما يتعلق بالتهاب اللثة بين الأشخاص الذين يدخنون السجائر التقليدية والأشخاص الذين استخدموا السجائر الإلكترونية والأشخاص الذين لم يستخدموا كليهما.
وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يدخنون قد عانوا من مستويات أعلى من التهابات اللثة والأسنان بعد التنظيف بالموجات فوق الصوتية. مقارنة بالأشخاص الذين استخدموا السجائر الإلكترونية أو الذين امتنعوا عن التدخين والفيب معا.
الدراسات العلمية قائمة ولا تزال مستمرة في البحث العلمي والتجارب المخبرية والإحصائيات المختلفة التي أثبتت قلة مضار الفيب بالمقارنة مع السجائر التقليدية.
الدكتورة كندة يونس الأخصائية في طب وجراحة الأسنان
كلنا ثقة بالأبحاث العلمية التي يجرى العمل عليها دائماً… وعلى الرغم من كون آثار الفيب أقل ضرراً على صحة الفم والأسنان بالمقارنة مع التدخين التقليدي. لا بد من التشديد على أن التدخين بجميع أنواعه التقليدي أو الالكتروني… عادة سيئة ومضرة بصحة الفم والأسنان وعامل رئيسي في حدوث الأورام والسرطانات.. لذلك لاننصح بأستخدام الفيب لغير المدخنين, ويجب اعتباره مجرد اداة اثبتت فعاليتها في ترك عادة التدخين.
جميع الدراسات والأبحاث تبين وبوضوح أن تأثير الفيب على صحة الفم والأسنان أقل بكثير من التدخين التقليدي. بل يكاد أن يكون مقاربا لأولئك الذين لم يدخنوا في حياتهم. ولكن هذا لا ينفي اطلاقا الحاجة الى إجراء المزيد من الأبحاث لفهم التأثيرات قصيرة وطويلة المدى للفيب على صحة الفم والأسنان.
قد يؤدي النيكوتين الموجود في السوائل الإلكترونية إلى مشاكل صحية للفم والأسنان. ولهذا هناك حاجة ايضا إلى مزيد من الأبحاث التي تركز على هذا الموضوع لفهم ومقارنة تأثيرات الفيب مع النيكوتين وبدونه.
بعض الاسئلة حول الفيب وصحة الفم والاسنان :
يحتوي سائل الفيب على نيكوتين، هل يؤثر ذلك على الصحة الفموية؟
في الحقيقة، نوع النيكوتين الموجود في السجائر – التبغ مختلف تماما عن ذلك الموجود في الفيب. عند التدخين يتم حرق النيكوتين ليتكون الدخان الذي يكون ممزوجا بألاف المواد السامة الاخرى. والتي تساهم في خلق أو تفاقم عدة مشاكل مرضية ضمن الفم كجفاف البيئة الفموية. وكذلك زيادة معدلات النخور السنية، ظهور التهابات لثوية، تراكم القلح واللويحة الجرثومية. و يزيد النيكوتين بشكل واضح، عند تدخين السجائر التقليدية من مشكلة تصبغ الأسنان.
نسب النيكوتين الموجودة في الفيب أقل بكثير من السجائر التقليدية وهو غير ناتج عن الاحتراق, لذلك فأن تأثيره على صحة الفم و الاسنان اقل بكثير. ومن أهم تأثيرات النيكوتين الموجود في الفيب هو جفاف البيئة الفموية لذلك ننصح بشرب كميات مناسبة من الماء لتفادي هذه المشكلة.
هل المنكهات الموجودة في سائل الفيب مضرة بالصحة الفموية؟
كثيراً ما يطرح مستخدمو الفيب استفسارات حول منكهات سائل الفيب وأضرارها. لا تزال التأثيرات بعيدة المدى غير معروفة تماماً. ولكن يمكن القول بأن النكهات المختلفة لها تأثير مباشر في رفع معدل الإصابة بتسوس الأسنان خاصة في السوائل التي تحتوي على نسب عالية من السكر. مما يجعل البيئة الفموية أرض خصبة للبكتيريا والجراثيم النخرية.
للوقاية من ذلك ننصح بالتفريش المنتظم للأسنان و استخدام محاليل المضمضة المعقمة للفم.
ارشادات تساعدك على التقليل من تأثيرات الفيب على صحة فمك وأسنانك
- استعمال سائل فيب بلا نيكوتين أو بنسبة نيكوتين ضئيلة أمر محبب، النيكوتين عند الجرعات الكبيرة ضار والتقليل منه يعتبر عامل رئيسي في الحفاظ على الصحة الفموية.
- الإكثار من شرب المياه عند الفيب من أجل تدارك موضوع جفاف الفم.
- المواظبة على تفريش الأسنان والتنظيف بالخيط الخاص بتنظيف الأسنان واستخدام محاليل المضمضة الفموية والغرغرة بالماء وغيرها من العادات الصحية التي سنقوم بشرحها لاحقاً
- زيارة طبيب الأسنان بشكل منتظم تساعد على اكتشاف المشاكل والنخور والالتهابات والأورام قبل تفاقمها وبالتالي سيكون لديك الفرصة بالعلاج الفعال وتدارك الأمر منذ بدايته.
كيفية العناية بصحة الفم والأسنان
سواء كنت من مستخدمي الفيب أو لا يجب أن تتعرف على أهم العادات الصحيحة للعناية بصحة الفم والأسنان.
تفريش الأسنان
تفريش الأسنان من أبرز العادات الروتينية التي يجب على الفرد الالتزام بها بشكل يومي. يجب تفريش الأسنان بعد كل وجبة طعام ثلاث مرات يومياً. تفريش الأسنان يجب أن يستمر لمدة دقيقتين على الأقل.
يوجد الكثير من الطرق لتفريش الأسنان، يمكن للفرد اختيار الطريقة الأمثل التي تناسب حالة أسنانه. يفضل القيام بتفريش الأسنان بالترتيب و الاهتمام بتفريش أسطح الأسنان من الأمام ومن الخلف.
أما المناطق التي يصعب تنظيفها يجب استخدام أنواع خاصة من معدات التفريش, كأ ستخدام الفرش الخاصة التي تدخل بين الأسنان أو خيوط التنظيف.
لا تنس أن تقوم بتنظيف اللسان بعد الانتهاء من تفريش الأسنان، وأيضاً يفضل القيام بحركات تدليك أو تمسيد للثة من أجل تعزيز وتنشيط الدورة الدموية. اختر الأدوات والمعاجين المناسبة بإشراف طبيبك، سواء كانت فرشاة ناعمة أو خشنة أو متوسطة الخشونة أو فرش الأسنان إلالكترونية.
عادات الأكل
من وجهة نظر طبية، يفضل الانتظام بتناول وجبات الطعام الصحية وعدم تناول أطعمة بين الوجبات. خصوصاً تلك الأطعمة التي تحتوي على السكريات او الأحماض. كذلك شرب الكثير من القهوة والشاي من أكثر العوامل المسببة لتصبغات الاسنان, لذلك ننصح بالتقليل منها.
يعتبر شرب المياه بالكميات المناسبة أمر ضروري يساعد على التنظيف وعلى تعديل درجة الحموضة في الفم وبالتالي التقليل من الخطورة النخرية لدى الأفراد المدخنين وغير المدخنين.
أما عن وسائل ومنتجات العناية بالصحة الفموية، فهي كثيرة ومتنوعة ومن المفضل انتقائها بما يتناسب مع الحاجة ويفضل بإشراف الطبيب.